الشعر المرسل ، المنثور ، الحر
الشعر المرسل :
هو أول ما فكر فيه الزهاوي وشكري الفضلي في العراق وعبدالرحمن شكري وتبعة المازني في مصر ، وهو أقرب إلى الشعر الانجليزي الذي احتذى حذوه الشعراء وسار على منواله "باكثير" ، فقد احتفظ بوحدة البحر او الوزن وغير في القوافي ، متأثرا بالشاعرين الانجليزين " شكسبير" و "ملتن" ثم جاء "ولت وتمن" الامريكي الذي لم يلتزم بالاوزان والعروض والموسيقى الشعرية.
إن عدم توفر القوافي في الشعر الانجليزي وبخاصة قوافي الحقيقة لا قوافي المجاز دعت غلى الشعر المرسل ، في اللغة الانجليزية ولم يكن العربي بحاجة إلى هذا الضرب من الشعر لتوفر القوافي وكثرتها في العربية .
مثال من مسرحية " مأساة الحلاج " لصلاح عبد الصبور :
" الأميرة: فسأمشى في طرقات " الغابة "
حتى أبواب " القصر "
وسأدخل " ساحة " قصري مترجلة
حتى أتلقى من
خدمي ورعاياي
ما يبهج نفسي من حب وخضوع " .
الشعر المنثور :
هو الكلام الذي لا يساير الاوزان الشعرية ، اي انه بلا موسيقى وليست فيه قواف ، انما يعتمد على جمال الصور ورشاقة الالفاظ ، وجرس الكلمات ، ويبرز فيه عمق العاطفة ، ورقة الاحساس ، وجمال الجرس
قطعة نشرتها صحيفة صدى بابل سنة 1911 م
:
" ليس ما نجهلة يجعلنا جهلاء
بل ما ندعية
ليس ما نرائي يجعلنا ودعاء
بل ما نقصدة
ليسما ننشرة يجعلنا أدباء
بل ما نفعلة
ليس ما نعملة يجعلنا اتقياء
بل ما نرتضية ".
قطعة خرجت عن الوزن الموسيقى ، هي اقرب إلى السجع من الشعر .
الشعر الحر :
الشعر الذي يعتمد على التفعيلة العروضية ، وبصورة خاصة على الاوزان الصافية ، وكان الرواد يهتمون باللغة العربية لاصالتهم الفكرية وقاعدتهم العربية الاصيلة . فما خرجوا عن الموسيقى والمعاني الجميلة ، مثل بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وصلاح عبدالصبور ويوسف عز الدين وفدوى طوقان والبياتي ونزار قباني .
ثم جاء جيل هوى واسف وظن الشعر هو الغموض والفوضى وتسطير الالفاض ، وولج ميدان الشعر جمهور من المتشاعرين اساءوا لانفسهم وللتجديد .
وسوف يحكم الزمن على صلاحية هذا الشعر الذي ليس فية ذوق فني ، ورهافة حس ، لانه لم يحقق تطوراً ملموساً في مضامين الفكر ، ولم يأت بفكر مبدع ، يجدد فيه الاسلوب حتى قال بدر شاكر السياب : ( ثورة الشعراء الشباب على الشكل والقوافي والاوزان ثورة سطحية ، وانها اذا بقيت على ماهي علي ستعود على الشعر العربي بأبلغ الضرر ) وبالفعل اضرت ضررا بالغاً ، وادت هذة الثورة إلى اختلاف واضح في التسميات والمعاني وعادت على الشعر بالتفاهة والسطحية .
من أنشودة المطر لبدر شاكر السياب :
أتعلمين أي حزن يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر ؟
و كيف يشعر الوحيد فيه بالضياع؟
بلا انتهاء_ كالدم المراق، كالجياع ،
كالحب كالأطفال كالموتى - هو المطر
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروق
سواحل العراق بالنجوم و المحار
كأنها تهم بالبروق
فيسحب الليل عليها من دم دثار .
اصح بالخليج : " يا خليج
يا واهب اللؤلؤ و المحار و الردى "
فيرجع الصدى
كأنه النشيج :
"يا خليج
يا واهب المحار و الردى .."
المصادر :
موقع جهة الشعر
التجديد في الشعر الحديث للدكتور يوسف عز الدين
اخر تعديل كان بواسطة » المدهر في يوم » 02-06-2002 عند الساعة » 16:39.
|