مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 13-10-2006, 16:08   #1
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

حكاية الأدب الشعبيّ, وقضيّة الشعر البدويّ (الحمينيّ)




.
بعد أن فقد اللسان العربيّ لغته الفصيحة بسبب كثرت الفتوحات الإسلاميّة, ومهد لذلك أيضًا "توافد موجات شتّى من الأجناس والألوان تحمل مزيجًا من اللغات لتستقر في جزيرة العرب؛ فكانت التجارة والمصاهرة والاختلاط", ورويدًا رويدًا انقرض الجيل الذي رسخت ملكة الفصحى على ألسنتهم فداخل اللسان ما داخله من عجمة, ظهر من واقعها الشعر البدويّ الملحون. كان ذلك ـ في أول أمره ـ مع قبيلةٍ وفدت من أحد الأصقاع اليمنيّة التي تسمّى (حمن), وذلك في القرن الثالث الهجريّ, ثمّ استقرّت في الحجاز وأنشدت هذا الشعر المنسوب لهم بالحميني كتصغير لكلمة حمن. وقد عقد خير الدين الزركلي في كتابه (ما رأيت وما سمعت), فصلاً للشعر الحمينيّ, بقوله:" أهل البادية يقسمون الشعر إلى نوعين, الأول: الصحيح الأوزان واللغة ويسمونه (القريض). والثاني: الشعر البدويّ المتخلف في لغته وأوزانه عن الشعر الفصيح, ويسمونه (الحُمَيْني) بضم الحاء وفتح الميم. قال صاحب (تاج العروس) مرتضى الزبيديّ نقلاً عن صاحب القاموس بعد أن أضاف:" والحمنان صقعان يمانيان, والحميني: ضرب من بحور الشعر المحدثة (المولدة)". ولعلّ من الأدلة التي تؤكد على ظهور اللحن بصورة كبيرة في القرن الثالث الهجري, ماقاله العلاّمة/ عبدالله بن محمّد بن خميس, في ورقته التي قدمت في بحوث المؤتمر الأوّل للأدباء السعوديين بعنوان ( الشعر النبطيّ امتداد للشعر الفصيح), من أنّ :" عرب الجزيرة ظلوا يتشبثون بسليقتهم وملكتهم, رغم مغالبة زحف العجمة إلى دارهم, حتى القرن الثالث الهجريّ" ومن هنا نستنتج أن المسمّى الأول للشعر البدويّ هو الحمينيّ. وهذا دليل على أنّ مسمّى النبطي أتى في عهدٍ قريبٍ جدًا, وأن رموزه الذين عاصروا فترته (النبطيّة) أمثال راشد الخلاوي أو ممن ينتسب لقبيلة بني هلال لم يكونوا أصحاب السبق في الإبانة عنه إطلاقًا. والفرق بيّنٌ وواضح من استقراء القرون التي تحطم عامٌ منها على عام!

*
سأحاول التفصيل ـ لاحقًا ـ عن مسمّى كلمة نبط والتوثيق تاريخيًا إن شاء الله.

وكتب:
فوزي المطرفي

.

تحيّة واحترام.


اخر تعديل كان بواسطة » فوزي المطرفي في يوم » 13-10-2006 عند الساعة » 16:20.
فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس