أُرجــوحة المطـــر
للذاكـــــرة التي تتلاشى ...
.
.
.
يَا أُرْجُوحَةَ المَطَرِ
الَّلتِي حَمَلَتْهَا الرِّيَاحُ
إِلَي أَرْضٍ قِفَار
دَاعَبَتْ صَدْرَ الصَّحَارِي
وَأخْتَلَسَ البَيَاضُ
عَلَى اسْتِحْيَاءٍ
مِنْ ضِرْعِهَا النوَّارُ
حَتَّى أَيْنَعَ زَهْرُ حَنِينِكَ
يَاعَمَّاهُ وَ أَسْبَغْتَ مِنْ
رَبِيعِكَ عَلَى قَلْبِي اِخْضْرَارُ
وَصَوتُكَ الذي رَتَّلَ القُرآنَ
نَقَشْتُهُ عَلَى صَوْتِي سِراً
كَمَا تُنْقَشُ عَلَى أَجْسَادِهَا
الأَحْجَارُ
وَشَقَاوَةٌ كُنْتَ تَشْكُوهَا
مِراراً..صِغَارٌ كُنَّا وَلَكِنْ
فِي عَيْنَيْكَ أَشْـــــــــرَارُ
وَقَيْلُولةٌ أَنْدَّسُ مِنْ
لَهيِبِهَا فِي حُضْنِكَ
فَتَفْقِدُنَا أُمَّي من
هُدُوئِنَا وَ الدَّارُ
هِيَ طُفُولَةٌ مَلْئَ بِكَ
سُرِقَتْ .. فَأَوْشَكْتُ
نِسْيَانَكَ ..أَمْ انَّهُ شَائَتْ
لِحُكْمِهَا أَقْدَارُ ؟
وَعُمْرُكَ الَّذِي اِرْتَدَاهُ
الثَّرَى..غَابَ كَمَا يُغَيِّبُ
الَّليْلُ قَبْلَهُ النَّهَارُ
صِرْتَ بَعِيداً يَا عَمَّاهْ
وَذَاكِرَتِي غَادِرَةٌ كَالبَحْرِ
وَأَنَا فِي عِبَابِهَا البَحَّارُ
وَمَرْسَاتِي مَفْقُودَةٌ
وَبُوصَلَتِي إِلَيْكَ مُتَوَّهَةٌ
فَأَيْنَ الطَّرِيقُ لِمَنْ
كَانَ مِثْلِي يَحْتَارُ؟؟
قُلُوبٌ يَا عَمَّاهُ قَدْ
تَقَلَّبَتْ عَنْ سِيرَتِهَا
اللَّتَي عَهِدْتَ..وَ هَكَذا
القُلُوبُ دَوْماً تُدَارُ
غُرْبَةٌ أَصَابَتْنِي بَيْنَهُمْ
وَنَضِجْتُ.. فَذَبُلَتْ
قَبْلَ أَوَانِهَا الأَزْهَارُ
أَدَّعِي بَأْساً لَيْسَ مِنِّي
وَأَبْتَسِمُ تَصَدُّقاً وَالحُزْنُ
فِي دَاخِلي لَيْسَ لَهُ إِجْبَارُ
بِتْنَا نََشْكُو زَمَاناً
مُعِيباً لِذَاتِهِ..وَنَحْنُ
الَّذينَ كُنَّا لِلْعُيوُبِ
مَدَارُ
امل
|