مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 04-09-2006, 21:06   #1
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

من أحاديث أمي ..!

من 29 / أغسطس إلى الخلود في عينيها .!





( *** )


سأحمل أمي
وأكتبها في بياض النوايا
وأزجي السلامَ عليكم بها ..!
ومن غير أمي
تخيِّطُ لي ثوبَ أغنيتي
وتكحِّلُ أنثاي
حينَ تهيئها للدخول عليْ .!
***
ركبنا القصيدةَ
فوقَ الخيول التي تتعثَّرُ
قبل انطلاق السباقْ
شربنا مياه الظهيرةِ
نمنا على عرباتِ الخليل
تجرُّ بمحراثها الرملَ
لم نلقَ إلا اللظى
كنتُ أبحث عن حبةٍ للعصافيرِ
أبحث عن وطنٍ مقمرٍ في العراءْ
وعن نخلةٍ نبتتْ عنوةً
عن صهيلٍ تدثَّر بي
عن مآذن في قريتي لاتخيف
العصافير حين تفرِّخُ أعشاشها
في رحاب الصلاةْ ..
***
سأحمل أمي ..
وأكتبها في بياض النوايا
وأزجي السلام عليكم بها ..
سلام عليها ..سلام عليكم
برحمتها .. بالدعاء الذي أوقفته
لكل اليتامى
بحفنة ماءٍ تهيئها كل صبحٍ
لعصفور نافذتيْ
بحبة قمحٍ تمدُّ لها يدها
حين تفرغ من تمتمات الصلاة
سلام عليها ...سلام عليكم
برحمتها بالدعاء المجاب ..!

( 1 )
تحدثني أمِّي وتصغي إليّ ..
إذا لامستْ يدها فروةَ الحزنِ قالت :
( كنتَ صغيرًا على الحزنِ والذنبِ والذكرياتْ
قريبًا من البحرِ
كان لسانك قطعةَ حلوى ..
وحزنكَ هدهدة الأغنياتْ ...
فماذا بعينيكَ ياطفل عمري
وقد طوّفتْ سبعةٌ وثلاثون عامًا عليكَ ومازلت تسكنُ بيتَ الشتاتْ ..؟!
تحدثني أمي وتصغي إلي ...
( على الباب فاتن ..
تلكَ التي أشبهتْ في جبينكِ ختْم الصلاةْ .. !
( عفا الله عني وعنكَ ..
وهل يرجع الناس بعد الوفاةْ ؟! )
على البابِ فاتنْ ..
مساءً جديدًا
يجيء بطعمِ قرانا القديمةِ ..
بعضِ الذي عدتُ أذكرهُ من أحاجيكِ بين النعاسِ وبين حفيف الشفاةْ ..!
معذّبةٌ كالطريقِ النبيلِ .. وصوفيّة الحلمِ بكر الأناةْ ..
تحدثني أمي وتصغي إلي ...
أمازال في العمر متسعٌ والحنينُ لذكرى..!
وأنتَ تعدُّ السنينَ عذاباتِ موتٍ وبشرى ..؟!!
( على البابِ فاتنُ أخرى ..)!
يداها مطوّقةٌ بالنهاياتِ .. في عينها ضحكةٌ للبداياتِ
في صوتها يتربّى الحمامْ ...
أحدّثُ أمي فتصغي إليّ ..
إذا لامست يدُها فروة الحزنِ قالت:
( عليها السلام ) ..!



يتبع

التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس