الموضوع: كمائن لا تُرى
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 21-08-2006, 20:43   #4
كوثر
شموس لا تحدها سماء
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ كوثر
 

فخ الأدراج المُهْملة

قديمة , لها رائحة الأدراج التي لا تُفتح, تنبثق من فرجة ملفٍ أصفر , تتحدث عن سيرة ٍ ما.
ذات الأوراق المشققة الأطراف, كل مرة تفقد بعض حبرها قفزاً الى عين الباحثِ عن شيءٍ ما.
كأنما ملّت إهمالها ملفوفة بلا كثير إهتمام, فراحت تُعلن تمردها الصامت كخيانة لتكوينها وتعود للحنين لمنبتها الأخضر الأول.إحداها إلتصقت بأخرى بفعل الرطوبة, هكذا اعتقدتُ لبرهة.
زارني بعدها طيف خيالٍ جامح., ماذا لو كانتا من أصل شجرةٍ واحدة , التحما بفعل الإنتماء الطبيعي., أوجب علينا أن ننظر للأوراق من الزاوية الصعبة على فرض أن لها إرادتها الحرة, سيكون من الطبيعي ان تنتمي البردى لأختها وورقة التوت لن تبقى طويلاً..ما خُلقت ليبقيها الإنسان تُخفي عريه. وحينما تلبسته الحضارة جبراً وغصبا أصبحت ورقة التوت محض فكرة تغلف النسيج الذي لا يُرى حول منطقة لا تكشفها الآلات الطبية المافوق صوتية في تلافيف الدماغ الداخلية لفعلٍ إشتقه القدماء من الحياة ذاتها وصار الى مصدرٍ وهمي يؤول كلما حوطنا الإسمنت من كل جانب.
الليل مخلوقٌ مخاتل..يمتد بعتمته الى الداخل وبقفل الباب دون القمر, قالوا له حين تُرك ملقىً هكذا على حافة انتظارٍ مقيت بأنه وان سعى الى كماله كل مرة سيظل مُناراً بفعل إحتراق كوكب آخر لكنه لم يصدق. عمرٌ طويل من الضوء والغزل منحه حق الوهم الحقيقي واحتار في الفاصل بينهما ثم توقف منذ زمنٍ ونيف عن المحاولة نفسها. وقف الى النافذة في منتصف دربه الى كمال اللحظة ونادى بورقٍ قديم خط عليه شاعر مجنون قصيدة لليلى لا تشاطره السهر.
أو لا يهتم ان سهرت هي فهو يساهر الفكرة وينسى من يُحب..حينما لمح الورقتان في وضع التصاق تلصص على غفلة الدرج ِ وسائل العطر المُشبع بأزمانٍ من غبار عن السر والداخل بينهما , كاد أن يصل في لمحة تيه منهما..إلا أن الريح الغربية من الهضبة البعيدة وفت بوعدها وهبت لتفتت الورق قبل انبلاج الصبح أو تبدد الوهم الذي كان عظيماً بحيث لم يسمع به أحد حتى الساعة.

التوقيع:
هو نهر الفردوس.. أو هو اسمي.. أو هو أنا.. كوثر.
أرفلُ في نعمةِ الغفران،
مُحلقةٌ في غيمةِ ود.
كوثر غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس