الموضوع: بوح
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 05-05-2006, 23:15   #1
عبدالرحمن السعد
أديـب و شــاعــر
 

بوح

حدقَةٌ مشرَعَةٌ صوبَ موجاتِ كلماتٍ تخِزُ القلب. قلتُ لكِ سيدةَ الكلماتِ: لن أموتَ إلا بحرف. لكنما القلب أقرب سيدةَ الحقول. أقرب وأكثر إمعاناً في القربِ وكما لم يكنْ. والسماوات مُشرعَةٌ كما لم يحدث في خشوعِ قلبٍ ووعيٍ مرّةً قبل ذاك، وحتى اللحظة. أنفذُ من صلابةِ الصخرِ نحوكِ كلّ صوت، كل حرف، كل حياة. لا حياة أجدُ غير أنْ أغدو إليكِ.
لانهائيةُ التيهِ مدىً لا مفرّ منهُ عداكِ، هوَ مفرٌّ لا نهائيٌّ، أو هو بعضُ مفرّ؛ أو هوَ قدَرٌ، أو هوَ احتمالٌ وحسب.
قُلْتُ أقبَعُ في تيهي وأذركِ فيما يهبكِ البهجةَ، أو ينأى بكِ عن تفاصيلِ وجعي. قلتُ، فعلتُ، ولمْ أستطع. أنتِ، ما أردتِ، أنتِ بقيتِ أعظمَ، أجملَ، أحرى بتشكيلِ أغنيةٍ أولى، يتلقفها الحبّ كما قطرة مطرٍ لم تلثم ثغرَ أرض. لم تراودْ بعضَ نبضْ. هَوَيْتُ على "كُلّكِ" ببعضِ مساءاتي فأردتِ إلا مزيداً من الليلِ، فشمْتُ، امتنعتُ. غدوتُ أرمي إلى قلبكِ بما يراود اللحظة، لا غير. لا غيرَ سيدتي، فارتمينا إلى ضحكٍ وقهقهاتٍ لمْ أعرف منذُ جنونٍ غادرتُ، استلّ الوقتُ وراح.
قلتُ: "أنتِ جديرةٌ بأجملَ مما أنا في طقسِهِ الآنَ"
قلتِ: "اصطَفَيْتُكَ كُلّكَ"
قلتُ: "استَعِدّي إذاً لِحِرَاكٍ وأجّ"
قلتِ "ائتني بالذي أنتَ فيهِ".
فجئتُكِ كلّي، وجئْتُكِ كُلّي، وجئْتُكِ كُلّي.
ولكنّمَا الحُبّ أكبَر مِنّي
وأكبر من أنْ أقولَ
ومنْ أنْ تُغنّي
وأكبر من كلمةٍ عابرة
أكبر من خطوةٍ عاثرة
وأكبر من كلّ هذا التمنّي
ومن بعضِ هذا التجنّي
وأكبر من أنْ نولّي كما لمْ نَكُنْ
وأكبر من أنْ تصدّينَ عنّي.
وأكبر من أن تكوني هناكَ
أكونُ هنا،
وأكبر من ظنّنا،
أكبر من كلّ ظنِّ.

........................
عبدالرحمن (11/12/2004)

التوقيع:
يَا امْرَأةْ
بَيْنَنَا قَدَحٌ صَامِتٌ
كَيْفَ أَعْبُرُ هَذَا الفَضَاءَ السَّحِيْقَ
لِكَي أَمْلأَهْ
محمّد الثبَيتِي
عبدالرحمن السعد غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس