مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 16-05-2006, 17:30   #1
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

الشعراء .. يموتون طويلا ..!



نائمٌ في فراشِ الحقيقةِ .. منذ سعالٍ طويلْ ..!
من حولِهِ ..
تتحلّقُ أشياؤهُ .. بدخان السجائر ِ ..
كانَ يمشّطُ أحلامهُ .. ويطيلُ بأنفاسهِ ..
ويسافرُ بين خرائطِ أيامِهِ .. مثلَ ذنبٍ ثقيلْ ..!
في وسادتهِ ندبةٌ ..
وعلى جفنه رقصاتُ الدموع التي أغرقتْ نفسَها ، فتملّحَ فيها
يتابعُ أخبارَه بالصحافةِ .. يقرأُ .. :
( كان يحبُّ النساءَ ..يصفّقُ جمهورُهُ خلسةً
ويطيل البكاءَ على نفسهِ كلما ماتَ في قلبِهِِ المستحيلْ ..!
حينما تشرقُ الشمسُ .. يبصرُ فيها صراعَ الكواكبِ .. يغلق نافذةَ الأمنياتِ ويغفو قليلا..!
يجادلُ مايدركُ الآخرونَ .. يعلّلُ ماليس يفهمهُ الأصدقاءُ .. ويكرهُ
أحزانَهمْ حين يبكونَ .. يهربُ من صمته للكلامِ النبيلْ ..! )

***
حاضرٌ كالحنينْ ..
يسوّف ميقاته بالنبؤءاتِ ..
يجمع ألوانَ عينيهِ من حفلاتِ الشوارعِ ...
يستنشقُ الحزنَ من رئة العابرينْ ..!
مُطْلَقٌ كالسجينْ ..!
يحملُ الخبزَ للطيرِِ .. تنسجُ منهُ العناكبُ بيتَ الغوايةِ ..
يغفو قليلاً ..
يحاولُ أن يتهجّى الضحى بانحسارِِ الظلالِِ
ويبحثُ عن زمنٍ لايحينْ ..!
مولعٌ بالنهاياتِِ ..
ينكبُّ فوق فُتاتِِ الحكايا ..
ويشعلُ شمعته في فم الريحِ .. يتركُ فوق الحصيرِ ندوبًا ..
وفوقَ السريرِ ذنوبًا .. وفي شفتيه كلام حزينْ ..!

***

غائبٌ كالضميرْ ..
يموتُ وحيدًا ..
يعيدُ الكلامَ .. هويّته كالرمادِِ .. مواسمهُ طلعُها في الهزيعِ الأخيرْ ..!
كَمَمَرٍّ صغيرْ ...
تُعَرّشُ في بابه كرْمةٌ .. وتحيطُ به طُرقاتُِ المدينةِ ..
يدخلهُ القادمونَ من الليلِ ... يحكمُ إغلاقُهُ النورُ
يعبره كلٌّ ذنبٍ كبيرْ ...!
ينام طويلاً .. ويصحو يفكرُ .. يخرجُ للناسِِ :
( ياقومُ مأواكمُ الجوعُ والخوفُ بئسَ المصيرْ ..!
سأوقدُ نارًا .. سأرسو على البحرِ .. أرصفُ بعضَ السحابِ
أمدّ يدي لأصافحَ أنثى ...
وأكتبُ عن مطرٍ لايؤوبُ .. وعن شاعرٍ لايتوبُ
وعن وطنٍ من حريرْ ..)

***
تحسَّس نارًا ...
رأى بين غاباتِ نهرِ العيونِ .. نخيلاً كظيمًا ...
رأى عُزلةً في السماءِ عن الأرضِ .. حينَ اهتدى ..!
إذنْ .. لاهدى ..!
سيتركُ من بعده هدنةً للكلامِ .. وخارطةً للتذكّرِ ...
متّسعًا للصدى ...!
ثم تحمله صفحةٌ لاتواريخ فيها ..
وتعربُهُ جملةٌ لامحلَّ لها ..
حيثما تتدخّلُ ( إنّ ) .. فترفعُ أخباره ُ
حين تنصبُ من موتِه المبتدا ) ..!



14/5 /2006م

التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi




اخر تعديل كان بواسطة » إبراهيم الوافي في يوم » 17-05-2006 عند الساعة » 00:23.
إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس