الموضوع: كتبي..
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 14-05-2006, 16:12   #21
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : كتبي..

.
.
رواية:اسبوع الموت، مواكبة سردية للأسبوع الأخير من حياة الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله.
تأليف: عبدالواحد الانصاري
الناشر: دار المفردات للنشر والتوزيع – الطبعة الأولى 1426هـ.


رواية أسبوع الموت للصديق الروائي عبدالواحد الانصاري، قرأتها صديقا، ثم قرأتها قارئا، ثم قرأتها ناقدا وباحثا عن الأجمل والأقل جمالا في طياتها، ولا شك أنها قراءات تختلف وتتفاوت بين الزمالة والمتعة والبحث بعد ذلك كله. ومنذ أيام قلائل سألني صديق مشترك عن رأيي في مسودات ديوان شعري صغير أطلعني عليه، فقلت بعد الإطلاع: هو جيد، وصالح للنشر. وكان منبع الرأي هنا حداثة سن الشعر، والنبرة المختلفة التي كتبت بها القصائد، وأيضا تشجيع أديب يصدر عمله الأول. لكن الشاعر قال: لكن صديقك عبدالواحد الانصاري كان أكثر مجاملة منك..، سألت: وما كان رأي الأنصاري؟ قال: قال لي.. موهبتك وقدراتك أكبر من هذه القصائد..

واليوم أقول للصديق عبدالواحد الانصاري: موهبتك وقدراتك أكبر من هذه الرواية بكثير..

وهنا بعض الملاحظات:

 أكثر الكاتب من المقدمات والاهداءات والتعريفات حتى تجاوز ذلك (15%) من حجم العمل كاملا (جاء العمل في 146 صفحة). وأعتقد أنه بالغ في ذلك كثيرا.
 خلت الرواية (إلا قليلا) من التعريف بمشاعر الأمير الخاصة، كما خلت من تصوير بيئة القصر ووصف الأرستقراطية التي تعيشها مثل هذه الأوساط.
 خلت الرواية من الحديث عن المرأة في حياة الأمير الراحل، ولا شك أن عدم وجود المرأة أو أي شخصية أخرى لا يخل برواية ما، ولكن الحديث عن اسبوع أخير في حياة إنسان كالأمير عبدالرحمن بدون ذكر علاقته الانسانية بنساء بيئته يخل بهذا العمل.
 عبدالواحد الانصاري من أفضل الكتاب حين يتعلق الامر بتصوير حياة المواطن الكادح وشخصيته وبيئته (شخصية موسى التي قدمها عبدالواحد هنا من أكثر الشخصيات ثراء لو اشتغل عليها أكثر) لكنه أقل توفيقا حين يتحدث عن الشخصيات الاكثر ثراءً وتنعما وبعدا عن مشاق الحياة وهمومها المادية.
 كان الموت هو الحاضر الأكبر في الرواية، لكنه موت مشغول دوما بالجدليات الفلسفية الأمر الذي يتعب القارئ غير المهتم بهذه الجدليات ويخلق روح السأم السريع عنده، ولعل الرواية موجهة إلى غير هذا القارئ.
 لم يكن الروائي موفقا في نقده للدكتور غازي القصيبي في سياق يرثي فيه عبدالرحمن بن سعود، كأنك كنت تقرأ قصة قصيرة داخل قصة قصيرة أخرى أكثر طولا من الأولى.
 هناك بعض الاخطاء المميتة في الرواية (وتسمية مميتة هي من الصديق الانصاري) مثل الخطأ في تحديد موت الأمير عبدالرحمن بن سعود، وهو تاريخ محوري في حياة الشخصية الاولى في الرواية بلا شك، وأيضا الخطأ في سبب إعاقة الامير بدر بن سعود بين رحلة الصيد ورحلة التدريب على الالغام في المغرب، ومن ذلك تصوير الايحاء بالموت عبر المرور في مربعات الشطرنج السوداء وواقعا فإن الفعل في الشطرنج للملك وجنوده لا للمربعات سوداء كانت أو بيضاء.
 لم تتضح شخصية الامير عبدالرحمن في الرواية، بل لو أن ابدلناها بأحد الاعيان لما تغير المعنى كثيرا، لم يكن للأمير أي خصوصية نفسية أو شخصية في هذه الرواية باستثناء ما نعرفه عنه رحمه الله قبل أن نقرأ هذا العمل الأدبي، وكنت أحب لو توسع الروائي شارحا علاقة الأمير بنفسه، وبأهل بيته، وبالخدم (ومن في حكمهم) وبالناس من حوله.. الخ.
 ونعود إلى الفلسفة الجدلية التي أتعبت الرواية: مثل الانشغال بفلسفة (أو سفسطة) الموت أو الحوار العبثي، أو شرح معنى عبارة (سم طال عمرك)، أو العبارات الطويلة التي تقال بقالب فلسفي دون أن تحوي شيئا من العمق يليق بكاتب الرواية، وإن جاء بعضها مما يليق بأبطال العمل وشخصياته.
 أجاد عبدالواحد الانصاري استخدام العامية في روايته حوارا: وقد جاء بلهجات مختلفة.
 عمد الروائي إلى أسلوب النقد الذاتي للرواية وشكلها داخل العمل نفسه، ولا شك أن ذلك قدم بعدا جماليا أنيقا للرواية وأضفى على الموت في أسبوعه شيئا من التخفف من الحزن والألم.
 لا شك أخيرا أنه عمل جيد في أسلوب طرحه وإن لم يكن جديدا في فكرته.
 ويحسب للروائي الصديق جرأته في طرق هذا الباب: أي الحديث عن شخصية عامة ومعروفة وبحجم الامير عبدالرحمن ولما يمض على وفاته سنتان بعد.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس