[عبدالواحد اليحيائي]

.
.
لتوي فرغت من رواية بحريات لأميمه الخميس..
والرواية ذات طابع اجتماعي، هي تصوير لأوضاع النساء القادمات إلى نجد من البحر وأحوالهن في البيوت النجدية، وهو أيضا تصوير ضمن هذا السياق لعلاقة المرأة النجدية بهن، لكن الرواية لم تخل من أخطاء كان منها:

 تصوير المرأة في نجد ككائن ملهوف على الجنس، مشغول به، ولا هم له في علاقته بالاخر إلا بالكيفية التي يرضيه بها عبر الجنس.
 تصوير العلاقة بين الرجل والمرأة في تلك الحقبة بطريقة مشغولة هي الأخرى بالجنس فقط، من الرواية: (لم يكن هناك أي نشاط مشترك بين النساء والرجال سوى صهيل الأجساد في الظلمة وبين حفيف الأغطية حيث تكون الأجساد مشغولة بمهمتها، فتمنع الارواح أن تتلمس طريقها إلى الخارج) وما سبق هو على لسان الراوي وليس أبطاله.
 تصوير المرأة النجدية الوقورة التي تجاوزت الستين (أم صالح) براوية في مجلس الرجال ولا هم لها إلا إثارة ذاكرة الرجال حين يرونها ( وبصوتها الستيني الأجش ومشيتها الوقورة وهي تسحب أغطيتها، إلا أن هذا لا يمنع كونه منشطا لذاكرة محتقنة بقصص النساء وأسماء أعضائهن السرية وغزوات متخيلة وفاحشة لتلك الامكنة، تلك القصص التي تنتهي بسباب فاحش من (أم صالح) لراويها، بحضور (أبو صالح) والأبناء الذين كانوا يتجاوزون هذه الهفوات ليستمتعوا بالجو المرح والماجن الذي أخترق مجلس الرجال فجأة).
 أخطاء تاريخية (سعد، في مطلع شبابه طالع بعض كتب اليسار التي كانت تتداولها الايدي هنا وهناك، وكتب عبدالله القصيمي: العالم ليس عقلا والعرب ظاهرة صوتيه)، ومعلوم أن الراوي هنا يتحدث عن فترة الستينات لكن كتاب القصيمي العرب ظاهر صوتيه لم يصدر الا بعد وفاة الملك فيصل وفي العام 1977 تحديدا.
 الخطأ السردي، ومنه أن تتزوج (سعاد) ثم يأتي النص بعد (شهرين) من زواجها ليحدثنا أنها كانت ترسل اطفالها واحدا تلو الاخر بحثا عن زوجها..!!
 وهناك قبح توظيف الكلمة واسفافها دون مبرر معقول ( لم يكن عمر يجسر على إيلاجها إلى غرفة أحلامه الحمراء..) وهو توظيف سيء لكلمة ايلاج لا مبرر له.
 وهناك الاخطاء الكثيرة في التسميات: رحاب تصبح سعاد احيانا، وسعد يتحول إلى ناصر... والاسوء أن يتحول اسم العائلة (عائلة ابطال الرواية) من آل معبل إلى آل مبدل فجأة.

الرواية جيدة عموما كتأريخ روائي لأوضاع المرأة في نجد وإن بصورة جزئية.
.
.