مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 10-04-2006, 08:54   #10
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : ثلاث وصايا إلى صغيري محمد ..!

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نجــدية


لكي يطْرحَ النَّخْلُ ظِلاًّ
ينامُ به المُتْعَبونَ نهارًا
عليكَ سقاية كلِّ الفسائلِ في قريةِ الحزنِ
قبل الرحيلْ !
فخذ دلْوَ جدّكَ
صُبّ على الأرضِ ماء َانتظارك
تشربُ منهُ العصافيرُ عندَ المقيلْ !!
0
0
أنا أوَّلُ الرَّاحلين .. وأنتَ المُقامُ
مكانًا لصوتي الذي ضاقَ منهُ الترحُّلُ
بين الصراخِ وبين الأنينْ
وهبتكَ صوتي ..فقل مثلما شئتَ
يأخذني الذنب فيهِ .. وتمحو
ويأخذني الموت فيه ..وتصحو
ويلجمني الجرحُ فيهِ
فلا أسْتكينُ ولا يستكينْ !!
0
0
بني الصغير ..
وهذي المساءات ممتدة بيننا
والشواطئ تسألنا ( أيننا ) ؟
والمساء انكسار ..!!
فكن مثلما كنت ..
حين تكوَّرت في حضنِ أمي ..
تمددت بين مسامات راحتها المستضيئةِ بالطُّهر
حتى امتشقتُ المدارْ ......!!
ستأتيك أمي على راحتيَّ
وتأتيكَ أمك في ساعديَّ
ويأتيك .. بعد الظلامِ النهارْ ...!
فكل المواعيد منقوشةٌ في فضاء العيونِ
وكل الذي ظل يجمعنا ..سوف يبقى احتضارْ ..!
وتبقى كما أنتَ
إن مُتُّ
أو عدتُّ
أو ..فرَّقتنا الديارْ
قصيدةَ حلمٍ تماهيتُ فيها
فصارتْ ..جميع الدواوين عندي ...
انتظااار ..!


0
0
0

كيف لنا أن نتحصَّن باللغة .. ؟!
ترحل بنا ينابيع الأبجدية .. لتشكّل رافداً يمتزج مع دمع في أروقة أحداقنا ..!؟
ترسم دموعنا كما نحن وسط أسئلة لا تهدأ ..لـ نكتشف سر القصيدة ..
حين يداهمنا نزيفها تحت اشجار الألم ..فـ تُلجمنا عن الحديث عنها ..


يا أبا محمد ..

كن بخير أرجوك .. لـ نكون كذلك ..
حفظك الله ..
ولـ روحك / شعرك .. طول البقاء ..


يانجدية ...
أيتها الصوت الأصدق .. والبعد الأعمق .. والرؤى المتشابكة كظلال شجرة ..
نكتب الصخب للسكينة .. حين نكتب الموت للحياة ..!
أصدقك ـ والله ـ في صباح كهذا عاريا إلا من أجنحة الأنقياء . وإحاطة المجبولين على البياض .. مقبل فيه على عطش الرمل ، ودعاء أمي .. وترقّب ليلى ...!
في صباح كهذا ليس لي إلا أن أقرئ محمد سيرة النخيل وساعد أبي .. يضرب بمسحاه ( الأرض ) فتتشظى فيها الظلال حين تطول على صغيره ...
تعرفين أيتها الأخت النبيلة ؟
كنت قد كتبت ذات جنون قديم :

كيف لم أنتبهْ
أَنَّ للريحِ ساقينِ .. للنخلِ ذاكرةً مُتْعَبةْ ..!
حين كنتُ صغيرا ..
سألتُ أبي كيف ينمو النخيلُ ارتفاعا
ويشرعُ للريحِ أبوابَهُ بينما الأرض من تحته معشبةْ ..!
كيف لم أنتبهْ
حين قاسَ المسافةَ بين النخيلِ وبيني
وبين الظلالِ وبيني
وأطبق مِسْحاهُ ..يضرب في الأرضِ ..حتى تشظُّت
عليها الظلالُ .. وقرّ بعينيهِ وهمَ الشّبهْ ..!


أيتها النبيلة .. يبقى حضور النبلاء تميمةً للذكر وعرفانًا لزمنٍ جمعنا بهم تحت سقيفة الحروف الصادقة والأرواح الملائكية ...
لاحرمنا الله ظلالك الوارفة ..


التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس