هو ابن عمها وهي ابنة عمه
الحب بينهما لم يكن اختياريا . . بل كان أمرا حتميا. .
بالفطرة موجود في قلبيهما. .
فكما تعود كل واحد منهما منذ الصغر
أن هذا ابوه . . وهذه أمه . .وهؤلاء أخوانه واخوته واعمامه وعماته واخواله وخالاته
كذلك تعلم هو أن هذه ابنة عمه زوجة المستقبل , وتعلمت هي أن هذا هو زوج المستقبل
إذن الحب بينهما غرس فيهما , نشأ معهما
فرض عليهما. . !!
خمسة عشر عاما كان عمرها يوم ودعها وسافر ليكمل دراسته. .
كان هو في الثامنة عشر من عمره
ودعها وكله حسره على فراقها
وقال لها:
سأعــــــــود وأنا احمل شهادتي الجامعية
لنكمل مشوارنا معا . .عسى الله ان لايفرق بيننا يا أعز الأحباب!!
وسافر. .
في كل يوم خطاب, وفي كل أسبوع بالهاتف اتصال
وعاد بعد خمس سنوات, وقد اكتظ شاربه
واكتملت رجولته وحمل معه شهادته
أما هي فقد أستقبلته صبية فتية جميلة
هي الآن في السنة الأولى في الجامعة
لايهم ستكمل دراستها بعد الزواج لكنه قال لها:
أبدا ,محال قبل ان تكملي شهادتك الجامعية, وانا اكمل الدراسات العليا
وانصاعت لامره. .واحترمت رأيه
مؤمنه واثقه بحسن نيته. .
وغاب الاخ في بلاد الغربة ثلاث سنوات
خلالها الرسائل اصبحت شهرية
ومن ثم موسمية. .
لكنها امرأة عاطفية
وحين تحب المرأة العاطفيه يغيب العقل فيها
وتصدق كل عذر وكذبة وهمية
خطاب واحد منه يجعلها تجد له بدل العذر اعذار
ويعود ويتأجج حبه في قلب مليء بالغفران. . .!!
وعاد , عاد وقد تغير كثيرا
يتحدث ثلاث لغات أجنبية بطلاقة وغرور
ولولا الحياء لأنكر لغتة الاصلية
(( الاستاذ)) . . اعماه عالم الغرب. . عالم مزيف
المهم. .أنه اعلن انه سيعود ليحضر الدكتوراه وقال لها:
ليتك معي, لكن المدة لاتستحق غربتك وابتعادك عن الاهل والاصحاب
كلها عام او عامان واعود ونحقق الاحلام. . وسافر
وهي من الاحداث مذهوله, , وعيونها باكية , تصيح بصمت :
بالله عليك خذني معك. . .حبك الذي رضعته دون ارادتي
مع لبني من ثدي امي , يؤلمني يرهقني يكبلني
أرجـــــوك استحلفك بالله . . .خذني معك
لكن هيهات من يسمع ؟ من يجيب؟ ؟
من يشعر بإحساس امرأة سجن قلبها في زنزانة حب بلا اختيار. .؟!!
سافر ابن العم وغاب في بلاد العم سام. .أربعة اعوام
خلالها حصلت هي على شهادة الماجستير
وفوجئت في احد الايام بمن يقول لها:
قومي , قومي بسرعة يافلانة فلان عاد. .
وكأن دورة الدم في شرايينها كانت مجمدة طوال هذه الاعوام
وها هي فجأة تتدفق في مجرى عروقها فتعيد لها الحياة
اسرعت تجري ملهوفة, لقد عاد اخيرا وحقق طموحه العلمي
والآن هي متاكدة انه سيفي بالعهد . . .
ودخلت الى داره تصيح كمراهقة مسرورة مبتهجة:
مبـــــروك مبـــــروك الدكتوراه
ومبــــــروك درجة الامتياز
ورأتـــه امامها
فإذا هو يحمل طفلا رضيعا ويمسك آخر بيده اليمنى. . !!!
ووقفت بجانبه امرأة أكبر منه سنا ,
ياصـــــدمة العمر
وصفعــــــــة غدر الزمن
ابن عمها تزوج من بلاد الخواجات . . .!!!!
وسقطت الكلمات صريعة بين شفتيها . .
وخنجر مفاجأة الغدر طعن الفرحة في عينيها
والدمع تربع متحجرا مذبوحا مابين اهدابها ومقلتيها
لكنهـــــا تمالكنت نفسها
وقالتله بهدوء المستشهد فداء للعزة والكرامة:
مبروك مبروك يابن العم
مبروك الامتياز وحسن الاختيار. . .!!
رفع بصره في اتجاهها , بصر مكتوب فيه فشله وتورطه
واعترافه ان اختياره هو اسؤأ اختيار
والامتياز العلمي الذي حصل عليه سيظل يدفع ثمنه
ثمن دروس الرياضيات ,وشرح المحاضرات
وتلخيص المحاضرات
سيظل يدفع ثمنه طول عمره لهذه المراة حينما منحها اسمه
واصبحت حرم فلان. .
وأنّى ان يتخلص منها بعد ان اصبح له منها هؤلاء الاطفال. . . .!!!
ولم تنتظر جوابه خرجت مسرعه تجري في الطريق
المسكينة بدموعها تعثرت بخصلات شعرها امسكت وهي تصيح :
اثنا عشر عاما وانا انتظر وهما واخطط لسراب واسعى لحلم
لِمَ لم تعفني من عهدي معك ؟!!
لم تداريت وراء حبي لتوهم الجميع انك في غربتك على الصراط المستقيم؟!!
ماذنبي في حب غرس في اعماقي بلا اختيار؟!!
لكني حافظت عليه
لاني امرأة شرقية والمرأة الشرقية غبية غبية
طبعها الوفاء والانتماء للعهود والوعود
تحت وطأة الخجل والحياء. . . .!!!!!!
وأنت رجل شرقي ما إن يخرج خارج حدود وظنه حتى يهيم
مفتونا بالعيون الزرق والشعر الاشقر . . حتى لوكانت في عجوز شمطاء
وينسى اصالته وعراقته وسحر وجمال العيون السود . . . !!
طوال هذه السنوات في محــــارة حبــــك تقوقعت في ابراج الأخلاص
انعزلت , كيف تريدني أن أبدأالآن وحبـــي لــــــك شهرته وسيرته لعى كل شفة ولسان؟؟؟؟؟
ومن سيرتبط بي ,بامرأة جسد بلا قلب , فقد سلب منها بدون شورها وبدون ارادتها
وهي مازالت في المهد , واعطي لابن عمها بحكم التقاليد والعادات. . .!!!!
لـ انتصار العقيل وبتصرف
