.
.
يرتكز الرقيب دائما في منع المؤلفات على قائمة تحتوي على الكلمات التي في حال ورودها في هذه المؤلفات يتم المنع.
فمثلا حين توجد كلمة ( قبلتها ، قبلتني ) يتم المنع ويقذف هذه الكاتب بكل قبيح وحين توجد كلمة ( ضربتها ، ضربتني ) أو ( قتلتها ، قتلتني ) للأسف يتم الرخيص لها بتداول في البلد.
انظر لرؤية هذا الرقيب الذي يحرض على العنف والقتل ويحرم الحب ( الحب الذي ادعوا إليه هو المنتهي بالزواج وفق الشريعة الإسلامية ) برائك أيهما أحق أن يشيع بين الناس؟ّ!
الاعتماد على كلمة مكررة في كتاب ليتم المنع رقابة لا تسمن ولا تغني من جوع..
كانوا سيمنعون القرآن الكريم أيضا لأنه جاء في الكتاب العظيم: ( والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا) وجاء فيه (وهمت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه) وأيضا ( فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها) .. الخ. لكن الاصل في الرقابة أن يؤخذ معنى السياق كله ثم يقرر الرقيب مدى الضرر الذي يتخيله متى ما أقام نفسه مراقبا للدين والخلق ومحرضات السياسة والاجتماع في تعابير الآخرين وعقولهم..
بعدين اخي المجلجل طيب والحب الذي ينتهي بالزواج وفق الشريعة المسيحية أو العقيدة البوذية أين موقعه من الاعراب ؟!!..
يعني هل تقترح منعه بحكم الرقابة أيضا، لا أرى أنك تعتقد ذلك، لكني أخذت من عبارتك هذه أننا أحيانا نضع الرقابة على أنفسنا بلا مسوغ ظاهر، علينا أن نقرأ الرواية الانسانية بكل ما تحويه من علاقات ومشاعر ومطامع ومطامح ثم نقرر كيف أثر ذلك في أنفسنا: الحب أو الكره، الصداقة والعداوة، الرجل والمرأة، الانسان والجماد... الخ، النهايات وربطها بعقائدنا وأحكامنا المسبقة رقابة خفية، أحيانا يجب أن نتجاوزها.
والخلاصة: أن الجمال هو ما ينبغي أن يشيع بين الناس، رقيا بأذواقهم، وخلقا لمزيد من المسؤولية في مواقفهم مما حولهم، وطبيعي جدا، أن القبح تعبيرا لا يرتقي بالذوق، والفوضى لا تنمي روح الشعور بالمسؤولية العامة أو الخاصة.
ثم هل للكاتب أن يضع اعتبارا لما تدعوا إليه الرقابة أثناء كتابة مؤلفا ما؟!!
لا..
إن فعل سيكون مثل الشاعر الذي يكتب القصيدة ليغنيها المطرب فقط..
عليه أن ينشغل بمسؤوليته الكتابية فقط، وعلى الاخرين التصرف في المكتوب وفق مسؤولياتهم هم.
الأخ المجلجل:
شكرا لحضورك الجميل.
.
.