مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 30-03-2006, 05:04   #1399
المجلجل
المنتهي قبل البداية...!!
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ المجلجل
 

ذكراكِ...

دخلت البيت الذي سكنه الغبار بعد رحيلك... أخذت أتجول فيه... والعجيب إنني أرائكِ في كل زواياه... لكن اعتقد من رايته هو طيفكِ... لأنكِ الآن ذهبتِ وتركتي هذا البيت للغبار... ألست أنا أجدر من هذا الغبار لأسكن فيه... لم انتظر ردكِ... لأنني لم يعد لي القدرة على سماع صوتكِ... ليس باختياري هذا الامتناع... وإنما رضوخا للظروف التي تريد ذلك... جئت بحقائبي إلى حيث ولدتِ وترعرعتِ هنا في هذا البيت... كنت أريد العيش فيه كما تركتيه... لكن كان هناك أصواتٍ تعتقد أن التحضر هو في التجديد وليس بحفاظ على القديم... كانت هذه الأصوات ذات سلطة... فأجبرتني على طمس ما تبقى منكِ... لكنني كنت حذقا أيامها... التقطت الكثير من خربشاتكِ على جدران هذا البيت بالآلة التصوير... وكتبت بعض الكلمات التي كانت مكتوبة بخط يديكِ... فانا اعلم كيف تكتبين الحاء و.....!!
حين أعلنت أنني سوف اسكن هذا البيت لمن يهتم لأمري... وجدت الكثير من الاعتراض... لأنه لا يوجد سببا لأفعل ذلك... فكل شي متوفرا... لكنني احتفظت بالسر وأصررت على ما كنت أريده... ولا جديد فقد قيل عني مجنون... أتعلمون لقد أحببت هذا اللقب فهو يريحك كثيرا من الجدال مع من يدعون بالعقلاء.
الآن الكل يستغرب من مكوثي الطويل في هذا البيت... فانا لا اشعر بالملل حين سكنت هذا البيت... فقط التزم الصمت واترك صوت الذكريات يتكلم... يقول ما يريد عن الأيام الماضية معها... فقد اشتقت لها كثيرا... اعلم انه لا يحق لي قول هذا... ولكن صعبا علي تصديق ما جرى.
أتعلمين قبل أيام كنت أقراء في فناء البيت... وفجأة رفعتُ عينأي ورأيت نافذة غرفتكِ التي هي الآن غرفتي... لحظتها رايتكِ... أطلت النظر إليكِ... ابتسمت... ولكنكِ لم تردي...لم تعتبي علي كالعادة حينما أطيل النظر إليكِ... ولم تبتسمي... لقد أتعبني طيفكِ... لا ادري لماذا يعذبني بظهوره كل حين... فانا لست السبب في رحيلكِ... أنتي من أراد الرحيل...بعدما علمتِ جيدا بمدى جدوى الاقتران بي... انه بمثابة الانتحار...
سنتان وأنا اسكن في ثرى الذكريات التي تعمر هذا البيت... أتعلمين... الآن اعلم متى يأتي طيفكِ بكل دقة... استقبله كما لو كان أنتي... لأنني أعيش على أمل أن يكون طيفكِ يوما ما... هو أنتي...
.
.
.
المجلجل

التوقيع:
آخر الحديث /
أفهم جيداً بأنّ
الحب قدرٌ يأخذنا حيثُ يشاء ..
لكنّني لا زلتُ أجهل
لِمَ يأخذْ أحدنا .. ويترك الآخر!!
.
.
.
طفلة ذاك المساء..

اخر تعديل كان بواسطة » المجلجل في يوم » 30-03-2006 عند الساعة » 05:46.
المجلجل غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس