مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 21-03-2006, 18:27   #1
فهد العيسى
الهــاجـس
 

سجايا مُهَجَّنة !



الطبعُ سجية و الناس تحكمهم طباعهم و تسلط سيوفها على رقابهم ـ من هنا ينطلق مفهوم الشخصية,فتشعّ النواصي بسمات تَفَرّد كل شخصية على حدا.و قد صُنِفَتْ الطبائع منذُ القدم إلى تقسيماتٍ مثل :الطبع الهوائي و الطبع الناري و الطبع الدموي. فمن كان أقرب إلى سليقته بسجيته كان أقرب إلى إنسانيته و ديدنه و فطرته بمسحة مستقلة تميّزه عن غيره.فيقال :هذا كريم و ذاك لئيم,مثلما يقال :هذا جميل وذاك دميم.و قد كانوا في الماضي يفخرون بسجاياهم,تحكمهم خلائق الفروسية فلا يستسلمون لرحى التلفيق و الزور والبهتان بل يغشون وغى التصنّع و الزيف بـكل أصالة و شجاعة فيدحرون مسوخ الادعاء الكاذب.و في الحديث عن مجتمع اليوم قلما تجد من يقدم نفسه و يمثل ذاته بتلقائية و شفافية بل بالشكل الذي يعتقده المُشخّص(مؤدي الشخصية),الذي لا شخصية له,فيتعمد الُلغة الفخمة و اللهجة المفتعلة و البهرجة المصطنعة و المواضيع المستعارة. فيستعرض نفسه كاللبنانيين و يفكر كالمصريين ويتصرّف كشيوخ الخليج و يحكّ أنفه مثل "أوناسيس" و ينفخ صدره مثل الأوزة و يتسكع في الأسواق بهيئة "رامبو", و يحرّك رقبته مثل "سعود الفيصل", و ينظر لقومه بمنظار الأوربيين,و يعيش في المتناقضات الشخصية و النواقص البدعية حتى لا تعرف وجهه من قفاه.و كأنكَ تتلقى كلاماً من شخصٍ مبرمجٍ (ريبوت).إن لكل إنسان وجه واحد و لكل وجهٍ سلبياته و حسناته فرضينا بالسلبيات مقابل بعض الحسنات و لكن المعنيين الآن اتخذوا مجموعة من الأدوات المستعارة و الطرائق المختلفة كالممثلين الذين لا يحملون (كارزما),يرتدون أقنعة من تحتها أقنعة تتغشى وجوههم فيمشون كالأغربة !.إن لكل شخصية وجه حسن في حال أن يقلد المرء نفسه و إن قلّدَ غيره فقد ألغى نفسه,و إن كَثُرَ التقليد تلاشت الصفة الشخصية فيصبح مسخاً و هذا ما يجعلنا في غربة شديدة داخل بيوتنا و في أوطاننا و حتى في الصحف و دواويين الشعر و المقالات نجد هذا أيضاً!!,إنهم في كل مكان!.هي غربة ما بعدها غربة أن تعايش الأرواح المصطنعة,كان لزاماً علينا اليوم أن نضيف تعريفات جديدة للشخصيات فنقول :الطبع الغبي والطبع التابع و الطبع المتكلف و الطبع الماسخ ,,,الخ!!!ليتنا نعود إلى طبيعتنا الأم فنطلق لأرواحنا العنان و نتعارف من جديد .. كُن شخصاً حقيقياً ,كُن جديرا بنفسك,( كُنْ أنت)!

فهد العيسى غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس