الموضوع: قصص قصيرة
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 21-03-2006, 12:35   #4
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : قصص قصيرة

.
.
المدلل

بلغ الستين من عمره , يتأسف على أيام قضاها شقاءً , هدرها في السخط والتذمر والشكوى
دون أن يغتنم العمر لمسايرتها والتغلب عليها , دفن مباهج الحياة وعز السعادة في شبابه
ولم يبق غير فجيعه بقاياها ذابلة .


هل هو مدلل من دفن مباهج الحياة وعز السعادة في شبابه؟!!
وما هي مباهج الحياة؟!!
لا شك أن للأمر نسبيته..
كان الشابي يقول: ودنيا العجوز ذكرى شبابه..
والواقع أنهم يحزنون إذ يحزنون لا على التفريط في المباهج بل على ضعف القدرة مع ذهاب الشباب، الضعف على العمل مع بقاء الأمل، وحقا أصعب الحيوات من تكون أملا طويلا وعجزا متصلا في ذات الوقت كما قال العقاد:

شر ما يلقى الفتى أجل= ضيق عن واسع الأمل
ولشـر منهمـا أمـل= ضيق في فسحة الأجل
إمراة ولكن مفكرة

ظهرت العارضات في ثياب سهرة مطرزة فاخرة , ومعاطف بأحجار ملونة , خطوط محكمة وألوان منسجمة
رفعت صوتها بكلمات الإعجاب
لتسألها صديقتها :هل يلائمك أحدها لـثوب الزفاف ؟
أجابت بدهشة : لا ! بل فكرت كيف للأبرة أن تصنع كل هذه المعجزات !
تبدو شيئا صغيراً و تافهاً بينما تحوّل الحلم إلى فرحة سحرية !


الابرة أو الإنسان ؟!!
أم هما معا..
معظم النار من مستصغر الشررِ

لكن كم ممن يحضرن عروض الأزياء قادرات على أن يكن مفكرات بالطريقة التي قصتها لنا القاصة هنا..؟..
كم من الناس قادر على رؤية الحلم الكبير في الأمر الصغير؟
ما أدري.

حيرة لم تحسم أمرها بعد

عاشت مختلفة عن صديقتها الحميمة بعيدة عن عبث العلاقة الفارغة وقصص الحب الأسطورية الخالدة
تسخر دائماً بابتسامة هادئة حين توصم بالتخلف عنها
حتى فاجأها هذا الفارس ببوحه لها بأنه أحبّ فيها خفرها ورقتها وأنفتها وهدوءها وبأنه شعر منذ اليوم الأول الذي تحدثت فيه عنها تلك الصديقة بأنها ستصبح شريكة حياته, يبحث عن مستقبل آمن سعيد مع فتاة نبيلة لا عن مظاهر خادعة.


هل هو فارس..
أم عابث آخر عرف من أين تؤكل الكتف..؟

تلك نظرة من زاوية أخرى..
يفكر فيها قارئ مع قاصة عبر بطلة قصة.

القاصة عنود..
تلك بعض افكاري وتساؤلاتي وأنا أقرأ نصوصك القصيرة..
على أن نتذكر معا ودائما: أنه كلما ضاقت العبارة اتسعت الرؤية كما يقول النفري..
بمعنى أن التأويل العظيم يأتي أحيانا لا مع العبارة التي تشرح بل مع تلك التي لا تشرح ثم تشغل القارئ بالشرح.

دمت مبدعة.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس