مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 16-01-2006, 13:23   #1
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

جابر الكويت.. جابر الكويتيين

.
.
(خير أمرائكم الذين تحبونهم ويحبونكم)

رحم الله جابر الكويت..
رحم الله جابر الكويتيين..
وحق لمن كان له إمام كجابر الصباح أن يتألم لفقده.

هو من طائفة تُتْعِبُ من يأتي بعدها كائنا من كان هذا البَعْد، وهو بين رجال يحار في وصف مزاياهم بين شعوبهم الفصيح العليم، وهو بين أمراء شغلهم المواطن قبل أن تشغلهم صراعات السلطة بين المطامح والمطامع.

قبل أيام سألني صديق: ما الإنجاز الأكبر الذي يمكن أن يحققه القائد لشعبه؟
قلت: الرفاهية الكريمة، والأمن المُصان، والشعور بالكرامة الفردية. والرفاهية لا تتحقق كاملة بغير حرية متاحة، ولا تكون إلا بتبادل الشعور بالمسؤولية بين الحاكم والمحكوم. والأمن أقوى ما يكون حين يشعر المواطن أنه يعيش حالة تستحق أن يدافع عنها بكل قواه، وبكل ما يملك. والكرامة الجماعية لشعب لا تتحقق إلا حين يتحقق للفرد في هذا الشعب شعوره بكرامته الفردية. وقد حقق جابر الكويت ذلك لمواطنيه بل وزيادة: حرية التعبير عن الرأي، السكن المناسب، التعليم، الصحة، حقوق الإنسان، تطوير المؤسسات المالية والاجتماعية والسياسية... الخ.. وبعد هذا كله تسليم الكويت لمن سيأتون بعده وهي بحال أفضل عما كانت عليه يوم استلمها.

ولعل الحادث الأبرز في عهد الشيخ جابر هو احتلال الكويت، ويوم احتل نظام البعث البائد الكويت ظن كثيرون أن الكويت انتهت، وشكو في قدرة بلد صغير على العودة إلى مسرح الحوادث والإحداث بعد سقوطه في يد دكتاتورية غبية لا ترحم. لكن جابرا رحمه الله لم يشك أبدا في عودة الكويت لأهلها، وحين ألقى كلمته الشهيرة في مبنى الأمم المتحدة بدى للناس أجمعين أن عودة الشيخ إلى وطنه معززا مكرما قريبة جدا، وقد كان ذلك بتوفيق الله له، ثم بحنكته وذكائه وعلاقاته وحسن استغلاله لموقع الكويت في العالم. استطاع أن يحرر وطنه، ثم استطاع أن يعيد البناء من جديد، وليس بناء الوطن فقط بل بناء إلانسان الكويتي بعد تلك الأزمة العاصفة، ولم تكن تلك بالمهمة الهينة ولا اليسيرة، لكنها مهمة أنيطت بالقوي الأمين فكان أن أداها كما يفعل عظماء الرجال حين تفجؤهم الحوادث الكبيرة، بالحزم والرحمة والقدرة.

لكن الأيام أنهكت الشيخ الجليل، واختلف الكويتيون في سنوات مرضه حول أشياء كثيرة، تحاوروا حول النظام، الدستور، الاسرة، تحديات العالم الجديدة، الجيران والأصدقاء، أعداء الأمس وحلفاء اليوم، لكنهم لم يختلفوا أبدا على جابر، لم يختلفوا أبدا في الرجل الذي أحبهم وأحبوه.

رحم الله الشيخ جابر: قائدا وانسانا..
وجزاه عن وطنه وأمته بل وعن الانسانية جمعاء خير ما يجازى به العاملون الصالحون لرقي الانسان في كل مكان.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس