شعبيات - مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة - محمود درويش

عبدالواحد اليحيائي · 21-12-2005, 14:40

.
.

هو الآن أكثر الشعراء العرب رواجاً وانتشاراً، لكنه في الوقت نفسه من أشد الشعراء انطواء على أنفسهم وإصغاء الى صمتهم الداخلي. هذا الشاعر «الجماهيري» هو شاعر حديث جداً وطليعي وذو نزعة اختبارية. أمسياته التي تجذب دوماً جمهوراً غير متوقع، في عاصمة عربية وأخرى، تدل على قدرة قصائده على اختراق الذاكرة والمخيلة معاً. لكن الشاعر، عوض أن يستسلم لجمهوره الكبير يرتقي به الى مصاف التلقي الحقيقي. فالتصفيق المدوي تظل تردده الصالة الكبيرة، لكن الشعر وحده هو الذي يفعل فعله. وربما لم يُؤتَ لشاعر أن يكون جماهيرياً ونخبوياً في آنٍ واحد، وأن يكون قريباً من قرائه وبعيداً منهم، مثلما أوتي لمحمود درويش. هذا الشاعر التراجيدي المنبت استطاع أن يكون شاغل الناس وشاغل الشعراء والنقاد والقراء على اختلاف أمزجتهم.

الجماهيرية والنخبوية..
والجماهير تطلب المباشرة والوضوح..
وللنخبة رؤيتها الخاصة لمفهوم الشعر وغاياته..
والوضوح لا يتناقض مع عمق الرؤية، والنخبة لا تطالب بالتقعر والغموض.

كان نزار شاعرا جماهيريا وكذلك الجواهري..
وكان السياب شاغر النخبة المتجددة المثقفة لكنه كان جماهيريا أيضا..
وكان لعمق صوته، وجمال إلقائه أثر في تلك الجماهيرية.

أعتقد أن لو عاد الزمان إلى الوراء لكان المتنبي جماهيريا بعيدا عن النخبة..
ولكان المعري نخبويا لا تقربه الجماهير..
أما ابن الرومي فسيكون جماهيريا لا يقرب الجماهير لتشاؤمه من الناس.

أفرطت في الـ(كانـ)ـات فيما سبق، فلنعد إلى الحاضر.

هل النخبوي أكثر ثقافة من بقية الجمهور (القراء) ؟
نعم، إن فسرنا كلمة نخبوي بأنه ذاك الذي ينتخب ما يريد سماعه..
إذن الجمهور أيضا نخبوي حين يقرر سماع ما يناسبه حتى لو كانت خطبة على شكل قصيدة، أو بيان تعليمي على شكل نظام موسيقي، لعلنا نحتاج تحرير المصطلح أكثر..
إذن ليكن النخبوي هو ذاك الذي يطلب شعرا لذات الشعر.. بمعنى الفن للفن..!!
ولنا أن نسأل ولماذا لا يكون الفن للفن إتقانا، ثم يكون للناس (الجماهير، القراء) في عمق رؤيته وبعد نظرته حسب ما تطلبه (النخبة) ؟!!

من مشاكلنا حين نسمع السرد القصصي في أمسية أن يستعصي علينا الاستذكار، ومحاولة النقد باحثين عن صور الجمال والقبح فيما قاله السارد، وأخشى أن ذلك هو بعض مآزق الجمهور مع قصيدة النخبة، وهو نقص تقيمه موسيقى الشعر الجماهيري في أحيان كثيرة مع سهولة الكلمة ووضوح القضية.

حين قيل لأبي تمام: لما لا تقول ما يفهم؟
أجاب: ولم لا تفهم ما يقال؟

النخبة تؤثر في شاعرها..
والشاعر يحرك جماهيره..
ومحمود درويش متأثر ومؤثر معا..
.
.

21-12-2005, 14:40	#5
عبدالواحد اليحيائي كــاتـب	رد : محمود درويش - حوار الشعر والنثر والانسان . . هو الآن أكثر الشعراء العرب رواجاً وانتشاراً، لكنه في الوقت نفسه من أشد الشعراء انطواء على أنفسهم وإصغاء الى صمتهم الداخلي. هذا الشاعر «الجماهيري» هو شاعر حديث جداً وطليعي وذو نزعة اختبارية. أمسياته التي تجذب دوماً جمهوراً غير متوقع، في عاصمة عربية وأخرى، تدل على قدرة قصائده على اختراق الذاكرة والمخيلة معاً. لكن الشاعر، عوض أن يستسلم لجمهوره الكبير يرتقي به الى مصاف التلقي الحقيقي. فالتصفيق المدوي تظل تردده الصالة الكبيرة، لكن الشعر وحده هو الذي يفعل فعله. وربما لم يُؤتَ لشاعر أن يكون جماهيرياً ونخبوياً في آنٍ واحد، وأن يكون قريباً من قرائه وبعيداً منهم، مثلما أوتي لمحمود درويش. هذا الشاعر التراجيدي المنبت استطاع أن يكون شاغل الناس وشاغل الشعراء والنقاد والقراء على اختلاف أمزجتهم. الجماهيرية والنخبوية.. والجماهير تطلب المباشرة والوضوح.. وللنخبة رؤيتها الخاصة لمفهوم الشعر وغاياته.. والوضوح لا يتناقض مع عمق الرؤية، والنخبة لا تطالب بالتقعر والغموض. كان نزار شاعرا جماهيريا وكذلك الجواهري.. وكان السياب شاغر النخبة المتجددة المثقفة لكنه كان جماهيريا أيضا.. وكان لعمق صوته، وجمال إلقائه أثر في تلك الجماهيرية. أعتقد أن لو عاد الزمان إلى الوراء لكان المتنبي جماهيريا بعيدا عن النخبة.. ولكان المعري نخبويا لا تقربه الجماهير.. أما ابن الرومي فسيكون جماهيريا لا يقرب الجماهير لتشاؤمه من الناس. أفرطت في الـ(كانـ)ـات فيما سبق، فلنعد إلى الحاضر. هل النخبوي أكثر ثقافة من بقية الجمهور (القراء) ؟ نعم، إن فسرنا كلمة نخبوي بأنه ذاك الذي ينتخب ما يريد سماعه.. إذن الجمهور أيضا نخبوي حين يقرر سماع ما يناسبه حتى لو كانت خطبة على شكل قصيدة، أو بيان تعليمي على شكل نظام موسيقي، لعلنا نحتاج تحرير المصطلح أكثر.. إذن ليكن النخبوي هو ذاك الذي يطلب شعرا لذات الشعر.. بمعنى الفن للفن..!! ولنا أن نسأل ولماذا لا يكون الفن للفن إتقانا، ثم يكون للناس (الجماهير، القراء) في عمق رؤيته وبعد نظرته حسب ما تطلبه (النخبة) ؟!! من مشاكلنا حين نسمع السرد القصصي في أمسية أن يستعصي علينا الاستذكار، ومحاولة النقد باحثين عن صور الجمال والقبح فيما قاله السارد، وأخشى أن ذلك هو بعض مآزق الجمهور مع قصيدة النخبة، وهو نقص تقيمه موسيقى الشعر الجماهيري في أحيان كثيرة مع سهولة الكلمة ووضوح القضية. حين قيل لأبي تمام: لما لا تقول ما يفهم؟ أجاب: ولم لا تفهم ما يقال؟ النخبة تؤثر في شاعرها.. والشاعر يحرك جماهيره.. ومحمود درويش متأثر ومؤثر معا.. . . اخر تعديل كان بواسطة » عبدالواحد اليحيائي في يوم » 22-12-2005 عند الساعة » 17:50.