الموضوع: حلم...
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 09-12-2005, 19:23   #18
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : حلم...

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالواحد اليحيائي
.
.
هتف: ليلى..ليلى..

ثم التقت عيناه وسط الظلام بعينين يعرفهما تماما..اخترقته بنظراتها..وجم..اقفل عينيه..فكر في تفسير مناسب..لم يجد..تناوم.. نام..في الصباح كان كل شيء جاهزا كالعادة..الغترة بجانب المكواة..الثوب جاهز..الحذاء يلمع..المنشفة مع ملابسه الداخلية في الدولاب الصغير بجانب الحمام..أدوات الحلاقة..، كانت هي في المطبخ.

مع هدير الماء فوق رأسه ابتسم، تذكر ليلى، وتذكر البارحة، وتذكر تلك العينين الحائرتين النافذتين إلى أعماقه.. ارتبك.. لا تفسير لديه..من ليلى هذه؟..لا تقل لها كنت أحلم.. لم تكن تحلم، من يحلم لا يفتح عينيه مذهولا.. لا يخاف.. كنت خائفا.. كنت كمن يخفي فضيحته، انْتَبَهَ على قرصات الصابون داخل عينيه..أزاله بسرعه.. كميات اكبر من الماء.. بقي في الحمام اكثر مما اعتاد.. من ليلى ؟!! ستسأله الآن.. ستسأله وما من جواب.

جلس على الكرسي المقابل لها تماما..تهابه بعض الشيء، لكنها كانت الأكثر هيبة هذا الصباح، شعر بالخوف، أحرقته نظراتها.. تبتسم وهي تقترح عليه أن يأكل قليلا من هذه البيض المسلوق، هذا الجبن جيد..هذا الخبز صنعته لك بنفسي في البيت..آه يبدو أنها نسيت الموضوع..حاول استرداد بعض هيبته..سألها عن الأطفال..وانتقد بعض الجيران، وحين وقف أمامها بعد أن استكمل زينته قالت له باسمة كعادتها كل صباح: ملكي..ملكي يا أبا عبدالله..لم يبتسم ..غادر البيت.

وصل مكتبه..انشغل بالأوراق..المراجعين..الأصدقاء..الحاسب الآلي..لكنه لم ينس ما كان منه في المساء.. وعيناها .. تلك النظرة القاسية.. ذاك البريق المؤلم.. لِمَ لم تقل له شيئا هذا الصباح، لِمَ لم تعاتبه؟!!

مغفلة؟!!
متناسية؟!!
خائفة؟!!!..
الله أعلم..
غطس بين أوراقه مرة أخرى.

الثانية بعد الظهر..رن جرس الهاتف..أهلا..مساء الخير..الأولاد؟ نعم جاءوا من المدرسة..تغدينا..تحب أن نبقي لك شيئا من غذائنا ؟!! هي الأكلة التي تحبها...شعر بالملل من هذا الروتين اليومي المتعب على الهاتف، حاول أن ينهي المكالمة متعللا بانشغاله..صمت قصير .. ثم سؤال :

- على فكره..من ليلى؟!!!..
- أي ليلى؟!!..
- ليلى التي ذكرت اسمها البارحة مرتين؟
- أوه ..لا تشغلي بالك ..لا أتذكر..ربما كنت احلم، أكيد كنت أحلم..
- لم تكن تحلم..
-...
- لن أسألك مرة أخرى..
- ...
- مع السلامة.
.
.
تعرف أيها الصديق الأستاذ ..
لعلك تأذن لي بالتنظير هنا واقتحام مساحة لايضيئها غيرك ، وارتداء عباءة لاتليق إلا بك ..
هذا نص يتكئ كما بدا لي على تلك القاعدة الذكورية الفطرية التي تعتمد على هاجس التعدد للرجل وهاجس التوحّد للمرأة ، وقد كنتُ دائما أقرؤك في أكثر من مساحة قاصا قادرا على خلق الرؤيا من الرؤية عبر جديلة مدورة لافرق فيها بين كبسلة الفكرة كومضة خاطفة عبر نص قصير جدا أو اختزالها في رؤيا تأويلية يفضي بها السرد كما هي الحال في هذا النص .. وهي غالبا رؤيا مفتوحة تدفع المتلقي لمشاركة القاص إبداعاته ورؤياه عبر عملية إطلاقه في فضاء التأويل .. وهذا ما اشتملت عليه خاتمة السرد الحكاياتي، أو الجملة المنفية التي انتهت بها القصة هنا ( لن أسألك مرة أخرى ) دون الإفضاء بما اشتملت عليه حيثيات هذا النفي أو حتى نتائجه المحتملة ، وهي كما يبدو لي أهم المراحل المتطورة في كتابة القصة القصيرة ...
مازلتُ ياصديقي .. أتابع خطوات قلمكَ في أماكن متعددة جمعتنا .. فتشرفني دائما مزاملته والاستفادة من طرحه ...
لك كل الود والتقدير دائما
أخوك


التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi




اخر تعديل كان بواسطة » إبراهيم الوافي في يوم » 09-12-2005 عند الساعة » 19:37.
إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس