03-12-2005, 14:20
|
#107
|
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نـــوره العجمي
يحسن بنا ياشاعرنا الوافي أن نستفيد من هذا المقابله الخالدة لوضع النقط على الحروف لبيان الفرق بين الشعر و شعر النثر وشعر التفعيلة فأن كانت عناصر الشعر هي الفكرةوالعاطفة والخيال والموسيقى فما حظ النثر من هذه الأربعة ؟
كما أن شعر التفعيله كنت من مخاصمي هذا الفن وكنت أنكر أن يسمى شعرا وذلك لألتزامها بالتفعيله الواحده وقد تكون من أجزاء الخفيف ( فاعلات ) وقد تكون من البحر المتقارب (فعولن ) ونحو ذلك المهم أن يلتزم تفعيله واحده ولا يزيد عليها وهذا كان يعني أنه مخالف للشعر ولم أقتنع أن يسمى شعرا
حتى أتيت إلى هنا في شعبيات ومن مشاركات بعض المبدعين في مواسم امثال العبدالكريم والبكر وزياد وبركات ونواف الشمري والربيّع وغيرهم وايضاً من مشاركتكم الرائعه المتميزه بت أستقبلها بإعجاب وإكبار لأن فيها من سمات الشعر اشياء كثيره منها النغمة الخاصه بالشعر
حدثنا ايضاً عن الموشح الذي اخترعه الأندلسيون حين لم يحافظو على اوزان الخليل وخرجوا عليها وأحدثوا تغييرات كثيرة
فمثلاً في عصور الأنحطاط غيّر بعض الشعراء أوضاع الأوزان فأحدثوا مقلوب الطويل بتغيير الترتيب لتفاعيله حتى صار ( مفاعلين , فعولن , مفاعلين , فعولن ,) ليتحرروا من قيود الوزن
هل لنا بتوضيح الفروقات بينهم ؟
وبيان الفرق بين الشعرالعمودي و شعر النثر وشعر التفعيلة ؟
كل الود والورد
.
|
يانورة ... يا أخت البياض
الشعر ماحاك في نفسك وحرصتَ بإطلاع الناس عليه ... !
دعيني أتحدَّث معك عن سيرة الإيقاع أو موسيقى الشعر بشكل عام .. فأقول بجرأة وموضوعية تاريخية صرفة إن نظرية العروض بشكلها الكامل والناضج على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي كانت في الأصل نظرية تربوية لانظرية فنية ..على اعتبار أن الشعر العربي القديم تحمّل بمفرده مؤونة حفظ اللغة والتاريخ العربي قبل عصر التدوين ..
فمما لاشك فيه ان الخليل بن احمد الفراهيدي.. شخصية عبقرية فريدة في تاريخ القصيدة العربية.. من خلال نظرية العروض الشهيرة التي جاء بها في اواخر القرن الهجري الثاني.. فقد رسم ببراعة فائقة (النوتة) الموسيقية للقصيدة العربية على اختلاف ايقاعاتها المعروفة.. والموروثة آنذاك.. وهو قفزة عبقرية فذة في مجال التعامل مع الصوت قياساً بتلك الحقبة الزمنية.. لكن السؤال الجدير بالطرح هنا.. ما هو الدافع وراء وجود هذه النظرية.. طالما جاءت تطبيقاً على ما هو موجود..؟
هل الهدف من وجود هذه النظرية.. هو تعلم الشعر؟ وهل الشعر لا يكون الا بدراسة هذه النظرية واتقانها؟
الحقيقة، المنطق يخالف ذلك بدليل انتشار الشعر وشيوعه بل وتغلغله في نفس العربي.. قبل نظرية العروض الخليلية الشهيرة هذه.. وفي المقابل يبدو الدافع من وجودها هو العبقرية التربوية التي سيطرت على ذهن الخليل بن احمد حين تكشف له وبوضوح ان الشعر خاصة وعاء التاريخ والعلوم والثقافة العربية.. وهذا تحديداً هو ما يفسر لنا تجاهل الخليل لبحر المتدارك الذي جاء به بعده تلميذه الاخفش.. ولم يكن سهواً من الخليل بقدر ما كان عدم شيوع هذا البحر الشعري هو من اهم مسوغات تجاهله.. ذلك انه لا يخدم نظريته التربوية التي اشرت اليها..
مثل هذه الفكرة تفتح لنا آفاقاً من التأمل والملاحظة.. بل وتفتح ابواباً من التأويلات الحلمية.. لعل اهمها.. هو ماذا لو ان عقلية عبقرية كالخليل.. طرقت باب الشعر بنظرية فنية لا تربوية..؟
ان ما قدمه الخليل بن احمد للشعر.. كقيمة (وعائية) يفوق كثيراًما قدمه من الناحية الفنية.. ولعل السقوط الشنيع للشعر في عصر الدول المتتابعة أو عصر ( الانحطاط ) كما يحلو للبعض تسميته شاهد حي على الاحتفال بالصنعة التي سعى اليها الخليل دون قصد.. وهي ذاتها المفسر الوحيد للغياب شبه الكلي للقصيدة التقليدية ذات الآفاق الشعرية.. في الوقت الحاضر .. والحديث هنا يتعلق بالقصيدة الفصحى .. إذا ومن هذا كله يتبين لنا أن نص التفعيله حاول جاهدًا تفعيل الدور الموسيقي في الشعرية العربية بشكل عام وباختصار أكبر ولمزيد من التوضيح ..يمكننا تشبيه النص العمودي بالأغنية ذات اللحن الواحد في حين تبدو قصيدة التفعيلة أغنية بـ ( كوبليهات أو ألحان ) متعددة يتماهى كل لحن أو إيقاع مع الجو النفسي للقالب الشعري .. أما فيما يتعلق بالنثر .. فأجمل النصوص النثرية هي تلك القادرة على إلغاء ذاكرتنا العربية المموسقة ..بمعنى آخر ذلك النص الذي يدهشنا بشحنته التعبيرية والتصويرية الفائقة فننسى أنه خالٍ من الموسيقى أو الإيقاع الشعري ونفتتن بقالبه الإبداعي سواء على شكل صورة شعرية منثورة أو التقاطة رؤيوية فارهة ... وهو النص الأكثر حضورا في الساحة العربية في الوقت الراهن ربما بدعوى أن الموسيقى الشعرية تشغل حيزًا كبيرا من الشاعرية لصناعة الإيقاع أو ضبطه .. والواقع أن ظهور الصنعة في الشعر في فترة ما جعلت الكثيرين ينفرون من الموسيقى الشعرية للكتابة النثرية في بعض الأحيان ...
بالنسبة للموشحات الأندلسية .. جاءت في هيئتها العامة على مجزوء الأوزان التقليدية كبحر الكامل أو المتقارب .. لكنها اكتفت أحيانا ببتره .. وتميزت عن بقية أنواع الشعر بمايسمى بالخرجات في الموشح ... وحقيقة كانت الموشحات بصفة عامة مخصصة للغناء واقتصر دورها عليه كذلك استفادت بلغتها من تمازج الحضارة العربية بالأوروبية على مستوى الرؤيا الإبداعية .. ومع تهاوي الحضارة العربية في أسبانيا ضمُرَ هذا الفن .. وأصبحت عملية إحيائه تعتمد على اجترار ماكُتِب نتيجة اقترانه ببيئة وحضارة زائلة ..
ياأخت الصدق .. لاتزال عملية معاودة هذه الصفحة محل تقديري وامتناني .. لاحرمني الله قلوب إخوتي وحسن ظنهم بي..
|
|
|