إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نجــديه
شــاعر أستثنائي يحتاج أن نلقي مزيد من الضوء على نتاجه الفكري
فالأبتكار عند ضيفنا الشاعر / الأديب .. ابراهيم احمد الوافي يعتمد على الخيال الخصب وقوة البناء
والتركيب وخلق صور فريدة وعبارات مبهرة ومعاني جميلة وأحاسيس مرهفة
قادر على الجمع بين المتضادات بـ شكل يضفي على كلماته / نصوصه الدهشة والمتعة ..
وهذا هو جوهر الشعر الحقيقي الذي يجمع بين الأشياء الحسيه والعقليه على حد سواء ويلفت النظر إلى مابينها من صلات ..
لغة الشعر / المشاعر لديه تستمد تميزّها من فلسفتة في الحب / الحزن / الفقد ..
لم نكن نعي إن للعبارات أسوار .. !! تحبسنا داخلها .. حتى ننتهي من قراءتها . ..
حتى جاء الوافي بــ شكل مغاير عن كثير من الشعراء ومن الكتّاب محملاّ بـ رسائل ادبيه تغذّي عقولنا وتشحذها إلى سبل الجمال والأبداع ..
قام بأسطرة حالات من الحب والشجن أضافت سمات للأسطورة أكثر بكثير على ماهي عليه بحيث يمكن أن يقرأه أي إنسان شغوف بالأدب من أي ثقافة ويجد فيه شيئا من إنسانيته .. ذلك العمق اللغوي المتميز الذي يحار أمامه الدارسين حين يقصدون التصنيف
فالبراعة المتدفقة تسعفه بحكم أتساع ثقافته ينتقي من خزائن معانيها ومعاجم الفاظها ومصادرها التصويرية مايتسق مع تلك الإطاله ويخدم ذلك الأستطراد .. فلم تزدحم الكتابة لديه بالصور التشبيهية أو الأستعاريه إلاّ ماجاء منها في موضعه دون كلفه ..
فـ كلماته قادرة على أن تبارح الشاعر إلى أرواحنا ..وتصل إلينا دون فلترة أو وسيط ....لا تحتاج إلى ترجمة ولا تعترف بــ حدود
لــ يهبنا تجربة ثرية وخصبة سواء على مستوى الفكر أو الخيال أو الأنفعال..
كان كريماً معنا منذ بداية تشريفه لنا في شعبيات ..
ووهبنا زوّادة في مواسم تلتهم منها الذائقة السليمة كلما داهمها الجوع والعطش ..
|
يانجدية ...
ظلال الشجر بعض هبات الطبيعة ..!
هل تدركين كيف خُلِقت الشجرة عظيمة في لونها وسموّها عن الأرض وأخيرًا في ظلالها ...
إنها تشبه الأنقياء حين يقدّمون الماء والحب لعصافير النوافذ ...
تشبه الأصدقاء حينما يقدمون لنا مانحتاجه منهم دون أن نطلب أو نشير بجوع اللحظة لكلمة سواء تمسح التعب عن جبين القلق والإرهاق ..!
يا الله ما أن قرأت في الصفحة الرئيسة اسمك حتى غمرني . السكون .!
وما أن فتحت الصفحة حتى عانقتُ زمنا نورانيّا ومدينة أفلاطونية وخرافات حلمت بها جداتنا ..!
قد أحلّق كثيرا بجناحيك هنا أيتها الأخت النقية ، ولن يلومني الطاعنون بالبراءة والنقاء حين لاأحفل بغير مانؤمن به ... فأنت هنا والله قوت اللحظة وطمأنينة من أقصى الهواجس تسعى ...!
سأملأ رئتي بالهواء الطاهر هنا قبل أن أعود لاحتمالاتك الثريّة والمحرّضة جدا على التماهي والتخلّق من جديد لأكون جديرا بها ...!
أما .. لماذا أنا هنا الآن ؟ فقد سألت نفسي وأعلم أنني لن أستطيع الإجابة إلا بما عرفته عنكم في هذا المكان منذ أن وطأته أول مرة وشعرت من يومها من أن غمامة تتقطّر بياضا قادتني إلى هنا .. وها أنا بينكم .. فشكرا لإدارة هذا الملتقى على استضافتي ...وشكرا لقلبك الكبير الذي شرفني بتقديمي لأصدقائي هنا ..
يمتلك الشاعر والكاتب إبراهيم الوافي لغة خاصة ومتفردة في كتاباته النثرية والشعرية وبصورة عامة .. لغة تعتمد على الشعر من خلال ارتباطها المطلق والدائم بالصورة المتخيلة ...
اللغة .. من أين جئت بوعائها المطليّ بالشعر هذا ؟ وهل تظن أن اللغة الخالية من الشعر لغة قاصرة عن التعبير ... أنت ياإبراهيم تكاد ترد علينا السلام بالشعر ..فما سر هذا الولع المطلق باللغة الشعرية .. وما الذي أفرزه بشكل خاص في شخصيتك ككاتب وشاعر ..؟!
تعرفين يانجدية ..
لاأستطيع أن أكون إلا شاعرا حينما أكون شيئا .. أكتب المقالة المنتظمة ، وجربت الرواية .. لكنني لست إلا شاعرا .. إن كنت يوما شيئا ما ..
ربما كان ذلك إيمانا باللغة ككائن قادر على فعل كل شيء ، لا على أداة مصنوعة سلفا ومعلبة بشكل يفقدها بكارتها فلا تحتفل حينها بسيلان أنوثتها على جدران السطور ..
الكاتب أو الشاعر يتعامل مع اللغة يانجدية ولا أقل من أن يفهم أسرارها النحوية على الأقل لاسيما في لغة كالعربية يتدخل النحو في البعد المعنوي والبلاغي فيها ، بالطبع كان لدراسة اللغة الشعرية بشكل خاص أثر مباشر في تجربتي بصورة عامة .. إذ إنني من خلاله اكتشفت على أن الشعر ذاته لايتعامل مع اللغة كأداة عامة للتعبير بل كمكوّن خاص للتعبير .. وبصورة أوضح اللغة الشاعرية ذاتها تمتلك قوة عظمى في التأثير ودعامة أقوى لوصول المعنى ..هذا المفهوم للغة الشعرية التي أعزّت أقوامًا وأذلّت آخرين كما تواتر لنا ذلك في تراثنا العربي ، قادرة على النفاذ إلى وجدان القارئ من جهة .. وعلى تهذيب اللغة الخطابية لدى الكاتب من جهة أخرى ولهذا آثرتها كثيرا وتمرّستُ عليها حتى صرتُ بالفعل لاأشعر بها كما يرى الآخرون حين تحوّلت إلى جزء لايتجزأ من لغتي التلقائية العفوية ..
ترهقني اللغة يا نجدية .. تنفخني فقّاعةً في فضاء تتقافز فيه النجوم .. اللغة أيتها الطيبة أسرار الريح للمطر ..كلما باركناها أعشب السطر وتآخت الكلمات ..تزاوجت ..وجاءت شعوبا وقبائل .. وتمتمات صادقة .. لن أدّعي يوما غير بياض روحك وحسن ظنك بأخيك .. ولن أكون هذا الذي تصفينه بكل هذه العذوبة والدهشة التي تسكنك .. لولا أن من يقرؤني كان بنبلك ونقاء سريرتك .. فشكرا أوسع من شفتي ياسيدتي ولا أعرف كيف تهجّيتها خجلا وامتنانا ..
ســ 2
قلتَ في معرض استعراضك لرواية ( سقف الكفاية ) للقاص محمد حسن علوان إنها منجز شعري وليست منجز روائي .. هل هذه الرؤية النقدية هي الورطة التي دفعتك للكتابة على غلاف روايتك ( ثلاثة رابعهم قلبهم ) في موقعك الالكتروني ( عمل سردي يشبه الرواية ) ؟
على الرغم من أنَّ لغتك فيها ذات بعد ( قرآني ) عميق وأسلوب حكاياتي مشوّق ؟
( ثلاثة رابعهم قلبهم ) .. يبدو عملاً ( ورطة ) في كل حالاته أيتها الفاضلة ...
ولعلني أعترف هنا وأضيف أمرا هاما يتعلق بمخرجات الحضور الالكتروني ، حين انفتحت شخصيا على حضور سردي مكثف ، نتج عن عملية التماهي مع الجوانب التفاعلية للحضور الالكتروني ، ففوجئت بمادة سردية متفرقة لكنها ذات بعد وجداني في جلها ، ، من الصعب حصرها أو تصنيفها في مجموعة لاأستطيع تحديد توجهها يومها ، فقررت أولا جمعها في نشاط ذاتي يشبه المذكرات الخاصة ، فتطور الأمر على الشبكة وصارت تشي ملامحه بإمكانية تحويله إلى عمل روائي واستطلعت آراء الأصدقاء المقربين حين قمت بطباعة نسخ متعددة منها بغرض الاستطلاع عن طريق مطبعة خاصة بأحد الاصدقاء المقربين ، واستجمعت الآراء والملاحظات حولها وشرعت منذ أشهر في إعادة هيكلتها ، وسأتمهل كثيرا قبل إصدارها ورقيا بشكل لائق بالتداول ، وهذا مرده لحجم المغامرة والمقامرة التي انا بصددها حينما أظهر بثوب آخر ، وهو ليس ارتباك من النقد والنقاد أو التشكيك في مصداقيتهم والحذر منهم بقدر ماهو رغبة ذاتية خاصة بظهور يضيف للمنجز الشعري المتمثل بالإصدارات الخمسة الماضية والسادس الذي يقف على أعتاب هذا العام ، أما فيما يتعلق بلغتها الشعرية ، فأخالها في هذا امتداد لموجة سردية شعرية ظهرت في الآونة الأخيرة تتزعمها الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي بداء بذاكرة الجسد وانتهاء بعابر سرير وظهرت كذلك بصورة رائعة ومؤثرة في تجربة صديقنا علوان في روايته الشهيرة سقف الكفاية ولا تعني مقولتي حول رواية سقف الكفاية من كونها منجز شعري لاروائي إنقاصا بشأنها .. لكنها تأكيد على أن منجزها الشعري خلق منها عمل روائي .. أما وجود تلك العبارة الأيحائية فربما يختص بالمادة الروائية المنشورة على الشبكة فقط .. لأنني قمت بإجراء تعديلات ( حدثية ) كبيرة عليها تكاد تخرج بها من اللغة السردية الحكاياتية إلى أفق روائي أعمق ، وحين أقوم بطباعتها أعتقد أنني سأتخلى عن تلك العبارة الإيحائية ، والتي لايلتقطها إلا قارئ نوعي ومميز من فئة أختنا النبيلة نجدية ...
سـ3
نص ( مريم ) باللغة المحكية كما تحب أن تسمي بها الشعر الشعبي .. نص مختلف جدا بقدرته على جمع التفاصيل الدقيقة جدا في رؤية شعرية عالية الخيال والدهشة ..؟.
من وجهة نظركم الحيادية هل تتوقع أن تصبح الآلية الشعرية التي جاء عليها النص نموذجا متطورا للنص المحكي حينما يتادوله المثقفون من أمثال الشاعر إبراهيم الوافي ؟
لعلي هنا أشكر لك بعمق حسن ظنك الكبير بأخيك وأشير إلى أن تجربة نص مريم تعني لي بعدًا فنيا خاصا حينما حاولت من خلاله ( موسقة المواقف ) وإقحام اللغة العادية والمواقف التلقائية ببعدٍ تصويري يحول الموقف إلى مجموعة صور مترابطة ومتحركة تشبه ( الأحلام المدبلجة ) .. أما إمكانية مَنْهجتها وإدخالها دائرة التنظير ..فهو أمر لم أتعمّده ولم أستهدفه ولا أخالني صاحب ريادة فيه إذ إنني بصورة عامة دخيل على الشعر المحكي .. وهذه مقولة ليست للاستهلاك لكنها حقيقة أؤمن بها وأتعامل مع الآخرين بموجبها ..
مريم .. وشارعنا وسيعْ ..!
خايف تضيع ..
زحمة .. ويصدمني غرور إذا تلفّتتْ اوتنفّست القوام ( المستوي ) !
مريم فطور .. او صايم افــ ليل اشتوي
نصف الشهر ؟!
آه يالقهر ..!
ماقلت للقمرا تغطّي وجهها !!
مريم لها
تجمع شتات الليل في جمْر ابدوي ...
مريم .. أحبّك أول السّكرَة قلمْ
مريم أصبّكْ ..كاس عاشق يحتلمْ ...!
شاف افــ بنات الحور أنثى رجّعتْ آدم يحاذر غلطته
من غفلته
ظلا يحاذر غفلته
لكنها مريم تَخَابَثْ ليلها ..واختارت اتأثّث مكان افـ قلبها
الــ شاعر ألم ..!
سـ4
إبراهيم الوافي ( ماشاء الله تبارك الرحمن ) .. شاعر ..كاتب .. ناقد وأخيرا روائي أو قاص ... ألا يتداخل كل هذا ؟ وما الذي فجّر السبل الإبداعية في ذات الوافي لتجريب كل هذه القدرات دفعة واحدة ..؟
لاشيء إلا يدي بيضاء أحملها
ومعطفٌ لفتاتي من نسيج فمي
عيناي تخفي وراء الشمس صومعتي
براهبٍ وطريقٍ ممطرٍ بدمي
تاريخ وجهي عناء حين أنكره
وصوت قلبي بكاء الحبر للقلم
لاأعرف يا نجدية بصدق ما الذي يحدث لي أحيانا أشعر بصدق أن بيني وبيني ..ما بين عقارب الساعة .. أنا وأنا .. نركض باتجاهٍ واحد .. فلا نعرف هل نركض للهرب أم للقاء ..!!
أجزم يقينا أن ستارة غرفتي ستتدثر بالريح مهما تعرّيت ، وأن تلك النجمة الساهرة وراء أضواء المدينة .. سوف تذوب شمعة في شمعدان الليل الحارق ..!!
ظل قلمي حنونا علي جدا جدا في فترات كثيرة لكنه وبدون سابق إنذار ، يرفض أن يكتب سطرًا واحدًا مالم أغرسه في وريدي ليكتب فقط باللون التوتي حيث يتنازعه الحمرة والسواد !
حتى وفاء الطفلة التي تخربش وجهي وهي تقبلني ــ تشتاقني حينما أجلس منذ الثانية صباحًا على هذا المكتب أعجز أن أنادي براءتها قائلا : خذيني من هذا المكتب المتقوس الظهر بات يقف فوق رأسي كلما كتبت حرفًا نقر فيه يبحث عن حبة جرح يطعم بها فراخ الحروفْ ..!!
لا أدري يانجدية مؤخرًا لاأرغب بالتوقف مطلقًا أشعر بحاجة ماسة أن أكتب وأكتب وأكتب فقط لأقول إنني مازلت قادرا على التنفس حين يقل الأكسجين في حجرة اللغة ..!!
كانت رحلة ممتعة ومتعبة وأنيقة جدا تلك التي حملتني على طائرة ورقية في صباحٍ أشبه بألعاب اليتامى ، فشكرا مجددا لك أيتها الفاضلة حينما يحتمل الغيب وعدًا جديدا على جناح الصدق ..!