رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة راكان الشعلان
عدنا من جديد وفي جعبتي الكثير من الأسئله
|
راكان ياصديقي ..
أصدقك القول .. لم أكن بحاجة هذا الصباح لأكثر من أن ألتقيك هنا .. ربما لأن السماء مسافرة بي إلى خيار الرحيل في الغد .. والرحيل دائما خيار المواسم والعصافير لاخيار العاشقين ..
هكذا سأقول دائما إن المرأة التي لاتدافع عن صغار أحلامها لا تكفيها قصائد الشعراء العشاق الذين لا يتبعهم الغاوون ولا ينتصرون بعدما ظُلموا ...!
لا عليك فقط اعذرني .. فقدرك هذا الصباح أن تصغي لوجعي ..
تعرف ياراكان ؟!
غانية هي الساعات الأولى من الوجع .. ترقص على أنغام الناي المسافر بالماء ، والمختبئ في غابات القصب .. غانية ياصديقي ..كأنها تميمة في رقبة طفل بدوي كلما حاول نزعها نذرته أمه للموت ..!!
ياه انشغلتُ بك عنك وبي عني .. ها أنا بين يديك ياصديقي .. !
لو سألنا ابراهيم الوافي
كما هو معروف عن الشاعر العشماوي على حرصه على تراثنا الأدبي العربي والإسلامي سليماً من أي تشويه أوتغريب , ولكنه في المقابل يعيب عليه النقاد جريه الحثيث وراء المادةبحيث لا يحضر لمقابلة أو لأمسية شعرية إلا بمقابل مادي وهذا التصرف بعيد كل البعد عن الأديب الحقيقي الذي يقدم أدبه وفنه للأجيال , وما دام أنه يصنف نفسه انه صاحب قضية وطنيه وعربيه فكان يفترض منه تكريس مفهوم رسالته بأية طريقة كانت إلا أن يغتصب أذن المتلقي بحفنة دراهم
كما يقال عن الشاعر فهد عافت أنه لايقبل أي مقابلة صحفيه له الاّ بمقابل مادي قدره خمسة الآف ريال
مارأي إبراهيم الوافي في هذا المبدأ من أي شاعر ؟
بعيدًا عن الأسماء حينما تكون القضية أكبر منها .. لاأعرف يوما غاية من الشعر إلا الشعر .. حتى فن المديح بغرض التكسب في التراث العربي إنما اعتمد في الأصل على الصدق الفني في المديح .. أي أن الغاية كانت أيُّ الشعراء أجود مديحًا لينال المكافأة العظمى .. لدرجة أن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك مقت الشاعر جرير كثيرا حين قال :
أغثني يافداكَ أبي وأمي
بسيبٍ منك إنّك ذو امتياحِ
سأشكر إن رددتَ عليَّ ريشي
وأنبتَّ القوادمَ من جناحي
على الرغم من أن هذه القصيدة ذاتها اشتملت على أجمل بيت في المديح كما يرى العرب القدامى وهو :
ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بطونَ راحِ
هذا نموذج حي لمقت أجدادنا عملية الانصراف عن الشعر للمادة على الرغم من أن الشعر يبدو فيه موظفا لجمع المادة ومصرِّحًا به ، فما بالكَ بالأمسيات التي يلتقي فيها الشاعر بجمهوره .. أعلم يقينا أن الجهات الداعية تقدم مكافآت مالية للشعراء .. وعني لم أقم أمسية شعرية يوما ولم تقدم لي بعدها مكافأة مالية .. لكنني حتما لاأستهدفها ولاأشترطها .. وبصدق يدهشني مبدأ الاشتراط .. , ومن هنا تحديدا أرى مبدأ الاشتراط سلوكًا خاصّا وليس سنّة للشعراء قابلة للتطبيق ، ولايمكن أن نحاكم الشعراء جميعهم تبعا لسلوك خاص بنماذج منهم مهما بلغت شاعريتهم ...!
ماهي اهم محطات رحلتك الأدبية ؟
تعرف ياراكان ... المحطّات الأدبية تشبه الألوان كثيرا .. ليس هناك سيد لها ، حتى لو كان ( البياض ) الذي يتوشحه النقاء في مجالس الوصف ، فالنجوم التي يريحها النهار من نقر العيون ستلعن الشمس إن لم تغب في آخره ، لاأذيب الروح للخلود حينما أحول الوجع ( الصلب ) إلى بوح سائل وحين نكون جميعنا القرَّاء والكتَّاب معًا ، فالكتابة أداة لاتخلق روح الكاتب حين تميّزه لكنها ستصدقه حين يصادقها ويصدق بها ... هكذا وفي جميع محطّاتي لاأرى الكتابة وعظًا كي أوجهها ، ولا أرى في كشف الحزن أو الوجيعة أو الخيانة أو الخطيئة خيانة لإبراهيم وإفشاءً لسرّه ، ولهذا وقعت غالبا في جميع مراحلي الأدبية بعيدًا عن الوسطيّة فإما محب لي وإما كاره لإبراهيم ، وإن كان الحب أعمّ وأشمل وأكثر وضوحًا وهذه نعمة من الله ...
ومع هذا عليَّ أن أقول أنه ومنذ أربعة أعوام تقريبا ، ومع تفرغ نسبي للكتابة نمت علاقة وثيقة جدا بيني وبينها صرنا لانهتم كثيرا بغيرنا ، تصادمت كثيرا مع هذا العصر وعلى كل المستويات ومع أقرب الأقربين أحيانا حتى وصفت بالحالم المتناقض مع واقعه ، يجوع فيبدو مترفًا ، ويغفوفيبدو منهكًا ، اعتزلتُ الناس تقريبا على المستوى الواقعي ، وأنعم الله علي بأصدقاء كثر كثر ، ولهذا وبصدق شعرت دائما أنني لست وحدي من يكتب ولست وحدي من يفكر وحتى حينما أحزن ، لابد أن أجد من يحزن معي ليؤكد لي أنه خلل عام وليس خاص بنفسيتي ..!
لا أعرف ياراكان كان الحرف ( قاربًا ) مخمليّا أطلقته يد الريح فتأرجح بين النجاة والمغامرة .. لاشيء في ندوب السقف إلا بثور الوجوه الحانقة .. ولم تعد هذه ( الثريا ) المعلقة في سقف غرفة الشعر إلا عذقا غادرته العصافير فانهالت عليه حجارة الصبية العابثين ..
فجأة .. افتتحت مدينة النور في عيني .. لم أرَ وجهي كما يريدونه .. تململت .. نظرت إلى مرآتي ..
لم يبدُ لي إلا نصف وجهي ..فقد غرق نصفه الآخر في قاربي المخملي .. تناولت ( قلمي ) الذي أطلقت عليه يوما مسمى ( سيجارة الشعر ) .. واحترقت بها على سطورالجرح ..!!
حدثنا عن ميولك الرياضيه ولماذا ؟
أنا أهلاوي الفطرة هلالي المنطق ...
أهلاوي بفطرة الشعر على اعتبار أن الأهلي قصيدة الكرة السعودية من وجهة نظري الخاصة جدا ، وهلالي بمنطق الرياضة على اعتبار أن المنطق الرياضي في المملكة يجعلنا دائما نردد : ( اتركوا التعصب وشجعوا الهلال )
هل الانترنت تساعد على ابراز الشاعر اكثر من المجلات والجرائد؟
سأتحدّث هنا عن تجربتي الخاصة ياراكان ولعل فيها .. مايشتمل على إجابة شاملة على سؤالك فالانفتاح على الشبكة لم يتجاوز حتى في بداياته التي استمرت ضئيلة ومتقطعة سبع سنوات في حين أن إصداري للمجموعة الشعرية الثانية كان في عام 97م ، وتواجدي في الصحافة سبق هذا التاريخ بكثير بل حتى تناول تجربتي الشعرية من قبل بعض النقاد جاء قبل 9 سنوات أو يزيد ،هذا على مستوى الشعر أما على مستوى الكتابة المقالية فأنا أحرر زاوية أسبوعية منذ حوالي سبع سنوات مما يعني أنني جئت للشبكة ذات الطابع الافتراضي من ساحة الواقع ، وليس العكس .. على أنني أدين لهذه الشبكة بالكثير الكثير من الانتشار والأصدقاء والعلاقات المتنوعة والتي اختصرت كثيرا المسافة الزمنية بيني وبين مجموعة من القراء بعضهم أو جلهم كان الذي بيني وبينهم تواصل نصي بحت ، وذلك بسبب الطبيعة التفاعلية للشبكة ، هذا على المستوى الخاص أما على مستوى أدب الشبكة ، فهذا حقيقة مبحث رائع أتوق لأن أتناوله يوما ، وأتوق أكثر لأن يتناوله من هو أقدر مني على إنجازه من النقاد المختصين ، إذ يلاحظ عليه تماهيه بصورة مذهلة مع طبيعة الأفق الالكتروني ، فغاب بالتالي التصنيف المتوارث للنصوص الإبداعية وظهرت تلك النصوص غير المنتمية المتماهية مع حرية هذا الأفق وعدم تأطيره ، إضافة إلى انعكاس الطبيعة التفاعلية للشبكة على المكتوب ، وهو كما قلت مبحث ضخم وأثق كثيرا أن هناك من يشغله ويرصده ، وسيظهر هذا المبحث قريبا جدا ...!
لمن تقرأ من كتاب ومشاركات في موقع شعبيات وبصراحه من لفت نظرك وخاصة ممن يجيدون شعر التفعيله ؟
الحقيقة أن موقع شعبيات يضم نخبة متميزة جدا من شعراء العمودي والتفعيلة وأنا أقرأ كثيرا للشعراء المتواجدين في باب دواوين الشعراء وجلهم من المتميزين حقا .. والذكر هنا حتما سيغفل بعض الأصدقاء المهمين في تجاربهم حين نكون جميعنا عرضة للنسيان .. لكن بشكل عام ثمة نخبة مميزة هنا أستمتع جدا بقراءتهم
بيت من الشعر تردده دائما ؟
لعلها قصيدة أستعذب دائما ترديدها .. وليست بيتا ياراكان وهي :
مخاوفْ .. والشفق واقف
على باب المسا بوّاب ..!
دموع الليلْ ..
فالمنديلْ ..
كُحْل جْنُونها فيني
أنا ويني ؟!
تركتَ الشمس تنفيني ..
ورا صوتي ..!
وفي موتي ..!
عزا .. واصحابْ مايدرون منهو ماتْ ..!
وَعَدْنا فاتْ
باقي فآخر الساعة دقايق كبْتْ
وبكرة السبتْ ..
دوام الجامعة .. والشارع الكذّابْ ..!
لكــ التحيه والأحترام
ولك مني قلب بحجم محبتك .. وببياض روحك ياصديقي النبيل
اخر تعديل كان بواسطة » إبراهيم الوافي في يوم » 28-11-2005 عند الساعة » 22:33.
|