الموضوع: ذكرى...
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 23-11-2005, 21:58   #4
صالح العبدالكريم
شاعر
 

رد : ذكرى...








ليست إلا اُماً فقدت أغلى ما ملكت في هذه الحياة فقدت طفلتها ألتي منّ الله
عليها بها .. ومن ثم مشيئته سبحانه قبضة روحها ولم تكمل أعوام العبث الاولى
كامله .. فقد إبتـُليت بأمراض متلاحقه وبقيت إبتسامتها تنطق بوجع يراه الغير
براءه و شرود ذهني ..؟

كان لا يعلم ذلك سواها وهي التي مضت لتـُضمد جراحها بـ الملح ..
فهي تريد أن تـُحرق نفسها بـ الالم لكي تشاطر إبنتها ما كانت تعانيه .. !

سوف أقف أبكي مراراً مع كل كلمه قد تتلبس جسد تلك البريئه ..!
لعلمي بمدى ما تحمل للأطفال من عشق ولبراءتهم من تدوير مشاعر و إبتسامات
خالده لا تبرح مكان بجسدك إلا وأوقعت عليه الايمان المغلظه .. بـ .. الارتعاش ..!


فلئكن مكانك ِ أيتها المكلومه .. حسناً ..

يا طفلتي :


لتكوني معي فها أنا أتلبس مكانة اُمكِ / إحساسها / مشاعرها .. كل
ما يجول بداخلها الان إتجاهك .. لا تخافي فلن تفقديها مرّة ً أخرى .. فأنا لن
أتجاوز الدقائق المعدوده .. بـ أخذي لهذا الحق لك ِ منك ِ :

فلنمضي إذاً يا طفلتي :
ولكن لا تبكي فأنا لا أستطيع حمل الأدمع بيدي .. يعلم الله أنّي أتمنى
أن أشربها قبل أن تسقط ولكن تعلمي أني لا أستطيع في هذا الوقت بـ الذات ..


إنتهك المرض جسدك في الوقت اللذي كنتي تستعدين لان تطلقي عينيك ِ وثغرك
للفضاء .. وتشاغبي العصافير التي كانت تقف على النافذه لتطمئن عليك ِ كل صباح
كانت تشعر كل يوم أنك ِ لن تـُكملي هذه السنين بسلام ..
فقد ذهب القدر بـ علاجك إلى مكان أجهله وليس لي قدره على أن أتحمل ملاحقته
فـ أنا مؤمنه بقضاء الله وقدره ..

عندما أرى بأنك ِ خلدتي إلى النوم أضع راسي على صدرك .. كل ساعه .. بل كل دقيقه
و كل ثانيه .. كنت أستمع إلى نبضك أخاف من أن لا تتنفسي و أختنق بك ِ وأموت ..!

كنت أهرب لملابسك ِ والملمها علي أن أشعر بأنك ِ باقيه .. باقيه .. وأذهب لغسلها
وكويها .. والدموع تتساقط من عيني ..
أُحس بأني سأموت بأي لحظه من كثرة إختناقي بك ..!
كنت أفعل كل ذلك لشيء واحد فقط .. أن يرأف الله بحالي ويبقيك ِ لي ..
فأنا لم يكرمني الله بغيرك .. ؟

الحمد لله على كل شيء يا أبنتي ..
يكفيني أن التقيت بك ِ في هذه الدنيا حتى وأن قدرالله وذهبتي عنها ..
فسوف يبقى كل شيء منك ِ بمكانه وسأرحل معك ِ فأنت ِ سكني ..!


يا أبنتي وكل ما في هذا الكون يـُشبـُهك ِ حتى أنا عندما أنظر إلى المرآه أجدني
إستقطعت منك ِ الشي الكثير .. فلم يخلقني الله من قبل بهذه الصوره .. كل شيء
من حبُك ِ أصبح أنت ِ ..!؟

كنت عندما أراك مبتسمه في زاوية الغرفه و الناس ينظرون اليك ِ أقول في نفسي
لا يعلمون بأن هذه الابتسامه .. إبتسامة الم .. أبتسامه لاشعوريه .. قد صنعها الله
لها لكي يشعر الاخرون بـ براءه قد خلت من قبلها الامم ..
براءه بوجه ملائكي سبحان من كتب لك ِ هذا الخلق و أحسن صنعه ..!

كنت أذهب لانجز أعمالي وأنا بجانبك .. كل شيء أريد عمله .. نعمله سوياً ..!
اليس كذلك ..؟

هل تذكرين عندما كنت أحضر أوراق العنب لـ لفها .. كنت ِ تشاغبيني كثيراً عند
حشوها .. كنت أضيق من كل شيء إلا أنتي .. لا أضيق منك ِ ابداً ..!

أحسست بك ِ أكثر تماسكاً في أيامك ِ الاخيره وكأنك ِ تريدين أن تخبرين الارض
والسماء و الهواء ...
تريدين أن تخبريهم بأني قويه ولا أستسلم للمرض ابداً ..
أني أمتلك أماً صارعت الآمي وسهرت بدلاً عني .. ولم تقل يوماً للقدر أفً لك ..

كنت يا بنيتي خائفه جداً لا أعلم لماذا ؟
فأنتي نهضتي بوقت أحسست بأنه لم يكن بطبيعة الحال صحيح .. فهناك شيء
تخفيه الليالي .. سكت وأنا وجله ..!

في صباح الخميس نهضت ِ مبكراً على غير العاده فأنت كنت تستغرقين وقت أجمل
في منامك فهو لا يشعرك بـ الوجع ابداً ولا بمدى إتساع الجراح ..!

نهضت وإذا بك ِ تلعبين وأنتي تنظرين إلي بعين الرضا ..
لم أشأ أن اُعكر صفو هذه اللحظات التي تعبثين بها ..
فأردت أن اُكمل النوم قليلاً

وإذا بصوتك ِ يشاغبني وكأنه لا يريدني أن أنام .. حاولت .. مراراً .. تكراراً ..
لا فائده .. فأنت ِ مصره على أن أبقى أنظر اليك ِ ..
لم أكن أعلم بأنك ترتبين جسدك للرحيل ..
وترتبين نظراتي لان أبقى على مضض .. وكل ما بداخلي اُنتزع لك ِ ..


يا أبنتي ..
كنت اُحس بأنك َ أردتي القول بأن هناك من يشاركني جسدي يا أمااااه ..
هناك من تكور لهبه بداخلي فظل يجمع أعظائي ويحرقها ..

كنت اُحس .. اُقسم لك ِ بالله اللذي خلقك ِ من تراب وقبضك ِ من ألم ..
أن لو كان غير الله من أراد أخذك ِ لئهون علي أن يقطع جسدي أجزاء صغيره
ولا يأخذك ِ مني ..!

ولكن الحمد لله على كل حال يا أبنتي .. فلا تخافي ..
أنتي ذاهبه إلى من هو أرءف عليك ِ مني ..
أنتي ذاهبه الى من بيده إزالة أوجاعك ِ وتخفيف ألمك ِ ..

لما أنتي خائفه إذاً ..
أما كنت ِ سابقاً تقولين لي بحركة أجزائك ِ بأنك ِ أصبحتي قويه
اليس من صفات الاقوياء عدم الخوف ..


إذاً إنتظريني فكلها أيام وإن طالت .. وأعود اليك ِ .. وأحضـُنـُك بجنات
الخلد .. بأذنه سبحانه و تعالى ..







عبدالواحد


كان ذاك اشبه بحديث ما قبل الرحيل
هنا يا استاذي اعدتني اليه .. لا اعلم لماذا حصل ذلك
ولكن هي الحياه ذكرى تتلو ذكرى اُخرى ..!

حدّثت انت من اتى بعدها
ولكن هي لم تحدّث احداً حتى الآن فأغرقت بشراء
أطقم الملابس لكل من حولها .. علّها ان تجد من الله مخرجا ..


لله كم انت جميل

دائماً اقرأك ببياضك الأنقى
كل الشكر لذلك ..









صالح العبدالكريم غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس