رد : رسائل إلى أمي الطيبة ( آخر المنتمين إلى الجرح )
( 10 )
السقف زجاجة الغيم الباردة ..
بيني وبين أن أكون معهم ضباب البوح وصباحات الفجيعة ..!
كثر أولئك الذين يعلقون أطواق الياسمين في عنق اللحظة ..
لكن المثول أمامك خشوع في محراب البكاء ..!
كنت كلما جئتك باكيا فتحتِ تلك العلبة الزرقاء التي رسم عليه طفلة الحلوى الشهية .. ومنحتيني منها ابتسامة الرضا الساكنة في شفتيها ..!
افتحي علب الأطفال يا أماه امنحيني حلوى الطفولة ومكافأة البكاء ..!
أماه هل تسمعينني ؟!!
0
0
الأسماء يا أماه صوت الودع .. المتكوِّم في ظل جدار جارتنا
التي ماتت قبل أن تكشف سري لك ..!
لا تكترثي بها كثيرا أيتها الطيبة ،
فالصرخة الأولى ليست صرخة الحياة كما كنا نعتقد ..
إنها صرخة البحث عن ( أوكسجين ) بين دخان النبوءات ..!
انثري شرشف الصلاة الناعم على أطرافي الباردة ..
ثم أخبريني .. عن سر تسميتي ..
قالوا لي في المرحلة الإعدادية إن اسم ( إبراهيم ) أعجمي زائد عن ثلاثة أحرف ..!!
لكن شيخًا أسودا تلفَّع بالبياض قال لي إن أعجميته عبرية عربية ( أبٌ رحيم ) مع إبدال الحاء هاء في لكنتهم ..!
لعلني الآن أتذكر قولكِ لي :
إن اسمك ( توفيق ) لولا ودع الأوراق حين تنازع مع اسمك الآني ..
ليتني كنت توفيقًا يا أماه ..
الأسماء إذن قُرْحَة النبوءات في رحم اللحظة ..!!
ما ألطف ( شرشف ) صلاتك يا أماه ...!!!!!
|