إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المهرة
س1_
يؤكد هنري كوبار في كتابه ( الحرب الثقافية ) بأن فرنسا هي واحدة من بين البلدان التي يجب
أن تحارب الزحف الثقافي الامريكي والانجليزي حتى لاتضيع شخصيتها وهويتها
المتجمسة في لغتها / التي تعتبر اولى اللغات العالمية الحية 0
_ الا ترى استاذي الفاضل / انه من باب اولى ان تتصدى الثقافة العربية لااي ثقافات اخرى
في حين ان الاستفادة شئ مهم / ولكن ليس الى هذه الدرجة التي نراها الآن ؟
س2_ كان للعرب تأثير بالغ بالثقافات من خلال الاداب والكتب التي ترجمت
الى جانب تأثير الشعر العربي في شعراء اوروبا
اين نحن الآن من هذا التأثير ؟ اين هو دور المثقفيين والادباء ؟ هل وصل بنا العجز
اننا نعيش على ماكتبه الشعراء والادباء في السابق ؟ واصبح دورنا محصوراً في اطار محدود
ولن نصل الى العالمية كما وصل اليهامن سبقونا ؟
سأكتفي بهذه الاسئلة / ربما اعود
كل الشكر والتقدير لك / استاذي واخي الفاضل
ابراهيم الوافي
دمت بخير
اختك/ المهرة
|
أيتها القديرة سعيد جدا بحضورك .. وثراء طرحك .. ونبل أخلاقك ..حفظك الله وأقر روحك بما تحبين أيتها الفاضلة ..
تمامًا .. أيتها الأصيلة فعلى سبيل المثال كان لوجود شبكة مطاعم ( ماكدونالدز ) في الشانز ليزيه .. ردّة فعل كبيرة لدى الأوساط المثقفة في فرنسا إذا اعتبر غزو ثقافي وحياتي أمريكي لأكثر الأماكن عراقة في أوروبا .. وبصفة عامة وحسب معرفتي المتواضعة فالفرنسيون أشد شعوب العالم تعصبا لموروثهم الثقافي ..
أما عن مفهوم الإقبال المطلق على الحضارات الأخرى ..فلتسمحي لي هنا بدمج السؤالين في إجابة واحدة حينما نستطرد الكلام عن المفهوم التاريخي ( للعولمة ) وتمازج الثقافات بين الشعوب .. فأشير إلى أنه لايخفى على أحد مطلقا استفادة الحضارة العربية الإسلامية في أوج ازدهارها من حضارات الأمم التي سبقتها كالحضارة اليونانية مثلا ..فضلا من أن ( عالمية ) الرسالة المحمدية أفرزت لنا رموزا كثيرة جدا وطاغية في حضارتنا الإسلامية من جذور غير عربية تنتمي في أصلها لحضارات وثقافات أخرى ولو استعرضنا ببساطة رموز العلوم والحضارة الإسلامية لوجدنا الأغلبية منهم لم يكونوا من جذور عربية في الأصل ... إذا فتمازج الثقافات خطوة هامة جدا في تطور الحضارة الإنسانية بشكل عام .. وإشكاليتنا الكبرى من ظاهرة العولمة هو دخول نمط حياتي لايلائم معتقدنا وبيئتنا وأعرافنا وتغلغله داخل المجتمع بشكل عام يعد ظاهرة مربكة ومؤثرة ..بل وخطيرة جدا .. أما فيما يتعلق بحضورنا الأدبي في الثقافة الغربية ..فمؤثر جدا تبعا لحضورنا الخافت على المستوى السياسي والاجتماعي والتقني ..وهي عملية تناسبية لايمكن أن نتجاهلها أو نغفلها .. ولعل فوز الأديب العربي نجيب محفوظ بجائزة نوبل للأدب في العقد الحالي دليل على مكانة الأدب العربي في الساحة العالمية .. وحسبي أن أشير إلى أن رواية ( الحزام ) للروائي السعودي أبو دهمان باللغة الفرنسية لاقت هناك حضورا لافتا ومؤثرا ..مع الوضع في الاعتبار أن الرواية في الغرب لها الصدارة من بين الفنون الأدبية جميعها ...
أيتها الأصيلة ..كان حضورك ثريا ومؤثرا ... بارك الله لك فيما لديك من وعي وثقافة ..