في بيروت ..حيث يسقط المطر ...!
يا الله المطر يا إبراهيم ؟!
أكلما غامت مدينة غامت عيناك ..؟!
أكلما تجرَّدت امرأة من مبادئها وتركتك عرضة للبرق والحزن جاءت فاتن طفلة الثامنة بثوبها الأبيض تمسك بيدك اليسرى في ضحى عيدٍ يمنح المنَّ والسلوى للكبار وعذوبة الحلوى للصغار فتتعطَّر القرية برائحة بلل الطين بدموع الميتين ، على فراقنا ..!
يا الله العيد المنصرم حين كنت مؤمنا بوحدانية الحب لفاتن وألوهيتة حين تتناقل الجدات حكايا المهزومين والمغلوبين على أحزانهم جاء العيد ممطرًا كان كل الصبايا فاتن وكل الصبيان وجهك المحفور على ساق شجرة الليمون والمتطوق بغصون الياسمين كان المطر أكبر من عناق حميم بين السماء والأرض كان يحمل العيد لفاتن :
( العيد ياحبيبتي تأبَّط المطرْ
وغاصَ في الرمالْ
محمَّلا بفرحة الصبايا
ودمعة الحكايا
إليكِ حيثُ يعجز السفرْ
ويسهرُ المحالْ
بشرفة القدرْ
كأنما للعيدِ ألف شارعٍ إليكْ
وألف بابْ
في البرقِ
في سياقة الرياحِ للسحابْ !
في كل عشبٍ يستغيثُ في يديكْ
في كل قطرة تضاجع الترابْ !
ويهطل المطر ...! )
المطر البيروتي يستجدي الرصيف مخبأ بينما الرمل هناك يقف على راحتي فاتن ويستغيث للعشب والأموأت الطيبين ، لكنه هنا لم يستطع أن يمنع جاكلين من الذهاب إلى شرفات السمر وأنت تتضوَّر شوقا وضعفا وانكسارًا
ما أشد تباين الوقت والمكان والنساء ..!
مقطع من رواية ثلاثة رابعهم قلبهم ..!
|