مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 27-09-2005, 11:05   #9
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : أوراق في طريقــها ..

تماما ..تماما يجب أن أكتب عن آخر لايشبهني .. وامرأة لن تكون ابنتي ..!!


أكثر الأعمال الأدبية ..التصاقًا بالجوهر الإنساني ..هي تلك التي تقترب من وهجه ..حد الاحتراق .. ثم تترك الغرفة تستنشق بخور الأرواح .. وهواجس آخر الصدق ...
سار النص ( قطعة قصيرة من الزمن .. متمثّلا بموقف يقف فيه البطل كإبرة الميزان .. يتأرجح بكفتيه ماكان وماسيكون .. ممسكًا بيده حفنة من رمادٍ تسكنه جمرة مخبوءة ...
كانت الأزمة ذروة .. قد تبلغ درجة الورطة ..حينما يجب الخروج برؤيا منطقيّة في مساحة لايستطيع البطل فيها التنصّل من الأنا والتهويم بالتنظير .. بعيدًا عن وطأة التطبيق .. ولهذا كانت هذه المصادمة النفسية الرهيبة مأزقًا إبداعيّا حقيقيا ، استطاعت القاصة الخروج منه به ، وذلك عبر حالة استشعار عالية وصادقة جدا ، للتركيبة النفسية للمبدع الحقيقي ، الذي لايكفر بإيمانه ولا يؤمن بما تكفّره المواقف من رؤاه الإبداعية في المساق الإنساني ...
ولهذا كانت عبارة الخاتمة ... رؤيا فنيّة ذكيّة جدا ، اعتمدت على خاصية ( السحر ) الجمالي وقدرته الفائقة على تمرير أنساق ثقافية واجتماعية دون التصادم معها ... تماما كتمرير خصلة النفاق مثلا من خلال الاحتفاء التاريخي الكبير بقصائد المديح في الشعر العربي ..تلك التي تكاد تحتل أكثر من نصف مخزون ذاكرتنا التراثي الشعري .
( يجب أن أكتب عن آخر لايشبهني .. وامرأة لن تكون ابنتي ..!! )
ذاك وتلك للتفكّر والتدبّر والاستفادة المجرّدة من مخرجات المواقف الحياتية ، .. بينما بطل قصة الفاضلة ( نجدية ) وابنته للحياة التي يتم ترتيبها وتوجيهها بناء على مخرجات الكتابة الإبداعية .. حينما يكون تكرار المواقف والصدام معها قدرة فائقة على معالجة أخطائها ... تلك التي تركتها القاصة لتشكل نسيجا لرؤى المتلقي ، وفعاليّته المطلقة في صياغة الرؤيا الاجتماعية الحقيقية ، من داخل خيمة السحر الإبداعي ...وربما لهذا تحديدًا جاءت اللغة في كثير من المواقف الفنية في النص بصورة مباشرة ، حين يكون الموقف ذاته بعيدا عن المواربة اللغوية ، أو التهويم !
لا أعرف أيتها الفاضلة ... كيف لمسني هذا النص حدّ التأزّم ... وأزّمني حد ملامسة الغد والتحفّز لمواجهته منذ البدء ...!
أيتها الكريمة الفاضلة ...
تلك الــ ( أوراق في طريقــها .. ) حين تتعثّر بها ، مع التسليم على أن ( كل فتاةٍ بأبيها معجبة ) ... لن يعنيها منها إلا ماعرفته عن أبيها حين يحدثها عنها .. ويغلق حجرته عليه للكتابة فلا تطرق الباب عليه إلا إيمانا بحاجته الماسة للخروج من عنق النص أو من سَفَر التعب .. وارتكاب الأخطاء المؤقتة بحثًا عن صواب للخلود والتطبيق معا ..
حسنا إذن .. ... فلننظر أي منقلب ينقلبون ..!



التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس