مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 21-09-2005, 09:02   #5
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : تحليق في مدار الوردة.. !



لايمكن لأحد أن يشكّ في القيمة الفنية للمكتوب في ملتقى الشعر المعاصر كأرشيف ضخم ومتنوع ومتعدد النماذج والشعراء ، وبالتالي تظل عملية تصفّحه الدائم ثراء نوعي للتجارب الشعرية الواعدة ، ولنا في ذلك نماذج متعددة ومتنوعة لعل مايعنينا منها الآن الشاعرة شروق محمد يوسف كإدارية متفرغة لتصفح المعاصر والاطلاع على ملفاته الإبداعية بصورة مستمرة ... ولعلّ في هذا النص المنشور أمامنا ما يعكس القفزة النوعية الهائلة والتطور الملحوظ تماما في تجربتها الشعرية وفي هذا أيضا مسوّغ لمحاولة استكشاف ملامح الجمال فيه من جهة ومساق تجربة الشاعرة من جهة أخرى ..
يبدأ النص باختيار الفراشة كرمزٍ لغوي متطوّر ومعقّد حينما تنبثق منه إشارات إبداعية متنوعة بين الحسّية والملموسة .. فالأولى تقترن بطقوس الفراشة المختلفة حيث اللون الزهري ومعاشرة الخيالات الحميمة من جهة والاحتراق بالضوء من جهة أخرى .. والثانية تقترن بالتركيب الخلقي للفراشة من حيث هشاشة جسمها واتساع أفق أحلامها حينما تكون بحركة طيران دؤوب بحثا عن أفق حر ورحيق أشهى .. وهذا مفتاح نوعي في محاولتنا استكشاف خبايا هذا النص وتلمّس مواطن الجمال فيه وهو أيضا ماجعل من عنوانه المختار بعناية جزءا هاما في منظومة إبداعية متكاملة فالمصدر ( تحليق ) النائب عن فعله في العنوان اتساعا لمدارات الرحيق من جهة وإشغالها بالرمز اللغوي المتمثل بــ ( فراشة ) بكل ما يحمله من إشارات متنوعة كما أشرت سابقا من جهة أخرى .. وربما كانت هذه الإطالة في باب المدخل للنص اختصارا للكثير مما يحمله من معانٍ ومبادئ متفرّقة ومختلفة .. بدأت بالوصف الذاتي للهيئة وانتهت برسم المنهجيّة النفسية وانعكاسات الآخرين عليها ...
هكذا أكره المباشرة في التحليل وتفكيك النص لتوجيه تأويله ، ولهذا سأكتفي بهذه الإشارة النقدية مع توجيه الأصدقاء هنا لمتابعة تجربة الشاعرة منذ بكارة مجيئها للمعاصر حتى حافَّة هذا التحليق ، ليتبينوا مدى القفقزة النوعية التي قفزتها هذه الشروق ...

للجميع مودتي





التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس