[إبراهيم الوافي]

الرسائل الخاصة > الوارد

( حين أغمض عينيه فتح قلبه للنبض ظهرت على واجهته هذه الرسالة )

( 1 )

حين تكتب أنثى لشاعرٍ مثلك ملأ قلمه بعطر النساء ..ووقف تحت شجرة الكلمات ثم أطلق عصافيرها لزيارة النوافذ الساهرة في الهزيع الأخير من الصمت .. لن تكتفي بسكب زجاجة الياسمين على رقبتها ، ولا بانتقاء موسيقى حذائها وفستان سهرتها ، عليها أن تكون أنثوية الحرف بارزة ( السطر ) عليها أن تكون امرأة مختلفة أهواؤها لم يكتبها شاعرٌ من قبل ..
ولهذاتأخرت كثيرا في رسالتي إليك .. أردت أن أكون تلك المرأة التي قلت عنها .. :
(كلما زارها الشعر ألقى السلام عليها فكانت قصيدة )
كنتُ أرمق كلماتك أمحِّصها أبحث عن وجه أنثوي آخر ، ورائحة عطر لم أقتنها ، وحينما لم أجد وقفت هنا لأكتب رسالتي ..:
(منذ نعومة أوراقي كنت أجعل من القصائد طوابع البريد لهواجسي ، كان الشاعر الذي يحملني قصيدة ثم يسكن بي كوخًا قزحيا هو ذاته ذلك الفارس الأسطوري ذو الحصان الأبيض وألأجنحة الزرقاء ..
التقيت بالشعر في فاتحة العمر ، ثم التقيته في قصيدة خائنة أشعارها بما تخفي السطور .. وانتهت بي الرحلة على غلاف ديوانك الذي يتضاعف كسنبلة ويتنامى كوجع ..!
كنت خاتم الشعراء والمنتمين .. وحين أدركت هذا مزجت لك العطر بالشعر بحذر شديد وترقب موجوع .. !
كنتُ أبدا معك من حيث انتهيت ، كنت أتعمَّد إسقاط حرف قائم باسمك حتى لاأرحل بعيدًا عن وجعي ، لا أدري كيف أستحضر الآن حالة البدء حينما كنت لاأبحث عن شاعر برتبة عاشق ولا عاشق برتبة شاعر .. كان يكفيني أن أعثر على ثلاثة حروف تجمعهما وأدع الحرف الرابع له ..!

يبدو أن المساحة لاتتسع ساكمل في رسالة أخرى

يتبع