مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 06-09-2005, 21:44   #13
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : رسالة لم تُكْتَب من ابن زيدون إلى ولادة ..!!





حيث كان ثالثهما .الحب .. كانت الأسماء ورطة التتبّع ..!

ورقةٌ عائمة في آخر النهر


إيه يا ولادة .. حين عدتُ لخزانة القصائد ..
أخذت أصفصفها .. ثم أمسكت بريشة وكتبت :
ما حلمت بتاريخ كهذا ..
تكون مفرداته أنثى ماحامت على مدار الظن
أنثى مستحيلة كشفق
.. تتخلَّق القصيدة في بقايا عطرها ، وأعقاب دقائقها
أنت رائعة إذ تخلدينني بك ياولادة ..!
تشبهين ليلة العيد كثيرا .ذات طفولة تشبهك ..يهيئني فيه الصباح للخروج بثياب الدهشة ومكابرة السهر ..!
كأنما عشت عمري كله معك طفلا يهذي..!
أو شيخا يطوف المدارات ..!
أو يافعًا .. اضطر لتعطيل سيارته ..ليطول بقاءه أمام نافذة حبيبته..!
رجلا اشتبهت به الأرصفة ..!
ثم حين أدركتْ فتاته ، مسحت على رأسه قائلة : .. لمثلك كانت المساءات .. أيها الشيخ الصغير ..!
أنتِ
نعم ..أنت ..ياااااا جنة الشعر ومرتع الحكايا ودهشة التفاصيل ...
من غيركِ يكتب شاعرا تأبَّط قبرًا ، وجدَّرت وجهه أظافر البغايا .. وخربشات الحاقدين ..!
حين اتهموني بالغرور ..قلت لهم هاكم كتابيَ ..
ثم أجهشت بالحنين وقلت :
ألا يحق لي أن أغر بها ؟!
هذا المحتوى الثري من التفاصيل .. التي تحوم حول نجمة الفضاء ، ومليكة التاريخ
أليس جديرا بأن يغسلني بماء الغرور وبرد الأغاني ..!
هذه المرأة التي تصهل حولها المدن ، وتنام في عينها النوارس الخائفة ، وهبتني الشعر حين كحلت عيون السطور بها ...
قالت ذات بداية .. ياشاعري ...
فذبتُ فيها شعرا
ثم قالت . إن ( قراءة في أعماق امرأة مستحيلة ) ..
كان حلما خائنا فذبت بها نثرا
قالت .. اسمعني الآن .. إننني ........
فذبت بها شعرا محكيًّا
إنها امرأة بألف ألف بيت
كيف لا تكتبني .. وقد بحثت عنها طويلا ..طويلا ؟
كانت نبوءات العطر فاتحةً ..
واستطاعة الليل حسرة
والهذيان رحلة
كانت المدارات حلا ..
والتفرد استعادة
كيف اذن لاتحملني .. ؟!
إنها امرأة بألف ألف نص
حين أنشدتني قصيدة استعرتُ فيها وجها تحبه ، تحت جنح الصدق وطهارة الحلم ..!
أخذت أنظر في السماء ..ثم قلت لها ، سأكتبك ..كثيرا ..لنخلد ما بيننا
حتى إذا غيبتنا المواجع كان لنا في سيرتنا الأولى ملاذا..
لم يشغلها حينها الشعر .. تشبث صوتها بقلب الشاعر ..!
تفتَّحت وجعا ثم قالت :
هل ستتركني ؟
قلت .. :

( كيفَ لو لم تكوني معي ..؟
أي بابٍ سأدخل أي القصائد
تقبل أن تستحمَّ بها أضلعي ؟)


أنها امرأة بألف ألف كتاب )
هكذا قلتُ لهم ، وهكذا أحلم أن تقفي أمام بوابة صفحاته ..!
..............
أما الآن وقد استتب لك الأمر .. واستوت الحقيقة صفحة في تاريخ ابن عبدوس فليس علي إلا أن أكتب لك هذه :

الشعراء لايكتبون أقدارهم ..
هذا ماتمتمت به لنفسي حينما فرغت من قراءة رسالتك الأخيرة بابتسامة ذاهلة ..
ليس بوسعك التنصُّل مما مضى .. بل ليس بوسعي وأن خزني كبريائي آخر السطر ... أن أقول على الآه العتب ..!
قالت لي جارتنا التي حدثتك عنها ذات شعر .. وقد أتيتها في يدي نشوة شعرية على شكل حروف لها وقد كنت ابن الرابعة عشر الذي يلعب معها لعبة الزوج العائد من سفرياته المتكررة ..:
( دعك من هذه لن تكون لي يوما ستكون لامرأة بحجم السماء والأرض وبملوحة البحر وصفاء الليالي المقمرة ..
ضعها هناك وهيا لنمارس لعبنا الجميل ..! )

يومها غضبت منها وقاطعت اللعب معها أيامًا كنت فيها أقبّل تلك الورقة عوضا عن شفاتها التي يقبلها زوجها بشفتي كلما عاد من سفره الدائم ..!
ولهذا ابتسمت تلك الابتسامة الذاهلة عندما فرغت من قراءة رسالتك الأخيرة .. في الوقت الذي كنتُ أمسك بورقة صغيرة على شكل قصيدة أولى في كتاب جديد ..!
لا أنكر ولا أزعم أنك كنت وستكونين تلك المرأة التي تخلصت بها جارتنا من قبول خربشاتي الطفولية وأن الأرض التي أقطف منها قصائدي هي ما تومئين إليها ..
ولهذا ربما يقتادني الحزن إلى وطن الغرباء وملاهي القصائد بحثًا عن امرأة تتعطَّر بقصيدتي قبل خروجها لساحة العرض ..!
مثلي لايكون بلا امرأة تنفخ في طفله روح القصيدة فيستوي بشرا يهذي في المهد ، ويهوِّم في المدارات فإن لم تكن أنت أجزم أنها ستكون أنتِ ..
لكنني لن أهديك حينها الهذيان الجديد ولا المدارات ولن أعترف لها بخيانتي لقصيدتها .. فالشعراء لايكتبون أقدارهم ..!

دمتِ كما تشائين أنتِ
لا كما يشاء لك الشعر ..!




التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi




اخر تعديل كان بواسطة » إبراهيم الوافي في يوم » 07-09-2005 عند الساعة » 22:18.
إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس