مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 05-09-2005, 16:52   #1
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

أوراق على الهامش..

.
.
تعرفين ..
تضاءلت متع الحياة لدي..
أمسى أقصى ما يسعدني أن أضع رقعة الشطرنج بيني وبين من أحب..
ثم أطيل اللعب والتأمل لا للتفكير لكن لأطيل الجلوس معه..
ثم أنتظر حتى يعلن انتصاره.. ويفرح.
فأبتسم بسعادة بالغة..
لأنه فرح.
.
.
قلت لي: أحب أن تلفظ اسمي مجردا دائما..
منك، اسمي كأنه موسيقى، كأنه حلم فاتن، كأنه معراج إلى سماوات.
أجبتك يومها متصنعا التجهم كالعادة: هذا غرور مغلف بمجاملة.

بعدها لفظت اسمك ولمرات كثيرة.. لكن وحدي.
لم أشعر بالموسيقى ولا الحلم ولا المعراج..
ليس إلا نشوة الذهول الشديد.
.
.
قرأته..
واستعدته مرات..
وأعلم أني سأستعيده لاحقا حين تتلاعب بي العواطف والأفكار..
لكن: لا تعليق..
أحيانا يستغرقني العجز..
حين أقرأ لكِ تكثر هذه الـ(احيانا)ت.
.
.
عدتُ..
ومنك ابتسامة..
وحامل المصحف الذي أهديته لي..
وقراءات طلبت مني أن استمع إليها قبيل النوم كي تحفني الملائكة..

كيف علمتِ..
أن لا شاغل عنك إلا الله..؟!!
.
.
بهدوء أعدت ترتيب أوراقي..
أبحث عن شيء اقرأه بين دعاوى التفكير والمنفعة..
هل تؤمنين بالتقمص ؟!!
لعلك كنتِ بي حين التاعـتـني اللحظة وراودني الفتون:
" الصمت في حرم الجمال.. جمال".
.
.
لا يغرنك الغياب..
أنت شاهد.

عوني عند الشهادة على الغيب..
ورفيقي عند الغيب مع الشهادة.
.
.
اليوم سابقتني إليك أذني وعيني..
أسمع ولا أبالي بالمعنى..
مشغول بالصوت عنه ..
وأرى ولا أبالي بالابعاد..
مسحور بالحضور فيه.
.
.
لأكن حلما..
لأكن أملا..
بل إن شئت لي فلأكن وهما.

لكن في حلمك وفي أملك..
ليرتق بك الجمال معي..
ولتضحك لك الأقدار فأردد معها:
فزت ورب الكعبة..
وأنتِ أنتِ.
.
.
أنا..
" بعض من فتن الله بكم فيمن فتن "..
ومثلما سماحة المفتي مسؤول عن آخرة السلطان تنحصر مسؤوليتي في دنياكِ..

باختصار:
مهمتي في هذه الحياة أن أجعلكِ أكثر سعادة.
.
.
ياله من مساء..
مطرزا بغيبتك.

ياله من صباح..
مشمولا بطلتك.

يالها من حياة..
منكِ وإليكِ..
نور على نور.
.
.
لو تعلمينْ..

كيف يضنيني الغياب..
وكيف يشقيني البقاء بين الناس والأمل على أمنيةٍ ورجاء..
وكيف أصابرُ وأكابرُ وأحيل أمري إلى أقدار الله فينا وبيننا.

إذا..
إذا..
إذا..

لرفعتِ التلفون وقلت لي فورا: أحبكْ..
.
.
تطلبين أن احدثك اكثر عن هيدجر وسارتر وعبدالرحمن بدوي..!!

لا ..
لن احدثك عن هؤلاء المعقدين..
مش وقته.

هذه المرة حضرت بصفتي حبيب لا كتاب..
.
.
الله..
كيف تنبض فيّ :
إذ سمعتك ورأيتك.

الله..
يا لحظات الذهول:
إذ أنا مشغول بك عنك.

الله،
يا واهب الكون والناس..
إذ أنت لي وإلي.
.
.
إني جعلتك في الفؤاد محدثـي=وأبحت جسمي من أراد جلوسي
فالجسم مني للجليس مؤانـس=وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسـي

لو رأيتني البارحة..
خرجت لمقابلة مجموعة من أصحابي المثقفين..
وكنت كما توصيني دائما: في كامل لياقتي، لبسا وعطرا وسمتا ووقارا..
وعلى رأيك (لازم أكون احسن واحد).

المهم، لن أطيل عليك..
ركبت سيارتي..
وتحركت إلى حيث كانوا ينتظروني مدفوعا بكلماتك عن الخروج من التقوقع، وأهمية الجلوس مع الناس والحوار معهم، والمشاركة في بناء المجتمع، وأشياء أخرى قلتها لي.

لكن كالعادة انتابتني لوعة غيابك..
وتمنيت لو كان طريقي إليكِ لا إليهم.

والله..
لعنتهم ولعنت الثقافة معهم..
ولولاك لرجعت إليكِ..
لا شيء يغني عنك..
أنتِ.. أنتِ.
.
.
" وما ملامحي إلا وشاية بعشقي لك، فما حاجتي للحديث عنك وكل مابي ينطق بك"..

حين قلتِها لي..
سكت شهريار عن الكلام المباح وأيضا غير المباح..
كسرت شهرزاد سيف الحاحه..
فليصمت كل شيء،
ولينطق كل شيء.
.
.
ليَ وحشه !!
طيب..

لكن لتسعني ابتسامتك..
ولتكن روحك كما هي دوما:
الانقى والأجمل..
وليتحول إحساسك بي إبداعا مختلفا،
وأنت بلا شك.. قادرة بلا حدود.

وتسأليني عن فلسفتي في الجمال لتكوني لي دوما كما أُحِب..

لا تشغلي نفسك بها، ولكنني أعلم أنه حين يحب رجل إمرأة أقل ثقة بجمالها فإنه يجعلها:
أجمل وأجمل وأجمل..
فكيف حين تكون مثلك: الأكثر جمالا وبهاء وفتنة وقدرة ؟
تخيلي كيف تكون حينذاك في حسه وعقله وشعوره.

يا عزيزتي: معك لا احتاج إلى فلسفة للجمال..
أنت فلسفتي للحياة كلها..
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس