الموضوع: العصافير..
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 04-09-2005, 15:20   #1
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

العصافير..

.

في زاوية ركنية من المطبخ يقبع قفص صغير بداخله عصفوران صغيران من عصافير الزينة الملونة، الاب يستعجل الجميع لركوب السيارة، تقف فاطمه (ذات الستة اعوام) امام العصافير وعلى وجهها علامات الضيق والتأثر.

- بابا: عصافيري!!
- ما بهم؟!!
- كيف ندعهم ونسافر؟!!
- لا تخافي، سنضع لهم كفايتهم من الأكل والماء حتى نعود.
- لكن ألا يمكن أن نتأخر؟ لم لا نضعهم عند بعض الجيران؟
- لا، لن نتأخر إن شاء الله، كما لا يجب أن نشغل الناس بأشيائنا الخاصة.
- لكنها عصافيري، أخاف عليها.
- لن تموت عصافيرك، وستعودين إليها، لا داعي للخوف، هيا إلى السيارة.

.
.
.

- بابا، مات العصفور الازرق.
- لا بأس يا عزيزتي سأشتري لك عصفورا غيره.
- لكن عصفوري الأزرق الذي مات يختلف، مات جائعا.
- لا داعي للحزن سأشتري لك غيره، السوق ملآن بالعصافير الزرقاء والحمراء والخضراء.
- متى ستشتري لي عصفورا ازرق؟ أريده الآن.
– اسمعي فاطمه، وصلنا الان، ونحن متعبين، والسوق مقفل، انتظري إلى الغد، وسأشتري لك اجمل العصافير.
– لكن عصفوري الأخضر سيموت هو الآخر.
– لماذا؟!!!
- بالتأكيد سيموت من الوحدة، كيف يمكن ان يعيش بدون زوجته؟
- وما أدراك أنها زوجته؟!!
- لأنهما كانا دائما مع بعضهما، صدقني بابا سيموت إن لم تحضر له زوجته؟
- لن يموت، لا تخافي، وغدا ستكون زوجته عنده.
- بل سيموت مثلما ماتت زوجته، سيموت..
- خلاص..نامي أنت معاه...

.
.
- حياتي، يبدو أن ابنتك نامت في الصالة وعينيها على عصفورها الباقي، ليتك تحملها إلى غرفتها.
- حاضر، لا تقلقي أنت ايضا، سيكون لها عصفورها الأزرق غدا، وسنشارك جميعا في مراسيم الزفاف.
.
.
.
في الصباح لم يكن القفص في مكانه،
ولم تكن فاطمة على سريرها.

كان القفص وفاطمة والعصفور معا،
كانت نائمة في الصالة، وقد احتضنت القفص بذراعها الصغيرة،
وبدى العصفور سعيدا، كان فرحا بزوجته،
ما شعر بالوحدة.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس