الموضوع: دعوة..
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 04-09-2005, 11:00   #5
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : دعوة..

.
.
كتب: سبنسر..

- مدخل: يجب أن أُلمح إلى أنَّ هذهِ الجلسة كانت مخصصّة لتقديم أوراق قراءة لمجموعة القاص: العباس معافا "أوشكُ أن أعود", ومن ثمّ حفل توقيع وإهداء المجموعة من قِبل معافا, ولكن, لظروفٍ خارجة عن إرادة القاصّ, وعن إرادتنا, وبالضبط: سنلقي باللوم على "الخطوط الجوّية العربيّة السعودية", حيثُ لم يتمكّن القاصّ من إيجاد رحلة إلى الرياض, طوال اليوم, وتمّ الاتفاق على أن تؤجّل الفعاليات التي كانت سُتجرى إلى يوم السبت القادم, وأن يتغيّر مخطط هذهِ الجلسة إلى نقاشٍ مفتوحٍ في قضايا متنوّعة لا تخرج عن نطاق الهمّ السردي والثقافي, نتمنّى أن يتمكن قاصّنا الجميل من تشريفِ النادي وتشريفنا جميعاً بحضورهِ السبتَ القادم.
- حضر الجلسة مجموعة من القاصّين والمثقفين والأدباء, وصل عددهم إلى ستة عشر فرداً:

1- الأستاذ: محمّد القشعمي.
2- الأستاذ: ابراهيم الحميدان.
3- د. محمد الدغيشم.
4- محمد القرعاوي.
5- عادل الحوشان.
6- عبدالواحد الأنصاري.
7- مشعل العبدلي.
8- الشاعر: موسى آل ربح.
9- عبدالواحد اليحيائي.
10- سعيد الأحمد.
11- عضوان الأحمري.
12- عبدالهادي سعد.
13- يزيد السديري.
14- المصور الفيتوغرافي: خالد العتيق.
15- منصور العتيق.
16- خالد الصامطي.

- افتتح الجلسة, سكرتير الجماعة القاص سعيد الأحمد, وكانَ الطرحُ مباشراً من قِبل عضوان الأحمري لقضيّةٍ أخذت وقتاً كبيراً من النقاش, وهي مسألة؛ من هو الناقد! وهل يجوز أن تُحاكم النصوص الأدبيّة الإبداعيّة من الناحية الفكرية أو الاجتماعيّة أو الدينيّة! أم النقد ومحاكمة النصوص يقتصر على الناحية الأدبيّة فقط!!

- تطرّق اليحيائي إلى الرواية التي تكونُ من الغلاف إلى الغلاف شكلاً آخراً من أشكال المجلاّت الخلاعيّة, ولكن بالحروف, وتطوّر النقاش, وعن أحقيّة الأب مثلاً في أن يصرّح بمنع مثل هذهِ الروايات أن تصل إلى أهلِ بيته, وافقهُ الحوشان وسرعان ما أضاف: ولكن لا يحقُّ لهُ أن يُحاكم الكاتب نفسهُ, ويحرّض عليهِ الجمهور أو السلطة! عقّب أحدهم -ربما أنا- وقال أنهُ قرأ إحدى عشرَ دقيقة لباولو كويهلو مؤخراً, وهي كما يعتقد من الروايات التي يقصدها اليحيائي, ولكن أبداً لن يكون مستوى ردّة فعل القرّاء لهذهِ الرواية متساوياً, بالنسبةِ له كما يقول, استفاد منها كثيراً كثقافةٍ جنسيّة, وأيضاً لم يُنكر أنّ يكون هناكَ من يقرأها -ربما- ويمارس –مثلاً- العادة السرّية حتّى لو مرّةً بعد كلّ عشر صفحات منها!! ومع هذا ليسَ لنا الحقّ أبداً في أن نسيء إلى كاتبها, ابتسامات ترتّبت, وأضاف سعيد الأحمد أنها رواية جميلة وبها طرحَ باولو الجنس بطريقةٍ راقية, ليسَ كممارسة, بل كفلسفة وتوضيح لما هو غير معروف عند الكثير.

- استمرّ النقاشُ ساخناً, بتداخلاتٍ من قبلِ الجميع, تشعّبَ الحديث, قال منصور العتيق, أن انطباعاتنا وأحكامنا عندما نقرأ كاتباً أجنبيّاً تختلفُ حتماً عندما نقرأ كاتباً عربياً أو سعودياً بالتحديد, وقال أن الكثير حينها يتحوّل إلى صاحب سلطة, ويحاكم النصّ من كلّ النواحي, ولكن بمجرّد أن يكونَ الكاتبُ أجنبياً, أو عربياً ذو صيتٍ كبير فانطباعُ القارئ لا يتجاوزُ ذاته, سأل اليحيائي عمّا إذا كانَ هناك فرق بين الانطباع الذي ينعكس لدى القارئ لنجيب محفوظ ما قبل نوبل ونجيب بعد نوبل, ليس من الناحية الاسلوبيّة في كتاباته, من ناحية تغيّر صورة الكاتب في وعي القارئ لنجيب في الفترتين, والجميع أقرّ بأنّ الفرق كبير.

- تمّ الحديثُ في ذاتِ الموضوع, وتكلم الدكتور الدغيشم, عن أننا يجب ألاّ نُغيّب التأثير الذي يخلّفهُ الفنّ في المجتمع, سواء التأثير السلبي أو الإيجابي, واستشهدَ بانتحارِ أحدهم في أمريكا مؤخراً بسببِ سماعهِ لـ أغنية, فهل يكونُ الفنان والمبدع هُنا مُجرماً!! ثم تساءل, في مجتمعنا عندما يسمع بعضهم –دونَ أن يقرأ- أنَّ روايةً ما تجاوزتَ محذوراً سواء إجتماعي أو ديني, ثمّ صرّح بفسقِ أو بكفرِ الكاتب, أضافَ أحدهم "قد تصل إلى إهدار الدّم!" أكمل الدكتور: من المسؤولُ هنا عن العبثيّة والارتباك والخوف والضرر الذي سيلحق بالكاتب وحياته, وربما أسرته!! وطال الحديثُ عن تأثير كلّ الاطروحات بمختلف انتماءاتها الآيدلوجيّة, سواء الدينيّة التي تُكفّر وتدعو إلى الانتحار مثلاً, أو المتحررة التي تدعو مثلاً إلى الجنس, وعلى ذلك عقّب سعيد, بأنّ بعض النصوص الجنسية مثلاً أقرأها أنا فأراها وعظيّة, ومُحذّره, ويقرأها غيري ويراها تدعو إلى الجنس, واستشهد بنصّ اليحيائي: "التزام", انتهى الحديث في هذهِ النقطة, بمن قال أنَّ الفنان ليسَ لهُ قيود, لأنَّ عالمهُ يخلقهُ من خيال, وهو لن يكونَ فناناً إذا ما تمّ تقييده, وقال الأنصاري, الآية: "والشعراء يتبعهم الغاوون, ألم ترَ أنهم في كلِّ وادٍ يهيمون, وأنهم يقولونَ مالا يفعلون." إذن ليسَ شرطاً أن يكونَ قولُ الأديبِ فعلاً يرتكبه! ثمّ أننا أيضاً لا نُحاكم على أحلامنا حتّى لو ارتكبنا بها أبشع الجرائم! ومادامت الأحلامُ خيالاً يُحكى ولم يُرتكب, إذن لماذا يُحاكم الخيالُ الآخر الذي أيضاً يُحكى وليسَ بالضرورةِ أن يكونَ مُرتَكباً! تداخل في هذه النقطة, كلّ من الأحمد والحميدان والأحمري والقرعاوي واليحيائي والعبدلي و منصور والصامطي وعبدالهادي وخالد العتيق و الحوشان, الجميع كانَ متفاعلاً هنا, وتعددت الآراء.

- انتقل الحديث عن كيفيّة تطوير الثقافة منذُ الصغر, عند الأطفال, وزرع حب القراءة والاطلاع لديهم, وتمّ الاستشهاد بنماذج حدثت في مؤسسات خاصّة, مثل أرامكو, وكيفَ أنّ المسابقات الثقافية والتحفيز الذي يُتّبع هُناك أثمرت جيلاً جديداً من الكتّاب والفنانين التشكيلين الذين يقيمون الآن معارضاً خاصةً بهم, بعد أن كانت بدايتهم أطفالاً بمشاركاتٍ عُرضت وعلّقت في الإدارات والاسكان و أغلب القطاعات التابعة لأرامكو, مما كانَ لهُ أثر في تحفيز وتنمية الرغبة لدى الطفل في بذل المزيد.

- بعد هذا تخصص الحديث أكثر وانحسرَ في "أدب الطفل" ونوعية المادة الأدبيّة التي تُقدّم للطفل, كيف تكون!! وطال الحديثُ عن مدى صعوبتها! وكيفَ أنها ستؤثر سلباً إذا ما كانَ الكاتبُ غيرَ متخصصٍ وخبيرٍ في هذا المجال, وعبّر سعيد عن أهميّة هذا الأدب, وعن وجوب تنميته, وركّز على صعوبته.

- انتقلَ الاحمد إلى فرعٍ آخر في نفسِ الموضوع عندما استشهد بأن في الدول الأوروبيّة يكونُ المعلّم الأعلى درجةً والأكثر خبرةً والأكثرُ شهادات, يكونُ معلماً للأطفال, وكلما قلّ مستوى المعلّم كلمّا أصبحَ في مراحل دراسيّة متقدّمة حيثُ يكونُ فِكر الطالبِ فيها ناضجاً وحكيماً, أو على الأقل يكونُ قد تجاوز مرحلة الطفولة التي تتشكّل فيها بداية التوجّهات والآراء وشخصية الفرد بكلّ سهولة. ثم قال أنّ ذلك بعكسِ ماهو متّبعٌ لدينا, فكثيرٌ من مدرّسي الإبتدائيّة, هم من تخصصات غير مطلوبة في القطاعات الأخرى, مثل خريجي الزراعة, وغيرها من التخصصات البعيدة عن التعليم, وهم للأسف من يشكّل عقليات الأجيال, دونَ خبرةٍ ودونَ أن يكونَ لهُ أيّ علاقةٍ بكيفيّة تعليم الطفل, لقد كانت عملية التوظيف في المدارس الإبتدائية -التي فيها تكون المراحل الأولى من عمر الطفل- كحلِ لمشكلة البطالة للأسف!, ومن جهةٍ أخرى هذا الحل كان السبب الثاني في خلقِ أجيالٍ لا تقرأ, أما السبب الأول هو المناهج التي تقيّد عقل الطفل ولا ترتقي به.

- أخيراً انفضّت الجلسة, وطبعاً ثمةُ كلامٍ كثير قيل, وثمة مداخلاتٍ أكثر, ولكن هذا ما استطعتُ تذكّرهُ وكتابتهُ الآن, وأتمنى ممن لديه إضافة لم أوردها أن يلحقها بالموضوع وطبعاً سيكونُ هناك الكثير مما تجاوزته, وليعذرني الجميع إذا ما تقوّلتُ على ألسنتهم شيئاً لم يقولوه, أو نسيتُ شيئاً قالوه, لأنني لم أكتب شيئاً أثناء الحديث, بل أكتبُ الآن مباشرة من الذاكرة, لأنني هناك أثناء الحوار, لم أكن أدوّن, بل أشخبطُ على ورقةٍ أمامي وأنا أستمع, كلّ ما خرجتُ بهِ في تلك الورقة, كانَ أسماء الحضور, ونصفُ وجهٍ لشخصٍ آتٍ من مكانٍ أجهله, ربما اللاوعي!

- خلف الكواليس, خرجَ ثمانيّة من الحضور, وانزووا في أحدى مطاعم الرياض, وهناك احتفلوا بمغادرة القاصّ "مشعل العبدلي – رادف" المستشفى بالسلامة, وتكفّل يزيد السديري بالعشاء وبرسم ابتساماتٍ استحالت ضحكاً, ودار نقاشٌ ساخن بين عضوان والأنصاري و تخللتها مداخلات من قبل الجميع وعلى رأسهم عبدالهادي, ثم نقاشٌ هادئ بين الأنصاري والعبدلي, وفي الشق الآخر من الطاولة جلستُ ومنصور وخالد العتيق ويزيد, في نهايةِ العشاء, نتحدث, نصمت, نضحك, "نحشّ", ثم لا أعرفُ كيفَ حدثَ ذلك, لم أحدد بالضبط, كلّ الذي أعرفهُ أنهُ فجأة ودونَ سابقِ إنذار, أو بسابقِ إنذارٍ سريع: تفرقنا .

الشكر, لكلّ من حضر, ونتمنى أن يستمرّ الحضور بهذهِ الفعاليّة, وأن يزدادَ في كلّ مرة, وهناكَ شكرٌ آخر, بلونٍ وطعمٍ مميّز, للجميل الذي تكبّد عناء المجيء والتصوير والمشاركة والتفاعل, الصديق الراقي:
المصوّر الفيتوغرافي خالد العتيق ، جميع الصور قام العتيق برفعها.

تحياتي للجميع.
.
.

.

.
.

.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس