مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 29-08-2005, 11:11   #6
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : أزمة الشعر المعاصر ..!

.
.
هو كذلك..
هناك أزمة شعر معاصر..
هل هي (قصيدة النثر) من فعل هذا كله..
أي أنها اتجهت إلى التكثيف والصورة واستجاشة ملكة التخيل عند المتلقي، هذا في المضمون..
ثم لا غنى لها بعد ذلك عن سلامة الشكل من العيوب والعوائق.

وهنا أركان ثلاثة:
هنا مبدع يعمد إلى التكثيف وخلق الصورة واستجاشة الخيال عبر هذه الصورة..
وهنا نص قد يطول وقد يقصر، لكنه مشدود بالصحة في مبناه، والقدرة على النفاذ في معناه..
وهنا متلقي عليه أن يفهم هذا كله، وأيضا عليه أن يتذوقه..
وإن اختل أحد هذه الأركان اختلت الصورة كلها.

لكن لم التكثيف؟
الواقع أن العملية ليست كلها إيجابية..

أحيانا يكثف الشاعر لأنه لا يعرف كيف يصرح، بمعنى أن معناه أقوى من لغته..
وأحيانا لأنه يعتقد أن من مصلحة النص أن يترك مساحة يهيم فيها خيال القارئ أو المتلقي..
وأحيانا لأنه لا يفهم نفسه ثم يترجم هذه النفس غير المفهومة لمن يرتجي عنده الفهم..
وأحيانا الرغبة في اختزال الكثير الجم في الحرف القليل حتى يتكسر الحرف.

والخيال منه صحيح وسقيم..
هو صحيح إن جاور حدود المجاز العقلي، فللشمس أن تشرب، وللشيطان أن يوزع الصدقات..
وهو سقيم إن تحول الباطن إلى هلوسات،
وتحول اصطخاب العقل إلى تمتمات المجانين..
هو تجديد إن أوصل إلى خيال جديد بصورة جديدة أو متجددة..
وهو غثاء يضاف إلى غثاء إن تحول إلى عبارات لا يعرفها العارف بالقرآن والعربية وكلام الفصحاء من الناس..

أما القارئ فلا حجة له على الغموض إن كانت المشكلة في أنه لا يفهم أو لا يعرف..
ولنا في كلمات أبي تمام الشهيرة عبرة حين قال: ولم لا تفهمون ما يُقال، حين سألوه: لم تقول ما لا يُفهم؟

والمبالغة في التكثيف من خطل الشعر الحديث ..
لأنه كما يصح أن نقول أن الشعر الحديث لا يسلم نفسه طوعا لقياد متلقيه بلا حد أدنى من التفكير..
يصح لنا أن نقول أيضا أن القارئ الحديث لا كثير وقت لديه لفك طلاسم شاعر يزعم أنه أتى بكلام جديد..

حين سألوا نجيب محفوظ: لم لا تغير اسلوبك الكتابي القائم على الحارة وصراعاتها وجمالاتها؟
قال: ولم أغيره؟!!
لِمَ أغير الطريق الذي أوصلني إلى نوبل؟!!

لنتساءل..
ما الذي كنا سنستفيده لو تحول الجواهري إلى كتابة الشعر الحر ؟
وما الذي سيقوله لنزار لو تحول إلى ممارسة طلاسم الحداثة ؟
أعتقد أننا سنخسر الشعر الحر والحداثة ولن نكسب الجواهري ونزار.

التغيير مطلوب..
اليست المغايرة تخلق الجدة كما يقولون..
لكن المغايرة مطلوبة بنظام..
وعلى التجديد أن لا يكون تخريبا..
وعلى الشاعر أن يبقى كما هو:
شاعر.. لا متحدث في بار، ولا متكلم في محاضرة، ولا مغنية في حمام.
التجديد لا يعني الغاء الأدوات تماما..
بل هو يعني استحضار ادوات جديدة..
والتفكير بعقل آخر..
ثم قد يطول الأمر وقد يقصر حتى نحصل على متلق مختلف.

التفرقة بين النظام والفوضى..
وبين التجديد والتخريب..
وبين الإبداع والإلغاء..
تلك بعض مهام المجددين قبل أن تكون من عمل العابثين.
.
.الحقيقة..
وعلى العموم..
فإنه لا خلاف بين الشعري والديني..
لأنه لا خلاف بين اللغوي والأخلاقي.

أحيانا يتحدث الشعري عن الحرية كمطلق..
ويتحدث الأخلاقي عن الحرية كمقيد.

الشاعر كأي مبدع يرفض القيد على عقله وقلبه وقلمه..
والأخلاقي يتحدث عن حرية لا تؤذي حرية الآخر في عقله وقلبه وقلمه أيضا.

يقول المبدع: أنا حر، لأفعل ما أشاء..
ويقول الاخلاقي: أنت حر، لكن لتفعل ما يجيزه لك القانون.

استعان الدين بالشعر كمنبر دعوة..
واستعان الشعر بالدين كرافد فكر.

لكن الشعراء العظام لم يكونوا أخلاقيين..
والأخلاقيين العظام لم يكونوا شعراء.

ليس من سمات الشاعر الكبير أن يكون مصلحا..
وآخر ما يرجى من المصلح أن يكون شاعرا.

لا أكرهك ..
لكن لا أحبك..
تلك هي باختصار علاقة الشعر بالدين.
.
.الأساليب تتعايش..
ويخطئ الناقد خطأه الكبير حين يفترض أنها (تتلاغى)..

الأسلوب الجديد لا يلغي الأسلوب القديم..
وهو أيضا لا يستطيع أن ينفيه.

التجديد بمعنى الغاء القديم السابق استبداد آخر..
وحكر على الحرية لا مبرر له، وإن فسرته عقلية الإقصاء.

هل كان بدر شاكر السياب وأمل دنقل وصلاح عبدالصبور.. موالين للسلطة أو الحاكم الثقافي والسياسي ؟!!
وهل وقف أحد من انصار قصيدة النثر كبول شاول أو توفيق صايغ كما وقف السياب معارضا الشيوعية حتى كلفه ذلك صحته وغربته لاحقا، هل ناصر أحد من هؤلاء المشروع القومي وعارض (الهرولة) وراء اسرائيل كما فعل أمل دنقل؟!!

وهل يستطيع أنصار الشعر الجديد أن يأتوا بوزن لا علاقة للفراهيدي به ؟!!
الوزن موسيقى..
وحين نتحدث عن تطور في الموسيقى فنحن نتحدث عن تغير في الأدوات والأذواق لا البنية الموسيقية نفسها..
البالية رقص قائم على الايقاع الموسيقي..
وكذا (العرضة) في نجد والخليج..
الفارق هو في طريقة الإيقاع وسرعته واسلوبه وأدواته دون أن ننفي الموسيقى..
ولن يقبل أحد المقارنة بين البالية والعرضة والمشي ذهابا إلى الحمام..
فرق بين الرقص والمشي..
وفرق بين الموسيقى والسكون.

المشكلة مع بعض المجددين أنهم يفترضون أن التجديد الغاء للتجارب السابقة..
وهو كما قلت سابقا: استبداد آخر، وكبت للحرية لا معنى له..
هو قيد على الفنون وإن بدى في صورة التحرر من الوزن والقافية.
.
.
ومصطلح الشعر الجديد (مطاطي)..
هو يشمل (جديد)ات مختلفة:

هناك الجديد في زمنه..
وهناك الجديد في شكله..
وهناك الجديد في صوره وأخيلته وموسيقاه..
وهناك الجديد لمخالفته.
لكن السؤال هو في تعليل هذا الجميل والممتع والـ(يدوّخ) والـ(يسطل)..
يعني ما الذي يجعل نصا ما يخلق في أنفسنا هذا كله..
ونص آخر نترحم على أوقاتنا معه ؟!!

" الحداثة مثل الحقل المغناطيسي..
نشعر بقوة جاذبيته..
ولكن يجب أن نحذر !
لأنه باقترابنا الكبير يمكننا أن نتعرض للأحتراق. "
واسيني الأعرج - حارسة الظلال



" الشعر عصفور رقيق وديع، إن شددت عليه قبضتك الدراسية أزهقت روحه، وحولته إلى جثة لا يغنيك تشريحها في معرفة رشاقتها وهي ترف حولك، علينا إذن أن نمسك هذا العصفور بحنو شديد، أن نسمح له بالتفلت من أصابعنا، وإن كان لنا أن نحبسه في منهج فليكن قفصا واسعا يتركه يتنفس ويتحرك. "
د. صلاح فضل عن الشاعر والناقد الاسباني داماسو ألونسو - أساليب الشعرية المعاصرة


الحداثة المطلقة تخريب..
والأسلوبية الجامدة موت..
وبين التخريب والجمود لا بد من وسطية..
ولا وسطية هنا إلا التجريب بعد التجريب.

التجريب يبدأ فوضى ..
ثم يؤطِرُ قواعده ذاتيا..
حتى ليحتاج لخروج جديد على التجربة الأولى..
دائما في القلب بذره الإنقلاب..
وفي الجسد بذرة الحياة وسر الموت..
وهكذا تتطور الأشياء والأفكار والأشخاص..
والفن ليس بمعزل عن هذا كله.

كتب برناردشو: القاعدة الذهبية هي أنه لا قاعده..
وهو قول يصح في البدايات، ولم يقبله برناردشو في النهايات..
بمعنى:
أن الفن نظام ومصطلحات..
حين نختار اللعب على القواعد وتجاوزها قد يبقى الفن..
لكن يجب أن يتغير المصطلح..
وعلى قدر الخروج بالتجريب تكون صلة الفن الجديد بذاك القديم..
هل هو فرع منه..
أو هو شيء مختلف عنه لكن من مدرسته..
أو هو شيء مختلف تماما..
هل هو شعر..
أو اسلوب شعري..
أو نثر ؟!!

هل هو رقص..
أو تثني بين الرقص والمشي..
أو هو مشي خالص ؟!!

نطلب من المبدع أن يبدع بوحي فنه بعيدا عن القواعد.. إن أحب..
لكننا نطلب من الناقد أن يفكر في القواعد حين يتحدث عن الفن حتى وإن لم يحب..
الفن حرية..
والناقد قيد يحول بين الحرية والفوضى..
وفي صراع المغايرة بين الأثنين يولد الفن الجديد.
.
. حتى في الشعر العمودي والتفعيلة..
لا تحتاج أن تكون عبقريا أو نبيا أو ثائرا أو صاحب قضية كونية لتكون شاعرا..

لكنك تحتاج أن تكون موهوبا..
وتحتاج أن تكون عارفا بأدواتك..

مالم تكن كذلك فلن تكون شاعرا..
لا بالشعر ولا بالنثر..
لا بالرقص ولا بالمشي..

العبقرية والثورة والقضية الكبرى عناصر تكمل للشاعر عظمته..
وهي مبررات الناس من حوله في جيله وبعد جيله لوضعه في القمة التي يستحقها بموهبته وقدراته وملكاته..
وهي أيضا صلته بالشاعر الآخر سواء أكان ذاك الآخر دونه أو فوقه في الشاعرية.

ليس مطلوبا من الشاعر أن يكون عبقريا..
لكن ليس مطلوبا منه أيضا أن لا يسعى ليكون كذلك.

من يريد أن يكون رساما فعليه أن يتعلم الرسم..
ومن يريد أن يتعلم الموسيقى فعليه أن يبدأ بالبحث عمن يعلمه العزف.

التعالي عن التعلم..
وتصور الشاعرية بلا موهبة..
واحتقار الشاعر الآخر لأنه أكثر موهبة وعبقرية..
لا تخلق شاعرا صغيرا.. فضلا عن الشاعر العظيم.

عظيم واحد في جيل..
أفضل للإنسانية من ألف شويعر همهم تشويه الآخرين لأنهم أحسوا الفشل وما أطاقوا الجهد والعمل..
" ودت الزانية لو كان كل الناس زناة"..
ويود بعض الفاشلين لو كان كل الناس مثله..
فلا يلومه أحد..
ثم لينتفخ كما شاء..
فالكل سواء.
.
الشعر شيء مختلف..
مختلف حتى ولو كتبناه نثرا .

العروض والقوافي…لا تخلق الشاعر…وإن خلقت النظّام.
والجمل والكلمات المطلقه من كل قيد…لا تخلق الشاعر وهي تخلق المتكلم.
والصور الشعرية والتكثيف والخيال…لا تخلق الشاعر وإن خلقت المُستلْهِم.

هناك معنى رديء في شكل رديء.
ومعنى جيد في شكل رديء.
ومعنى رديء في شكل جيد.
ومعنى جيد في شكل جيد…….وهذا هو ما نطمح إليه…
معنى جيد في شكل جيد…يقدمه الشاعر..ويقدمه الناثر فما الحكم إذن بين الاثنين؟!!!
قدم ادونيس نظريته الطينة الشعرية التي يكتبها ناثر…بعد أن قدم لنا قديما مع زملائه قصيدة النثر..ومازال المحافظون على عمود الشعر العربي يؤمنون به، ويؤكدون قابليته على استيعاب الحديث من المعاني والصور والخيالات دونما حاجة إلى الإعراض عن الخليل وتفعيلاته.. ومازال أيضا الوسطيون من الدعاة إلى الشعر الحر يؤمنون به كطريق يحفظ موسيقى الشعر مع حرية الشاعر في اختيار تفعيلاته والتنقل من بحر إلى بحر دون عائق من روي، أو عائق من خيال وصوره شعرية.

لكن دوما يثور السؤال القديم: ومن هو الشاعر، وما هو حد الشعر؟
سؤال قديم بقدم نقادنا الأوائل ابن شرشير، وابن طباطبا، وقدامه، والحاتمي وأضرابهم..إلى المعاصرين كأدونيس واحسان عباس، والعقاد، والقط وآخرين، والواقع انه سؤال تتطور الإجابة عليه بتطور الزمن، وبمقدار ما يطرأ على العقلية العربية من رقي في حسها وشعورها، والشعر في النهاية تعبير عن حس الإنسان وشعوره بطريقة موحية..تبدأ بإلهام الشاعر، وتنتهي بإلهام القارئ، حينا يستعين القارئ بذوقه وحين يستعين بناقد حصيف يتذوق له، فيرشده إلى مصادر الجمال في النص، ومكامن القبح فيه.

وأعتقد..أن النظرة المتطورة (أو متسارعة التطور) قد جنت علينا بعض الشيء حين فهمنا منها أن الجديد يلغى ما سبقه، وأن الحديث يبشر بفساد الماضي، وتلك جناية طالبي التحديث وليست جناية الحداثة في الفكر والشعور..فليقف الأعشى بجانب محمود درويش، كما وقف جرير بجانب أبى نواس، وليصطف الشعراء في عقولنا كما اصطفوا في مكتباتنا..جنبا إلى جنب، نتذوق هذا، ونسمع ذاك، ونشرب خمر هذا كما نأكل ثمرات ذاك.

ونحن الرابحون بلا شك..
نحن والجمال ..
في عقولنا وقلوبنا وأرواحنا.
.
. الشعر الجديد والغموض..

سأعود وأمارس حقي كقارئ أقرأ غالبا وفق مصطلح "أفق التوقع" لأسأل وهل القراءة بهذه الطريقة ... خطأ؟!!
وهل هناك قارئ يقرأ أبدا بذهن خال ودون أحكام مسبقة؟!!
واقعا: لا الطريقة خاطئة، ولا القارئ موجود..
وذلك لسبب بسيط هو أن الذهن (المليان) والطريقة (المتوقعة)، يقدمان معا تفسيرا للنص يحتاجه القارئ والكاتب، وهذه جزئية نافعة، إذن فما سبق ليس هو السبب الأهم لقلة احتفاء القارئ بالنص بل لعل هناك أسباب أخرى:

- القارئ لم يفهم النص لأن الكاتب اسرف في الغموض.
- القارئ لم يفهم النص لأن ثقافته أقل من النص الذي يطالعه.
- القارئ فهم النص لكن بطريقه لم يقصدها الكاتب فاعتقد الكاتب أن القارئ لم يفهم النص.
- القارئ فهم النص كما يريده كاتبه ولكنه لم يتفق مع الكاتب في مخرجات النص.
- لا القارئ ولا الكاتب فهما النص على طريقة من يكتب مالا يفهم، ومن يقنع نفسه أنه فهم وهو غير فاهم.

وما الذي يقلص أفق توقعات القارئ العربي المثقف إلى هذا الحد المفقر للقراءة؟

ضحالة ما يقدم له .. بلا شك..
ويكفي مقارنة ما تقدمه المطابع الغربية إلى ما تقدمه المطابع العربية..
ويكفي أن نقارن عدد النسخ المباعة لكاتب عربي كبير ومقروء إلى كاتب غربي ضئيل ومجهول..
ويكفي أن نراجع ما يقوم العرب بترجمته كل عام، ومضمون هذه الترجمات ومدى أصالتها..
وأخيرا لنسأل أي كاتب عربي: هل الكتابة وحدها تجعله في وفرة مادية لا يحتاج معها ما يرفد ثقافته فضلا عما يرفد أهل بيته؟

وأيضا لأنه لا يوجد لدينا كتاب متميزون فالمجتمعات المقموعة لا تنتج كتابا متميزون وبالتالي لا تنتج قراء متميزون، وبالتأكيد لا أقصد النفي التام، لكني أشير إلى نسبة المبدعين إلى عدد السكان في كل قطر عربي، وما توفره الدولة للرقي بالموهوبين في مختلف المجالات.

هل نحن في حالة تكرار ولا يوجد ماهو مغاير أو جديد أو مدهش؟

لنذهب إلى أي مكتبة عربية وفتش عن المطلوب بكثرة: هل هي كتب التراث أو المعاصرة؟
شخصيا حين بحثت وجدت أن كتب التراث تباع بكميات اكثر، وبأسعار أقل، وبطبعات فاخرة، أما الجديد فما زال متهما عندنا على أنه عالة على القديم عند من يفهمون، وغامض عند من لا يفهمون، ولا فائدة منه عند من يتابعون.

وحقا: هناك مغاير وجديد ومدهش..
لكنه ما زال غريبا.. وسيعود غريبا كما بدأ..
غربة تحفزنا نحن (أنا وأنت وهي وهو) على بعث الغريب واقتنائه وتشجيعه ونشره موضحين وشارحين وناقدين، بلا اجترار للماضي، ولا خضوع للمستقبل.

تلك هي قضية الشعر (المعاصر منه خصوصا) بين الشاعر والناقد والقارئ كما أراها..

شكرا أخي ابراهيم..
استفدت كثيرا من رؤيتك..
.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس