مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 29-08-2005, 00:08   #1
يعرُب
 

حتى .. حمارنا في القرية !!



.
.
.

مررت من هناك وقد وضعت العطب في أذني
خوفا من سماع شيء يدعو للغثيان
فالشعارات قد كثرت وباتت متزاحمة في الفضاء من كثرتها
و هناك زحمة في الطرقات من كثرة أصحابها ..
ما أجمل أن تدعو حولك مجموعة كي تلمع صورتك الحقيقية
وظلها ( العكس )... تجتهد أن يكون ظلها مشابهاً لها حتى تبدو حقيقتك مثل خيالك
أنت جيد ..ولكن الأمر الأكثر غرابة هو أن من حولك يحاولون جاهدين أن يكونوا
في ذلك الاطار الزائف...


وأخيراً تظهر لنا فتاة جميلة ..
تلمع ذلك الإطار وتخبرنا أنه مصنوع في باريس
وما كنت يوما أعلم أن باريس مشهورة في صنع الإطارات وليس لدي أدني فكرة عن مكان البلد
المتخصص في صنع الإطارات
سوى أن لدي خبرة في معرفة أين تصنع إطارات السيارات
أحياناً قد نضطر لوضع تلك الصورة داخل إطار سيارة تالف.. مرمي في مزابل البلدة

أشعر أني قد بدأت أجركم إلى حديث ليس ذا فائدة عظيمة مثل الفائدة التي قد تجدونها
في طرح صاحب الصورة .. التي أعتقد أنها داخل الإطار الثاني

لم أسمع ما يقول أو ما يحدث الناس به سوى أني عرفت من حركة شفتيه أنه يكرر كثيراً كلمة
عرفتها بعد تكرار مرير .. وهي الضمير

اقشعر بدني من كلمة الضمير لأني تذكرت نفسي وأنا أعاني من النحو أيام الدراسة
ولكوني كاره للضمائر وقتها ولا أعرف إلى أي ضمير أنتمي قررت أن لا استمع
للحديث عن الضمائر .. لأنها بدت لي في أولها معقدة... وفي آخرها تجلت للعيان أنها فاسدة
دائما تحاول أن تكون ذات صلة بالنزاهة والقيم .. ( وكلٌ يدّعي وصلاً بليلى ) ...



وما عرفت من النحو سوى الفاعل وكنت دائما أضع نفسي في مقام الفاعل وأتجنب المفعول
وحينما طلب مني مدرس اللغة العربية أن أضع كلمة الشجرة في جملة .. قلت .. ( خلعت الشجرة )
[ عيني عليك باردة ] هكذا خاطبني بنوع من السخرية ..
وحلف يمين ابن الفاعلة أن يراني وأنا أخلع الشجرة
سرنا إلى فناء المدرسة ومن حولي جميع الصفوف كي يروني وأنا أخلع الشجرة .. لعنة الله عليه

نعود إلى حديث صاحب الإطار ..
وحديث الضمائر التي أصبحت تفصل حسب المقاس ونأخذها متى نشاء ونتركها وقت الأزمات
حتى حمارنا في القرية كان يملك ضميراً حياً حينما يكون شبعانا وحينما يصيبه الجوع
يخلع رداء الضمير ويتحدث بلغة النهيق وهي السائدة هذه الأيام ..




يعرُب

التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس