مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 28-07-2005, 21:58   #1
صدق المشاعر
حُـلم طـفلة
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ صدق المشاعر
 

مذكرات زوجة بائسة

المذكرة الأولى :ذكريات مابين السماء والأرض
مابين السماء والأرض ... كنت مسترخية فإذا الذكريات تلاحقني ... شريط تلو آخر يمر في خاطري ... ماذا صنعت في دنياي ... لماذا فعلت كل ذلك ...أمن أجل نزوات ورغبات شيطانية ... خدعت نفسي ... وهاأنا ذا أجد نفسي في دوامة رهيبة... انقلب كياني كله ... مبادئ انهارت ... وقيم عليا تحطمت على صخرة الواقع... واقعي المؤلم ... الذي بت أسيرة له وهو يتلذذ بتقييدي أكثر وأكثر ... أفكر بالهرب ... الهرب بعيدا جدا... وحيدة أنا تائهة بين الدروب .. أفكر فيك أنت ولا أحد سواك .. يا من ملكت عقلي وقلبي وروحي .. في بعدك أنا لا شيء .. أنت الوحيد الذي تفهمني .. من كلمة .. نظرة .. أنت تدرك أني حزينة .. تحاول أن تدخل البهجة إلى حنايا روحي .. وأنا أستجيب لك .. أحاول أن أبتسم من أجلك أنت .. بالرغم من البعد .. الحزن .. أحاول أن أتظاهر أمامك بالسعادة لكي أسعد روحك الطاهرة .. أحاول نسيان كل شيء .. كل شيء ولكن كيف السبيل وكل شيء يفكرني بك ..أتذكر كلماتنا.. همساتنا .. حبنا .. يا لهف نفسي .. يا ليتني لم أبتعد عنك .. وأنت لم تبتعد عني .. فعندما التقينا من جديد .. تغير كل شيء .. لم أجد تفهمك .. كرهتك .. كل يوم يمر أجدني أبتعد .. أكثر وأكثر .. صدقني لم أعد أحس بتلك المشاعر التي كانت في يوم من الأيام هي الرابط بيننا .. الآن أدركت أننا لا يمكن أن نلتقي من جديد .. فأنت انسان لا تبالي سوى بنفسك ورغباتك .. هذا هو الذي أدركته مؤخراً حتى وإن ظللنا تحت سقف واحد فلن تجد سوى الصمت .. والحزن .. ومرارة السنين الضائعة ..
في الآونة الأخيرة أجدني تائهة بين مساحات الفكر المؤلم .. المتعب .. أتذكر كثيراً حبي الأول .. لقد كتب علينا الفراق ..كانت ظروفنا صعبة في تلك الأيام .. لم أكن أريد سوى أن نظل معا للأبد ولكن ها هي الأيام باعدت بيننا .. فكل منا سلك طريقا آخر وعاش حياة عكس التي كان يحلم بها .. عزائي الوحيد معرفتي أنك تعيش حياة سعيدة .. وهذا يجعل لتضحيتي معنى .. فقد حاولت كثيرا أن أجعلك تكرهني لأهون عليك ألم الفراق .. كم أتمنى لك دوما المزيد من السعادة فأنت تستحق الأفضل .. ما أصعب الذكريات عندما تتسارع في مخيلتي .. أعيش كل لحظة كما كانت .. وأنا بين السماء والأرض .. فالوداع .. الوداع يا كل الذكريات

المذكرة الثانية : أبداً لم تكن حلمي

أبداً لم تكن حلمي .. هذه الحقيقة التي حاولت مراراً أن أهرب منها .. وأوهم نفسي أنك حبي الأوحد الذي طالما تمنيته .. يا للأسف .. أضعت سنين عمري في وهم كبير اسمه الحب .. هذا هو فصل النهاية .. أنت إنسان لا تستحق حبي .. سأعيش معك ولكن ليس لأني أحبك .. ولكن لأنك الإنسان الذي قدر لي العيش معه .. سأعيش معك .. ولكن ليس كحبيبة .. فهذا عهد ولى وانتهى .. لقد استيقظت ولكن بعد فوات الأوان .. كم كنت واهمة .. فلا يوجد في قاموسك معنى الحب الحقيقي .. أنت كغيرك من الرجال الأنانيين .. الذين يبحثون عن رغباتهم وإذا لم يجدوها هنا تظهر حقيقة الحب الخادع في دواخلهم .. هنا ينكشف كل شيء .. يكشرون عن أنيابهم ليتبين الوحش القابع في ذواتهم .. لا مبالاة .. سأعاملك بالمثل .. سأكون بعيدة عنك بفكري .. وقلبي .. وخيالي .. لم تقدر حبي .. عاملتني بلا مبالاة .. بلا اعتبار لآرائي .. ورغباتي .. فعلاً لقد حطمت أشياء جميلة في داخلي .. أقسم أني لم أعد أحبك كما في الماضي .. لقد كنت واهمة في كل شيء .. فمثلك لا يعرف معنى الحب الحقيقي .. وأنا أخطأت منذ البداية .. فقد حاولت أن أعيش في حلم وردي صنعه خيالي مع الإنسان الخطأ .. وها أنا ذا أعاني .. وأعيش غربة الروح .. فعلاً أحس بالغربة .. حتى من أقرب الناس إلي .. مشكلتي الآن لمن ألجأ .. ولمن أشكي همي .. فلا أهل .. ولا صديقة .. ولا حبيب .. ولا زوج .. الكل بعيد .. بعيد عني .. فعلاً لا أدري .. أريد أن أتركك .. فكرت كثيراً أن أنهي قصتي معك .. ولكن أجدني حائرة كيف سأدبر أموري .. فلا أحتمل العيش مع أهلي .. كم أتمنى الهرب من كل شيء .. بعيدا عن كل الآلام .. آه .. ما أصعب أن أعيش معك من غير حب .. فعلا لا أطيق هذه الحياة المادية التي أنت أستاذ فيها .. كل شيء تحسبه .. كم أصبحت لا أطيق الأرقام .. والأوراق .. والحسابات .. فعلا أنت تختلف عني .. الحب عندك محسوب .. لا تعطي إلا بقدر ما تأخذ .. فعلا إنه حب الأرقام .. حب مشروط .. مؤلم .. كم أكره هذا الحب .. الذي لا اعتبار فيه للمشاعر والأحاسيس .. سأكون معك .. ولكني أكتب بصدق في هذه اللحظة .. أني اكتفيت من حبك .. لم أعد أريده .. لأنه ليس الحب الذي كنت أحلم به وأعيش من أجله .. ثق تماماً أنك مهما فعلت وستفعل لم يعد يهمني .. سأعيش غريبة عنك .. يتيمة .. وحيدة .. وأنا بين أهلي ومعك .. سأفكر في كل الأحلام الجميلة التي حطمتها أنت بلا مبالاتك ومشاعرك الرقمية .. سأحلم ولكن ليس معك .. بل مع خيالاتي .. بعيداً عنك .. وعن كل شيء .. فالوداع .. الوداع .. فأنت أبداً لم تكن حلمي ..

المذكرة الثالثة : أسيرة
أنظر إليك .. أشعر بالأسى .. والحزن .. أبداً لم أحسب حساب تلك اللحظة التي يتحطم فيها كل الحب .. لم أتوقع ذلك منك .. لماذا لم تتركني منذ البداية .. فأنا لا أناسبك .. أنت تريد انسانة بلا هوية .. بلا رأي .. وأبداً لم أكن أنا تلك الإنسانة .. ولن أكون .. لماذا لم تتركني في حال سبيلي .. أحلم بفارسي المنتظر .. لماذا جعلتني أعتقد أنك فارسي .. لأكتشف أنك سجاني .. لقد تعبت فعلاً .. لم أعد أستطيع الإستمرار في هذه اللعبة .. المليئة بالخداع والأوهام .. أنت انسان لا تلائم طبيعتي الجامحة .. المتمردة .. تريد أن تجعلني أسيرتك .. وأنا لا أرضى بالأسر أبداً .. فمثلي خلقت لتتنفس الحرية .. حرية الفكر .. والرأي .. والخيال الجامح .. ابحث عن انسانة أخرى ترضى أن تعيش في أسرك .. لو كنت رجلاً فعلا فاتركني لحال سبيلي .. اتركني أيها السجان .. لم أعد أريدك .. لم أعد أحبك .. أبداً لن أكون معك .. لقد تحطم الحب في داخلي .. وأنت السبب .. أشعر ببرود بل وجليد يلف حنايا روحي لن يذوب أبداً .. لقد أطفأت نار الحب المتوقدة بداخلي ببرودك ولا مبالاتك .. حتى أصبحت مثلك متبلدة الأحاسيس والمشاعر .. وانتهى عصر دفء الحب وبدأ عصر جديد .. إنه عصر جليد المشاعر .. وياله من عصر ..

خارج حدود الحلم ..
هذه مذكرات زوجة .. بائسة .. تخطها إلى زوجها بعد طول رحلة عناء .. وألم .. نهايته الندم .. إنسانة يائسة حائرة في زمن الجفاء.. وجليد المشاعر .. وبرود العاطفة .. تبحث عن دفء المحبة الضائع في حرائق البغضاء وتهافت المادة .. وضياع كل المشاعر .. كل المشاعر..

التوقيع:
حتى الأماكن ..
تجرحك/ لا صار فيها ذكرى قديمه ..
صدق المشاعر غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس