الموضوع: رائحة حب...
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 27-07-2005, 13:05   #1
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رائحة حب...

.
.
- صديقتي تعتقد أن بيننا (دايت)..
- (دايت) بيبسي..؟!!
- دايت بمعنى موعد غرامي، يعني ما تعرف؟!!
تشير إلى رائحة حب تملأنا في حضورك..
- للحب رائحة لا تبالي بالزمان والمكان.
- وما شأن الزمان والمكان؟ نحب على البعد والقرب، وأحيانا على الخيال والتذكر، وربما أحببنا شخوصا من الماضي أو المستقبل، صديقتي قضيتها مختلفة، هي تشعر (بسيما الحب) في وجوهنا وثيابنا وكلامنا، وهي تشم رائحته حيث كنا، تشعر به في ثيابنا، في (بلوزتي) وفي (غترتك).
- " حيث كنّا "، يعني مكان وزمان.. وفي المرة القادمة إن زارتكِ صديقتك سألبس قبعة..

وبالتأكيد لا نستطيع الخروج من سطوة الزمان والمكان..
الزمان بنسبيته بين الجلوس مع جميلة أو البقاء أمام مدفأة وحيدا في ليلة شديدة القر وخالية من المتعة..
والمكان أيضا بنسبيته بين البقاء في الأرض أو البحث عن الماء في المريخ..
وأيضا البعد الثالث، أي الأحداث المواكبة لحوادثنا الخاصة في رحلتنا عبر الزمان والمكان..
وتعلمين.. الأحداث غير الحوادث...

- (أوووووووه نوووووو) خلاص يا سيدي، عقدت القضية، الله يلعن صديقتي..
- ما فهمت..!!
- غرضي هو أن أسألك عن رائحة الحب ما هي؟ خل النسبية واينشتاين في حالهم الآن..
- آه فهمت، رائحة الحب.. رائحة الحب..
تعرفينها ماديا إن سألت عنها باتريك زوسكند في روايته العطر،
وتعرفينها معنويا حين تعملين عكس مصالحك الخاصة وأنت تعلمين كما يقول برناردشو.
- زوسكند، برناردشو، ما نسيت كبلنج؟!!
- أيوه، ذكرتيني، كبلنج تحدث عن الطرف الثالث في العلاقات الإنسانية القريبة جدا، أي من هو خارج إطار الزوجين (أو الحبيبين)، الرجل الثاني الذي تحبه الزوجة من حيث تشعر أو لا تشعر، أو المرأة الثانية التي يحبها الزوج من حيث يعلم أو لا يعلم، وتخيلي حين تكون العنصر (الخامس) لمن هو متزوج بأربع، ما علينا، لنعد إلى الطرف الثالث..

والطرف الثالث هذا قصته قصة، وهو ليس بالضرورة حبيب بالمعنى الجنسي للكلمة، فقد يكون الأب أو الأم على طريقة فرويد مع أوديب والكترا، أو الشاعر الشهير الذي تتناغم معه عواطف زوجة الرجل المشبع بالعمل الإداري كما قص علينا توماس هاردي، وأحيانا هو الممثلة الشهيرة كما كانت صباح وسميرة توفيق رفيقتي مراهقة كثير من رجال الجيل السابق، أو ربما هو الرجل الحلم غير الموجود في دنيا الواقع، أو المرأة المرتجاة التي يحلم بها رجل صامت يقاسي الأمرين في واقعه حتى وإن لم تكن موجودة في دنيا الناس فعلا أو عجزا.

- يا ربييييه... ليه ما تبغى تفهمني..
- طيب فهميني..
- فهمتك لكنك ما تبغى تفهم..
- !!
- سؤالي، هل تعتقد أن صديقتي معها حق، يعني لما أكون معك هل تعبق فينا ومنا وحولنا: رائحة حب؟
- فينا ؟!
- لا، في صديقتي..
- ما ادري، روحي اسأليها.

هل نحتاج أن نسأل الآخرين إن كنا نحب، لا أعتقد، لكننا نسأل من نحب فقط ربما لتأكيد المحبة والعروة، لكننا لا نحتاج أن نسأله إن كان يحبنا أو لا، إن سألناه بهذا المعنى الأخير فلا معنى للسؤال إلا أنه لا يحبنا ونحن نشعر بذلك، والسؤال هنا هو رصاصة الرحمة، سأل أحدهم موزارت عما ينبغي عليه عمله ليكون موسيقيا شهيرا، فأجابه: عليك أن تتعلم الموسيقى والنوتة والعزف.. الخ، فقال له السائل: لكنك لم تفعل ذلك وقد نبغت في السادسة من عمرك!! فأجابه الموسيقي الشهير: ولكني لم أسأل أحدا عما ينبغي علي عمله لأكون موسيقيا شهيرا.

لا تسأليني إن كنت أحبك بالمعنى الثاني،
وإن أحببت أن تسأليني دوما بالمعنى الأول..
ولن أجيبك في كلا الحالين.. أحب الغواية والغموض..
لكن تأكدي أن (العروة) أقوى وأوثق مما تظنين.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس