مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 10-07-2005, 01:54   #5
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : الشعر المحكي و رأي مثير للجدل ..!!



الأخت الفاضلة الجازي .. كأنما تشعلين سراج الغيم وتحمّلينني مؤونة التاريخ ، لا أدعي الأسبقية في رؤيا المصطلح ، تماما كما أنني لاأطمع فيها أو أنشدها ، ولا أتداخل هنا منافحًا أو مدافعًا ، كانت مجرد رؤية خاصة منذ ست سنوات حين قمت بتأسيس ملتقى الشعر المعاصر .. وأسميت الباب الخاص بالشعر المكتوب بلغة ( الحكي) يومها بالشعر المحكي ، وخالفت حينها ما تعارف عليه الآخرون في التسميات .. وكتبت إعلانا توضيحيا بذلك كان نصه التالي :
( أحبَّتي .. أعضاء المنتدى ..
تلقَّى المنتدى العديد من الاستفسارات ..حول مصطلح الشعر المحكي .. بل طالب البعض ..تغيير المسمى .. إلى الشعر النبطي .. أو العامي .. ولأن من أهداف هذا المنتدى الرقي باللغة إبداعا واصطلاحًا .. ارتأينا مخالفة المألوف في التسمية والإتيان بمصطلح الشعر المحكي..... ولهذا عدة مسوَّغات .. أولاً : إطلاق كلمة الشعر العامي ..على الشعر الآني المكتوب بلغة الحكي .. فيه شيء من الإجحاف في حق هذا الشعر الواعي .. فالعامية نسبة للعوام .. ولا تقترن الفصحوية بالإبداع الفكري .. ثانيًا : الشعر النبطي ..مصطلح غامض ويبدو قاصرًا على نوع معين من الشعر قد لايتسع لهذه الحروف المتنوعة والأشكال الأدبية المتعددة من هذا كله ارتأينا أنَّ مصطلح الشعر المحكي هو المصطلح الدقيق ولأن هذا الشعر .. ليس نبطيًّا بحتًا .. وليس خاصًا بالعوام .. بل هو شعر على مستوى كبير من الوعي .. لكنه مكتوب بلغة الحكي ..... لكم تقديرنا جميعا .. واعتزازنا بمرئياتكم وملاحظاتكم )


هذه هي قصة ( المصطلح ) ولا أنكر أنني دعمتها بمقالة أو أكثر في الزاوية الأسبوعية ( إلى أن ) بصحيفة الرياض التي ظلت إلى فترة قريبة جدا تصدر كل يوم أحد في صفحة ثقافة اليوم بعنوان ( مجرد رأي ) وتناقلها فيما بعد بعض الأصدقاء ، والحقيقة أنني نشدت من خلالها رؤية خاصة ربما كان بمقدورها سد الهوّة الكبيرة بين ساحتي الفصيح والمحكي .. حينما يجيء الشعر المكتوب بلغة ( الحكي ) على أيدي طبقة مثقفة واعية عكس ماكان متعارف عليه عند طبقة الفصحويين ، أما كون النوعين ( الفصيح والشعبي كلاهما محكيان ) فهذا يخرج المصطلح من خصوصيته المنشودة حينما تكون غايتها ليس سد الهوة فقط بين طبقة الفصيح والعامي بل سد الفجوة الكبيرة جدا الذي أحدثها هذا النوع من الشعر في حق اللغة الفصحى مع تزايد أعداد المطبوعات التي تحتفل بهذا النوع ..
فالمعروف لدى الجميع أن آخر الحقوق التي كفلناها للغتنا الفصحى هو ( تفصيح المكتوب ) حتى في أبسط تعاملاتنا فعلى سبيل المثال سنكتب لصديق لم نجده في بيته ورقة صغيرة تحمل غالبا كلاما فصحويا ( حضرت ولم أجدك ) لكننا حتما لن نقرأها أو نتهجاها فصحويا حينما نهاتفه نخبره بزيارتنا له دون وجوده في بيته ..!
هذا نموذج يسير وبسيط جدا للتفريق بين لغة الكتابة ولغة الحكي .. وترويج مصطلح الشعر المحكي يدعم كثيرا رؤيا أخرى أرى أن الدعوة إليها واجبة من جميع المهتمين بالشعر .. وأعني بها جعل هذا الشعر ( مسموعا ) لامطبوعا والاستعاضة بالتالي عن المطبوعات الخاصة به بالدواوين الصوتية المسموعة ، لأن في طباعته إحدى الجنايتين الأولى عليه حينما نطوّعه لقواعد الكتابة الإملائية فيفقد بالتالي الكثير من جرسه الصوتي المختلف والمتمرد على قواعد الإملاء المعروفة .. والجناية الأخرى ستكون في حق اللغة حينما نطوعها لقواعده الصوتية وقد كفلنا لها دائما تفصيح المكتوب . ولعل في هذا تحديدا ما يجعل من مصطلح الشعر المحكي مصطلحا خاصا بالشعر المكتوب بلغة الحكي الدارجة بيننا عبر اختلاف المجتمعات ولهجاتها وبهذا يختلف عن مفهوم الشعر الفصيح .. لأن أصله لغة الكتابة لالغة الحكي ..منذ حاجاتنا التراثية لعلم النحو قبل أكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان . ولا أدل على ذلك من استشهادنا نحويا بأبيات شعرية فصحى لأجدادنا الأوائل . أعود وأقول إنني لن أدعي الأسبقية في ترويج هذا المصطلح ، ولن أنادي به غير قناعاتي ورؤياي الخاصة ، وإذا كانت الأخت الفاضلة ( الجازي ) قد شطحت كثيرا بحسن ظنها بأخيها فذلك مرده نقاء نفسها أولا وأخيرا ، وإلا ما أنا إلا صاحب رؤيا .. لاذنب لي إلا أنني أعلنتها ذات زمن ، ولم أتتبع يوما قيمتها أو مردودها التاريخي حينما لاتكون غايتي التاريخ وأنا أقل بكثير جدا من أن أتحمّل مؤونته ...

للأخت الفاضلة تقديري وللجميع مودتي





التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi




اخر تعديل كان بواسطة » إبراهيم الوافي في يوم » 11-07-2005 عند الساعة » 03:11.
إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس