الصوت والقصيده
ان تعريف القدماء للشعر ب( انه الكلام الموزون المقفى) لايعني أنهم يهمشون أركانه الأخرى
ولكن لأهمية هذا العنصر الموسيقي بالشعر وخدمته للمعنى المقصود وتمييزه عن الفنون الأدبيه الأخرى
كان ركيزه في تعريفهم السابق.
وعند الحديث عن القافيه يبرز لنا حرف ( الروي ) وهو آخر حرف من بيت القافيه , ويساهم هذا الحرف الأخير
مع جميع اركان القصيده في خدمة المعنى الذي أراده الشاعر من خلال دلالات صوت هذا الحرف وصفته .
وبعض الشعراء يغلب عليه استخدام قافيه معينه مثل اللام- الميم- الراء-كاف الخطاب وغيرها.
وكل حرف من الحروف- كما سبق- له صوت ودلاله تخدم المعنى وغرض الشاعر.
فالراء :
من الأصوات القويه التي يبقى تردد صوتها في اذن السامع ,فيستخدمه بعض الشعراء لخدمة غرض الفخر لأنه يناسب قوة المقام.
كقول الأمام فيصل بن تركي في الفخر :
الحمدلله جت على حسن الأوفاق .... وتبدلت حال العسر بالتياسير
جتنا من المعبود قسام الأرزاق..... غم على الحساد هم وتوابير
قصري لكم من لافح البرد مشراق....وفالقيض ظل من سموم الهواجير
حرف الا طلا ق وهو حرف الالف في نهاية القافيه :
استخدمه كثير من الشعراء في اغراض المديح وذلك لسعة المساحه الصوتيه لهذا الحرف التي تساعد الشاعر
في القائه لقصيدته امام ممدوحه , فمن ذلك قول محمد العوني في مدح الشيخ مبارك الصباح:
عرق الصخا بحر الندى مرهق العدى ... الى اشتبت الهيجا تعرفه رجالها
هيج سباع الحرب بالبر والبحر .... والشمس تشكي منه عجة تنالها
مادام ابو جابر على العز والبقا ... عنا ثقيلات الحمول ارتكى لها
اما بالنسبه لحرف الهاء فقد صنفه البعض في علم الأ صوات على أنه من الحروف الحلقيه ولكنه يبتعد عن ذلك
فنجد أنه يخرج من الداخل مع خروج أنفاس هادئه, فهو بهذه الصفه ينا سب الشعر الوجداني.
منها قول الشاعر فهد بن دحيم:
البارحة ما هملج الطرف بنعاس ... ما فاض من نجم عيوني تخيله
لاباس ياعيني على السهر لاباس... على وليف فات ما لقا مثيله
وقال ابن لويحان مستخدما الصوت ذاته:
يا حمامه غربيه عند باب السلام .... شفت رسم االهوى باطراف جنحانه
ذكرتني طواريق الهوا والغرام .... حارت الرجل بالمسعى على شانه
رسمها رسم نجد الي سقاه الغمام... ياعرب كن زهر الورد باوجانه
وكذلك نجد الصوت ذاته في تصوير الشعراء لشوقهم لديارهم نجد ابن لعبون قال :
حي المنازل جنوب السيف ...ممتدة الطول مصفوفه
امشي على زينها واقيف ... في حبها الروح مشغوفه
دار الخدم والكرم والضيف .... دار المناعير معروفه
يادار ربعي عساك الريف .... ترتع جوازيه وخشوفه
أ ما أحمد الناصر فقال في الغزل مستخدما ( الها )ايضا:
يا ناس قولو لغض العود ... تكفون يا ناس قولوله
ماشوف له من عذابي زود ... كثر التصاديد وشهوله
ابو ثليل اشقر مرجود ... اسمع بذكره ولا طوله
انتهى....
كانت تلك اجتهادات مني لبيان دور الأ صوات في خدمة المعنى
طبقتها سابقا في الشعر الفصيح وهااناذا اطبقها على الشعر النبطي
اعتذر منكم ان كان هناك تقصير او جهل بالأستنباط
شكري للاخوان سر والاخ ابو نوت لملا حضاتهم
[ فبراير 06, 2002: تم تعديل الموضوع بواسطة : جمر الآهات ]
[ فبراير 06, 2002: تم تعديل الموضوع بواسطة : جمر الآهات ]
|