[خالد البوعنين]

.


















كثر الشعراء ,
وكثر الانتاج وقل المستوى , في الآونة الأخيرة .


المتذوق منــّا يكاد ينفجر فرحا ً بوجود شاعر كـ ( نواف الشمري ) بين هذا الكم الهائل من أصحاب المحاولات ,





نواف , يملك خيال ( المحب ) ( الطاهر ) فقط ,
قرات له كثيرا ً , وعلمت بان هناك من يتقن ( الحب ) بطريقة خاصة نقرأها فقط , ولا نستطيع مجاراتها ,

فكل محب شاعر , وليس كل شاعر محب ,






ساعجز بالتأكيد عن وصف ( نواف ) الانسان ,
لذا سنبدأ بتلك المباشرة بالطرح التي اوردها في اول القصيدة !




ماجيت انا يوم اكتبك لاجل اجاملك

ــ\/ــ\/ــ\/ــ\/ـ مثلي ترى ماهو بحاجه .. يجامل



( لم ) :
ياتي للمجالة ,

( فهو ) :
ليس بالحاجة لها ,

( لأن ) :
يحددها البيت الثاني ,

فقد إختار الشاعر المباشرة في الكلام , وتوجيه دفة الحديث للتبرير بشكل سريع , فهي أقرب إليه من الخوض في مقدمة لا يعلم عن مدى ايصالها !


بدأ بهذه المقدمة , لكي يتيح لنفسه المجال للتبرير كيفما يشاء ولو انهى التبرير مع نهاية القصيدة !
فقد أفسح لخياله المجال , وأسند اليه قرار إنتهاء التبرير .




فبدأه من هنـا :





مادمت في حكم الهوى .. ماخذ الملك

ــ\/ــ\/ــ\/ــ\/ـ لولا مخافة ربنا .. قلت .. كامــــل





فتوجهت دفة المدح شمالا ً لملاقاة من أحب ,
إبتدأ الوصف بـ ( حكم الهوى ) وهو حكم مصنف من قبل أقوى محاكم النفس البشرية ,

وأشار بتحايل لطيف

( لولا مخافة ربنــا ) ومن المفترض ان لا يكمل لـ ( مخافة ربنا ) ولكنه تحايل على الجميلة بان وضع ( الخوف ) اولا ً ومن ثم السبب ( كامل ) الذي يريد ايصاله , وهو تحايل شعري جميل ,






مانيب اجامل يوم انا قلت : مااْجملك

ــ\/ــ\/ــ\/ــ\/ـ ينبت من الصفحه .. خفوق .. وأنامل



وأكمل مسيرته الى آخر الحدود التي رسمتها مخيلته , فأعاد لفظ ( المجاملة ) لكي يبدأ من جديد , وينفرد من جديد بعد أن أسقط بيت كبير بحجم البيت الذي سبق هذا البيت ,

وكانت الخفوق والأنامل هنـا , فقط لوصف رقة المشاعر , فلم تكن مدموجة بصورة واضحة ,






الشعر .. والطاري .. وانا .. مانتحمّلك

ــ\/ــ\/ــ\/ــ\/ـ صعبه نجيك ومابنا شخص .. ثامل




تابع الشاعر بأسلوب المباشرة بتوجيه الكلام , لأانها أقرب لأذن المتلقي الأهم ( المحبوبة ) و أعين القراء ,
فوصف شدة الإرتباك من مقابلتها هنـا ( بترنح الثامل ) الذي لا يستطيع الإتزان أبدا ً ,





والليل .. شافك .. وارتمى عند مخملك

ــ\/ــ\/ــ\/ــ\/ـ وخلا ّ نجومه بالسماوات ارامـــل


وبدأ يصف ماحوله من البيت السابق ( الشعر / الطاري / هو ) والآن , اتجهه الى ( الليل ) بصورة فضيعة / خيالية ,
بان جعل الليل يرتمي أمامها ويترك النجوم / الزوجات , يقفن كالأرامل من غير زوج , لله ماأجملك يا نواف !




حوّل معاه الغيم من شان يحملك

ــ\/ــ\/ــ\/ــ\/ـ والارض عيـّت لكن الغيم .. صامـل




وإكتملت الصورة بطريقة عجيبة هنا ,
فالغيم قلق بشان النجوم الأرامل فأراد أن ينزل ليحملها الا أعلى , وتبقى ( ضرة ) عليهن أفضل من لا شيء , مع أن : الأرض لم ترض بتحركها لكن الغيم : كان جادا ً جدا ً ,

الله الله .




دام الدلع من صغر سنك .. مزاملك

ــ\/ــ\/ــ\/ــ\/ـ عز الله انه عارف ٍ من يزامـــل



انشهد ان الزين .. ماهوب شاملك

ــ\/ــ\/ــ\/ــ\/ـ انت الذي للزين .. بالزين .. شامل



يامدرسه للحب .. مااْطهر تعاملك

ــ\/ــ\/ــ\/ــ\/ـ خل الحبايب يدرسون التعامل



هنــا كان للوصف الخارجي نصيب الأسد , فقد بدأ بـ ( تدليع ) المحبوبة بطريقته الخاصة , وبأسلوبه اللطيف البعيد كل البعد عن الوصف ( الفاحش ) أو ( الخادش للحياء ) الذي أصبحنا نزامله بالفترة الأخيرة بفضل شعراء ( الخصر , والصدر ) رزقهم الله نعمة الشعر ,



لاتحسب اني يومك اقفيت .. مهملك

ــ\/ــ\/ــ\/ــ\/ـ الكون كله يومك اقفيت .. خامل




رسالة صغيرة ,
قد تحتمل الصواب في ان هناك عتب بسيط قام الشاعر بـ ( دسه ) بين هذا الكم الهائل من الـ ( حب ) لكي ينفذ بجلده من العقاب



وان جيت انا لاجل اوصفك .. ليه اجاملك

ــ\/ــ\/ــ\/ــ\/ـ عامل مثل مـــَ تحب غيرك يعامـل



كل الوجود بشوفتك قال : مااْجملك

ــ\/ــ\/ــ\/ــ\/ـ معقول يعني كل الاشيا تجامل



ونهاية مأساوية لكل شاعر مبتدأ ,
فهذا الشاعر محبـِـط جدا ً , فهو قادر على ايقاف شعرات يد الإنسان بقشعريرة لا تقاوم ,









أسعدني , ان أجد ما أبحث عنه من شعر , منذ زمن !
ففي هذه الأوقات قلما نجد شاعر يملك جميع هذه الفرش للرسم ,






مررت من هنـاك
لكي لا اعاتب نفسي على عدم الرد ,





تحياتي ,