01-07-2004, 07:32
|
#103
|
|
رد : صفحات خالده من جبران خليل جبران إلى مي زياده ..!!
ما اعذب صغيرتي المحبوبة تذكرني في صلاتها كل يوم . اعذبها و ما اكبر قلبها و ما اجمل روحها .
و لكن ما اغرب سكوت صغيرتي المحبوبة , ما اغرب سكوتها .
ذلك السكوت الطويل كالأبدية ـ
ذلك السكوت الذي لا يترجم الى أية لغة بشرية .
الا تذكرين انه لما جاء دورك في الكتابة لم تكتبي ؟
أولا تذكرين اننا تعاهدنا على معانقة الصلح و السلام ؟
و انت تسألين عن حالي , و عن (خاطري) , وعن الأمور التي تشغلني , اما حالي فهو مثل حالك مثل حالك تماما يا ماري .
اما خاطري فلم يزل في الضباب حيث اجتمعنا ـ انت و انا ـ
. اما الأمور التي تشغلني في هذه الأيام فهي من الأمور المضطربة المشوشة , تلك الأمور التي لا بد لمن كان مثلي من اجتيازها
رغب فيها , او لم يرغب .
الحياة يا مريم اغنية جميلة , فبعضنا يجئ نبرة في تلك الأغنية و بعضنا يجئ قرارا .
و يبدو لي يا مريم اني لست بالنبرة و لست بالقرار . يبدو لي اني لم ازل في الضباب
في ذلك الضباب الذي جمعنا منذ الف سنة .
على اني رغم كل شئ أشتغل مصورا اكثر الأيام و في بعض الأيام اهرب الى مكان بعيد في البرية و في جيبي دفتر صغير ـ
و سوف ابعث اليك بشئ من هذا الدفتر يوما ما .
هذا كل ما اعرفه الآن عن (انا) فلنعد ان شئت الى موضوعنا المهم , لنعد الى حبيبتنا الحلوة : كيف حالك و كيف حال عينيك ؟
وهل انت سعيدة في القاهرة مثلما انا سعيد في نيويورك ؟
و هل تمشين ذهابا و ايابا في غرفتك بعد منتصف الليل ؟
و هل تقفين بجانب نافذتك بين الآونة و الأخرى و تنظرين الى النجوم ؟
و هل تلتجئين بعد ذلك الى فراشك , و هل تجففين ابتسامات ذائبة في عينيك بطرف لحافك ـ
هل انت سعيدة في القاهرة مثلما انا سعيد في نيويورك ؟
افكر فيك يا ماري كل يوم و كل ليلة , افكر فيك دائما و في كل فكر شئ من اللذة و شئ من الألم .
و الغريب اني ما فكرت فيك يا مريم الا و قلت لك في سري (تعالي و اسكبي جميع همومك هنا , هنا على صدري)
و في بعض الأحيان اناديك بأسماء لا يعرف معناها غير الآباء المحبين و الأمهات الحنونات .
و ها اني اضع قبلة في راحة يمينك , و قبلة ثانية في راحة شمالك , طالبا من الله ان يحرسك و يملأ قلبك بأنواره , و ان يبقيك احب الناس الى ...
جبران
|
|
|