مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 19-05-2004, 16:33   #1
خالد البوعنين
موقوف
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ خالد البوعنين
 

قراءة مقطعية .. لـ عبدالهادي الخليوي ..

.








دائما ً ماأبتسم .
حينما أرى إمكانيات شاعر كهذا في أحضان متصفح ٍ ما ,


عبدالهادي الخليوي
شاعر كبير , يملك من العمق مايكفيه غيرة المحيط بأكلمه , فهو واضح تارة , وغامض ٌ تارة ً أخرى ..
فالموقف هو سيد المكان والزمان , وقائد هجمات اللسان على الورق . ذلك الشاعر يملك إحساس ضخم يستطبع ان يوصله إلى قلب كل متلقي . فلديه أسلوب رشيق للتنقل بين أحاسيس الآخرين من زاوية إلى ركن إلى مساحة !






( إن سلهم الليل .. خليت الهوى سيرة )







كان مطلع لقصيدة مدهشة ,حضرت بها ملكـــة الإلــقاء من غير صوت , فكأنما الأبيات كانت تحكي لنــا عن قصـة جميلة لقلب هذا الشاعر .






بدأ , بنظرة عامة للمكان .. وللوقت اللذي حضر به إلهامه , وإهتز به قلمــه ..





ان سلهم الليل خليت الهوى ســيره
===========اطفي به الجرح الاول واشعل الثاني






أشار إلى وقت معين وهو الليل ..
حينما يبقى وحيدا لا يراه أحـــد , بعيدا ً عن البشر .

فهو يجعل ( الهوى ) هو الحكاية التي يطفيء بها جروحه القديمـة , ويبدأ بها قصة الألف ليلة وليلة .


فيبدأ بالتجلي قليلا ً .
فيحدث نفسه عن ما يجول في خاطره من حزن / حب .. بكل حريـة






والوم حظــي على شــحة وتقصيـره
=========== لامن نخيته يقول الوقت ما مداني






كانت بداية البوح , تأنيب واضح للـ ( الحظ ) الذي لطالمــا إتجه إليه من غير فائدة .فقد بدأ الشاعر بداية حزينة تشد القارئ , وتخبره عن علاقته مع ( الحظ ) وأنه لم يحالفه في حياته سابقا ً ,






قمت اطلبه في سلوم الجار والجيره
========== من شــــان خلٍ ابي وصله ومن شاني

وانا اخبره قبل ما تاخذني الحيره
========= ما مرةٍ جـــاد لي في وصــــــل خلاني

من يوم كان المطريـجفى نواويره
========= والبرق يقــصف شــذا حرفي على لساني

ليته تجمل ولا قصرت مشــــاويره
=========== ماهو بحـــقٍ يـــــعاندني ويجفاني



وإشتد العتب , وأصبح صوت الأحرف مسموعا ً من قوة الأبيات وحزنها .
فكان الشاعر يستخدم اسلوب ( التأنيب الغير مباشر ) فهو يعلم بان من يوجه إليه هذا العتب , لا يسمع ولا يُـحس لذا فالأبيات كانت كـ الأسى على حالة الشاعر نفسه , وتنفيس عن ما حصل له من خذلان الحظ له , وانه كان ضده في جميع الأوقات ,




كنت اتجــنب طريق الشـوك ماسيره
=========== دربٍ سقـــاني من اللوعات واظماني






هنــاك سرد لذكرى قديمــة , على هيئة بوح حزين ورواية لقصة ٍ مـا , والشاعر هنا وضع ( كنت ) وكأنه يخبر عن إستحداث شي جديد بعد هذه الـ ( كنت ) وانها بداية لموقف أو عمر معين يحمل تغيرات كثيرة .

وقد وصف الشاعر الحب بوصف رائع وهو ( طريق الشوك ) لما يحمل من حزن وشقاء وشوق وتعب في بعض الأحيان , وقد اشار بان ( يتجنبه ) لأنه قد عانا منه يوما ً من الأيام .







وهبت بي الريح تجبرني تبــاشيره
========== وجيته وانا ماقصدت اجية بالعاني





هنا كانت الحقيقة التي إنتظرناها بعد الـ ( كنت ) السابقة كنت .
وقد أجاد الشاعر بناء البيت بطريقة السهل الممتنع , فهو يقل بانه ( احب ) مباشرة , بل قال بأن جُـبر على حب وانه اتى من غير قصد وهو مـُـكره لان القلب هو المتحكم الأساسي لهذه المشاعر ,

إنتقل الشاعر بكل براعة من حزن وأسى .. إلى حب وولــه , بطريقـة لم أرى مثلها أبدا ً , وهذا إثبات لإمكانية الشاعر الإبداعية من حيث التمكن والسيطرة على مجريات القصيدة والتأني بالإنتقال من حالة إلى حالة
ومكوناته العاطفية من قلب وإحساس ومشاعر تُـرجمت على هيئة قصيدة جديرة بالإحترام





ومع أنه كان مُـكره .
ولم يكن يريد ان يسلك ذلك الطريق .



لكن هويته وقلبي مارضا غيره
========= بتموت عــــيني وهو في وسط وجداني



لكنه أُجبر بكل معنى العاشق !
فعلى حجم عزوفه عن ( طريق الشوك ) على حجم الحب الذي ( سار به فوقه ) ,فحينما أيقن بانه سالكه لا محالة .. قدم بكل مافيه من حب من غير تأني .




حبه تمثنت على قلبي مساييره
======== لين اصفر الجــــــرح سميته وسماني





بدأ بالإندفاع والبوح , فكان يصف تلك الأحاسيس الهائلة التي يحس بها , بطريقة خيالية , فقد كان يتجه للبناء أكثر منه للصور الإبداعية لمعرفته بان هذه القصيدة ( مُوجهه ) أكثر مما هي ( إبداعية ) .




غديت له بيت لا لا صرت له ديره
========= وان ســـج طرفي معه لحظه تباطاني






وكانت القمة بانتظاره بفارغ الصبر بعد ان حدث نفسه بكل روعة وهو يصف حجم الحب الذي يكنه له بـ ( البيت ) , فلم يرضه ذلك , فقاطع نفسه بأسلوب بنائي عذب / صعب .. بان قال ( لا لا ) , وأكمل بـ ( صرت له ديرة ) .
ورسم لنفسه إحداثيات شوق الحبيب له , بان وصف الأجزاء من الثانية التي يسرح بها فيه .. بأنها فترى طويلة على الحبيب , لله درك من شاعر .




تبعت قلبي على شـــفه وتدبيره
========= انا اشــهد انه كسب ذنبي وعناني




وبعد كل هذا الحب , أسند كل ما حصل إلى قلبه ومايرغب , وأشار بان الذنب عليه لانه اوقعه في وسط هذا العالم الكبير




ادري بحـــبه الى دقت مزاميره
======== يزعج جروحٍ غفت وتقـــــوم تبلاني

والصدر مايحتمل دكة مغاتيره
========= يكفية مافية من لوعات واحزاني



كانت الأبيات أقرب ماتكون إلى ( الخوف ) من العودة إلى الحزن الماضي , والجروح القديمة !
ولكنه تفنن بربط صوت ( مزامير الحب ) بالجروح النائمة .. والخوف من إيقاضها ,





وان سلهم الليل ما جا للهوى سيره
======== ياويل جرحي الاول من عنا الثاني




وانهى الشاعر تلك المقطوعة , بوعد غير مباشر للقلب , بان يطلق له العنان مع كل إسدال لستائر الليل ,





















كانت لي متعة القراءة / الشعر ,, هنا , فهناك من يـُـقرأ بطريقة غريبة / قريبة من القلوب ,

شكرا ً جزيلا ً لتلك الأحرف التي أطربتني حقا ً ,






تحياتي .

خالد البوعنين غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس