الدنيا مواني ، والذكريات قواني ، وأعمارنا تسرقها الثواني .
الدنيا مواني ، والذكريات قواني ، وأعمارنا تسرقها الثواني .
هناك من يعيش في سعة وبحبوحة ، ساهٍ ولاهٍ ، لا يبالي بالذي جرا هناك ، أو الذي قد يجري
هنا( كالأنعام بل هم أضل )
وهناك من تضيق به روحة ، وتجول أمام عينيه جروحه ، يحمل بين جوانحه أملٌ صغير ، يخشى أن
تطفئه رياح اليأس ، والكل يقدر الله له رزقه
الدنيا مواني ، والذكريات قواني ، وأعمارنا تسرقها الثواني .
لا تحسبن الصد عن الله خير ، لا والذي نفسي بيده ، الخير كله في الإقبال على الله ؛ من
أقبل على الله ماشياً أقبل الله عليه مهرولاً ، وما أسرعت إلا كان الله منك أسرع ، كيف
وهو خالقك ! كيف وهو القائل في الحديث القدسي : (( أنا عند ظن عبدي بي ، فل يظن عبدي بي
ما يشاء ))
أقبل على الله ، وأبد الحياة من جديد ، فلا تحزن على الذي كان ، وحرص على الأتي رحمك
الله .
الدنيا مواني ، والذكريات قواني ، وأعمارنا تسرقها الثواني .
لا تقل إلا ما يسرك أن تراه في صحيفتك ( وما ينطق من قول إلا لديه رقيب عتيد)
لما قباحة اللسان ، لما سلاطة اللسان ، لما القسوة في الردود ، والأهم هل ستكسب حب
الآخرين في هذا الطبع ؟
قال نبيك صلى الله عليه وسلم : (( من آمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو يصمت )) فهل
وصلت ؟
الدنيا مواني ، والذكريات قواني ، وأعمارنا تسرقها الثواني .
لا تكن ضعيفاً ، ولا تنحني كالبهائم عند ركوبها ، يابن أخي ، ما خلقك الله حقيراً ، وما
خلقك دنيئاً ، وما خلقك مملوكاً ؛ بل حراً ، أبياً ، في أحسن تقويم .
أصبر على الألم ، وحرص على عزتك ، ولا تكن جباناً بؤسا ، وكن رجل على الأهوال جلداً ،
يتحدى في شموخه عاليات الجبال .
أنا لا أشكو ففي الشكوى انحناءُ ×× أنا نبض عروقي كبرياءُ
توكل على الحي الذي لا يموت ، فأين ما توجهت فإن عينه ترعاك .
الدنيا مواني ، والذكريات غواني ، وأعمارنا تسرقها الثواني .
لا تكذب ، ولا تنافق ، ولا تكن دجالاً ، فإنها من أهم علامات الخور والضعف ، من هو الذي
دعا للنفاق ، من هو الذي دعا للكذب ، بل من هو دعا للدجل ؟
هل هم أُناساً صالحون هل هم أُناساً طيبون ، هل هم محبوبون ؟؟
بل هم ثلة خراصون ، حمقه ، سفله ، مصيرهم إلى النار إن لم يتوبوا ؛ فكن عن هذا الطبع
بعيداً جداً ، فالمجد والعز ، لن يكون هذا طريقة أبداً .
الدنيا مواني ، والذكريات قواني ، وأعمارنا تسرقها الثواني .
الحب في الله من كبائر النعم ، فالحرص أن تتحلى به ، فما أجمل أبن أدم وهو يسير والحب
أين ما يسير معه ، أبتسم في وجه أخيك ، إن أردت تلك الصدقة ، صافحة إن أردت أخري ، عانقه
، إن أردت أن تزداد ، كن بشوشاً ، كن ليناً مع إخوانك ، فلمسلم كيس فطن ، سلم على من
تعرف ومن لا تعرف ، لا تخاصم وإن خاصمت فلا تطيل ذلك الخصام المر ، وقديماً قالوا ، من
نظر للحياة بالود والحب ، ما يقطف إلا الود والحب .
الدنيا مواني ، والذكريات قواني ، وأعمارنا تسرقها الثواني .
أستغفر الله دوماً ، وجعل لسانك رطباً من ذكر الله ، أين ما سرت ألهج بالذكر والدعاء ،
فمن ذكر الله ، ذكره الله جل جلاله ، قل سبحان الله ، قل الحمد لله ، قل لا لإله إلا
الله ، أحرص عليها فإنها مجموعة من الكنوز ، دلنا عليها الرسول الكريم ، دع عنك الأغاني
، فاوالذي نفسي بيده ما جلبت لنا غير موت الغيرة والتهتك ، وانتشار الفساد ، وضعف
الإيمان ، ونبات النفاق في الصدور ؛ أذكر الله وقرأ القرآن إن أردت أن تكون من المرحومين
، رحمنا وإياكم الله .
منقول
تقبلو خالص ودي وتقديري
أختكم رهف
|