شعبيات

شعبيات (http://www.sh3byat.com/vb//index.php)
-   ذاكرة العرب (http://www.sh3byat.com/vb//forumdisplay.php?f=96)
-   -   أين روايتك؟! (http://www.sh3byat.com/vb//showthread.php?t=15764)

عبدالواحد اليحيائي 18-06-2008 10:15

أين روايتك؟!
 
.
.
أن تقول أو أن تفعل فأنت تعلن عن موقف ما، وهو ليس بالضرورة موقفك أنت ممن ومما حولك، ولا يعني هذا الإعلان إيمانك بالموقف الذي تعلنه. وقد يكون هذا الموقف تصرفاً أو رأياً، وقد يكون الرأي صائباً أو خاطئاً، وقد يكون التصرف مسئولا وقد لا يكون. وأن تكتب رواية فأنت تعلن موقفاً ما باتجاه قضية قد تصغر أو تكبر، قد يهتم بها الآخر وقد لا يهتم، وقد تؤثر في قارئها بقوة، وقد يقل التأثير حتى نشعر أن لا تأثير على الإطلاق.

ذات مساء سألني الصديق الروائي عبدالحفيظ الشمري بعد أمسية قصصية في جمعية الثقافة والفنون بالرياض: متى ستكتب روايتك؟ أجبته شاكراً ثقته. بعد ذلك وفي أمسية قصصية خصصتها جماعة السرد بالرياض للمبدع الجميل صالح الأشقر سألته: ألن تكتب رواية؟ وأجابني: القصة القصيرة تقوم بتوضيح ما أريد قوله بطريقة مناسبة، لم أحتج إلى كتابة رواية حتى الآن. وفي لقاء تلفزيوني سألني مقدم البرنامج مرة أخرى: هل سيكون عملك القادم رواية؟ أجبته: حالياً لا يوجد بداخلي رواية، حين توجد سأكتبها بلا تردد، وقصدت حين يوجد موقف. وحين قدمت عملي الأخير (روتين – صور قصصية) طلب مني صاحب مكتبة معروف ما يقارب الخمسين نسخة لتوزيعها وبيعها، ثم أردف: لو كانت رواية لأخذت منك خمسمائة نسخة.

وكنت وما زلت أتساءل لم نتساهل كثيراً حين نسأل من نعرف من أدباء (وأحياناً غير الأدباء) عبر جلسات الرجال في المقاهي أو النساء عبر جلسات شاي الضحى: هل كتبتَ رواية، هل كتبتِ رواية؟ ولم نصبح كل صباح على عمل، أو إعلان عن عمل، أو إهداء لعمل، أو رغبة في شراء عمل يقدم نفسه على أنه رواية (سعودية)؟ لم أصبحت الرواية (السعودية) هي المرادف في حس القارئ السعودي للشعر الشعبي تفاعلا وانتشاراً؟ وحين نقرأ هذه الروايات (السعودية) لم نشعر أن لدينا ما عبر عنه صديق في أمسية قصصية بـ(شهوة الكلام)؟ وأخشى أنه الكلام غير المرتب، وغير الممتع، وغير النافع، وغير المفيد أيضاً.

أحياناً أتمنى لو يشغل الذين يحدثون أنفسهم بكتابة رواية ما (وأنا منهم) لا بكتابة هذه الرواية العاجلة والحريصة على كتابة حكاية كيفما اتفق، ولكن بقراءة مبحث مهم آخر هو: كيف تكتب رواية؟ ومبحث ثان يتناول حياة الروائيين الكبار وكيف وصلوا ثقافياً لنتحدث عنهم اليوم كمبدعين كبار. ومبحث ثالث نتعلم منه لغتنا الجميلة بإملائها ونحوها وبيانها وبديعها وقدرتها على خلق عمل إبداعي متكامل. ومبحث رابع يتناول تطور هذا الفن عبر التاريخ المعاصر لنبدأ إما مع المعاصرين أو حيث توقف هؤلاء المعاصرون بدلا من أن نبدأ كل مرة حيث أنتهى هيكل في روايته (زينب) أو عبدالقدوس الأنصاري في (التوأمان) وبعضنا يكتب فنياً قبلهما، أو أن نحاول تقليد إدجار آلن بو أو موباسان أو جوجول والطريقة التي كانوا يكتبون بها في القرن الثامن عشر في مجتمعات وبيئات مختلفة عنا تماماً.

نقول عن هذا الروائي أو ذاك أنه موهوب ونحرص على متابعته، لكننا نفاجئ بعمل روائي غير موهوب. ولذلك أسبابه بالتأكيد فهناك ما يجب أن يسند الموهبة: الحرية التي يتيحها المجتمع للروائي، والحرية التي يتيحها الكاتب لقلمه، والمعرفة. فمهما كان الروائي موهوباً فلا غنى عن حرية مصانة ترتقي بقلمه، وهو محتاج أن يعلم ويتعلم ويجرب ويقرأ تجارب الآخرين، وهو محتاج أن يشعر بأولئك الذين يكتب عنهم، وهو محتاج لإلمامة قوية ومتداخلة بالزمان والمكان والإنسان عبرهما.

الروائي كما أشرت بداية يتحدث عن موقف، لكن التعبير عن الموقف لا يخلق رواية عظيمة في قيمتها بل ولا رواية متوسطة القيمة. لكن قيمة الرواية تستمد من أهمية الموقف نفسه، وطريقة الروائي في التعبير عن هذا الموقف. وحين أقول طريقة في التعبير فذلك يشمل الكثير مما يفتقده بعض من يكتبون الرواية السعودية اليوم: الثقافة الجامعة، رصد المعلومات، القدرة على ربط العلائق بين شخصيات العمل، الاهتمام برصد المكان والزمان، القدرة اللغوية والفنية، وأيضاً وفي إطار جامع لهذا كله: الموهبة.

حين أقرأ رواية لا أكتفي بالبحث عن رواية جميلة تتناسب مع مفهومي لكلمة جميل، لكني أيضاً أبحث عن روائي موهوب ومتسلح بالمعرفة ومؤمن بأن الرواية ليست غاية بقدر ما هي أداة كالقصيدة للشاعر وكالقصة القصيرة عند من يحبذون توصيل أفكارهم بها. وهي أيضاً بشكلها المعاصر ليست حكاية تقرأ على الأطفال ليناموا بعد صباحات الدراسة واللعب، أو (سالفة) تقال لتبديد الملل المتراكم في حياة مشغولة بالكدح. بل هي تطورت لتكون أكبر من ذلك بكثير: هي نظرة أخرى لما حولنا، نظرة مشغولة بالجمال في شكلها ومضمونها، ومحملة بالهم الإنساني العام، وهي إذ تعبر عن موقف ما، تحمل قارئها مسؤولية كبيرة، تدفعه للتغيير باتجاه ما، اتجاه نرجو أن يكون الأجمل.
.

نورة العجمي 18-06-2008 19:05

رد : أين روايتك؟!
 

عبدالواحد اليحيائي
مرحبا بك في منتدى قافلة الحكايا الذي تأسس على يديك
ومازال يرتقي بحضورك
ومازال يجذبنا بمشاركاتك
لي عودة لحديثك الشيّق tsh6


إبراهيم الوافي 18-06-2008 22:51

رد : أين روايتك؟!
 

سألني صديق عنك ذات هاتفٍ ياصديقي .. قلتُ صديقي الحميم الذي يعلم جيدًا أنني أحبه ..قال وماذا أيضا ..قلت هو من القلائل الذين يكتبون الوعي رؤيا والرؤيا وثيقة وعي ..!
ولهذا تكتب هنا كما اعتقدت دائما ما يجعلني أعمّم حديث الهاتف وأؤمن عليه ساعة تذاكره ..
آخر مافعلته ياصديقي ـ دون إجابة واضحة لكل تساؤلات المساء والضحى ـ أنني أوقفتُ طباعة الرواية ( رقيم ) بعد بروفتها الأولى .. حتى جوابٍ آخر .. أو إشعارٍ آخر.. لن يكون أقرب من أشهرٍ ثلاثة على الأقل من الآن ..


شكرا لأنكَ كما عرفتكَ دائمًا


عنود 19-06-2008 07:57

رد : أين روايتك؟!
 

استاذي عبدالواحد
بمجرد أن قرأت أسمك حفزني للدخول قافلة الحكايا وفُتحت شهيتي للكتابه :)
في جو الأختبارات نحتاج من ينتشلنا من ضوضانا وأسمك خير محفز , رأيي في الموضوع ان المجموعه القصصيه عندي بشكل خاص امتع ,نحن في عصر السرعه , وحياتنا العمليه مليئه بالفوضى لدرجة انه لا تعطينا الوقت لنا , ولهذا افضل مجموعه قصصه اذهب بها حيث اشاء , واقرأ كل قصة بكل موقف لها كحاله مستقله وفي دقائق ولا تلزمني المتابعه حتى اعود لها تكون نظرة مشغولة بالجمال في شكلها ومضمونها :)


عبدالواحد اليحيائي 02-09-2008 17:42

رد : أين روايتك؟!
 
.
.
الاخت نوره..

مرحبا بك دائما..:)
.
.

عبدالواحد اليحيائي 02-09-2008 17:43

رد : أين روايتك؟!
 
.
.
العزيز ابراهيم

مازلت انتظر (رقيم)..
لكني سمعت من صديق مشترك أنك (أخفيتها) إلى حين..
لكن سأنتظر وأتوقع منك جمالا متصلا كعادتك..:)
.
.

عبدالواحد اليحيائي 02-09-2008 17:45

رد : أين روايتك؟!
 
.
.
مرحبا بالعنود..

أين قصتك الجديدة؟!

يجب أن تتجاوزي (أحلام اليقظة) إلى وقائع الحياة..:)
.
.

حنان الغامدي 03-09-2008 21:29

رد : أين روايتك؟!
 
من منظور المتلقي البسيط / الكائن الوسطي بين المثقفين و .... اللاّهين

المجموعات القصصية / جميلةجداً .. و لكنها لا تسدّ الرمق ...
لها وميض .. ولكن لا يصل لكل المناطق المظلمة داخل النفس ..
لا تُشغل الليل الطويل ...
و لا تجعلنا نتلهث لقلب الصفحة تلو الأخرى للوصول للنهاية ...
لا تعيدنا للجزء الأول للتحقق من شئ .. ما !

و لا تَكثر الأسئلة من نوع / أين روايتك .. إلاَّ لأني أتوق من كاتبي المفضل الذي جفف أشداقي لهثا في مجموعاته القصصية و مقالاته ... أن يرويني .. يطيلُ ساعات سهري ... و يشبعني من حرفه .. لأتوق لروايته القادمة ...أملاً في الوصول ..

إلى أن تكتمل قناعاتي .... و أصل لـِ " سقف الكفاية " معه... و سقف الكفاية للمتلقي ... نهاية للأديب ..

من هنا .. نعرف لمِ يموت أديب بعد أول رواية ... و لم يُخلّد اديب من خلال رواية ...

أستاذي / متى روايتك tsh1

و المعذرة إن أقلقتُ المتصفح بثرثرتي ..

الريم الحربي 04-09-2008 23:16

رد : أين روايتك؟!
 
نعشقُ الكتابة بشتى أنواعها
فلكلِ منها نكهتهُ الخاصة .. ووتيرتهُ الضاربة !!


.
.


نترقبُ روايتك الجديدة بشوقٍ ..
تحيّة tsh6

.
.


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +4.
الوقت الان » 06:56.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يكتب في الموقع يعتبر حقوق محفوظة لموقع شعبيات- شبكة الاقلاع