شعبيات

شعبيات (http://www.sh3byat.com/vb//index.php)
-   ذاكرة العرب (http://www.sh3byat.com/vb//forumdisplay.php?f=96)
-   -   زوجتي... (http://www.sh3byat.com/vb//showthread.php?t=12250)

عبدالواحد اليحيائي 02-04-2006 12:23

زوجتي...
 
.
.
سافرت زوجتي صباح اليوم لزيارة اهلها في بلدها العربي، وستغيب لمدة اسبوعين، وسأكون وحيدا في المنزل، سأكون وحيدا في الرياض.....ويكفي..

البارحة استلمت قائمة الطلبات والاوامر والتعليمات، كيفية العناية بالزرع، إياك ان تقوم بغسل الصحون، لا نحتاج تعاونك في غسل الثياب، (طبعا هذا المنع بسبب التخريب الذي تسببت فيه حين حاولت ان اكون زوجا عصريا في مرة سابقة)، إنتبه لا تحرق نفسك وانت تعد اكواب القهوة، كن حذرا هذه المرة، لا اريد ان اقلق عليك !!! هذا هو المكان الذي ينبغي ان يجلس فيه الزوار إن جاء زائر، وووووو…..الخ..

ثم قامت بترتيب المطبخ، وجهزت الثياب حسب الايام التي ستغيبها، واعدت المكان الذي يجب ان اجلس فيه في مواجهة التلفزيون، ثم اعدت الأحذية، وأعادت ترتيب الكتب والاوراق في المكتب، ثم ابتسمت في النهاية، ولما سألتها عن سر الابتسامة، قالت بهدوء: تخيلت شكل هذا كله حين اعود!!!، أنا ايضا ابتسمت حينها!!! بدت متأكدة من شيء واحد هو ان لا شيء من تعليماتها سينفذه هذا الواقف امامها..

نعم، ستعود وقد إندمج المكتب بغرفة النوم، وستفاجئ بالمعري يضاحك ابانواس، وابن رشد يغازل ليليى الاخيلية، وابن تيمية يبتسم لإبن سينا، والبخاري يحاور هيجل، ودي. إتش. لورانس يتكلم عن الاخلاق، وشكسبير وقد قطع رأس الملك هنري الثامن، ستعود وقد تكاثرت اكواب القهوة في كل مكان كالقطط، اكواب بيضاء وحمراء وخضراء، اما قراطيس الهمبرغر بما تحويه من بقايا المايونير والكاتشب فلن احدثكم عما تسببه لي من احراجات في كل مرة تعود فيها زوجتي من سفرها، المطبخ يتحول الى مأساة، قالت لي مرة بعتب ضاحك: افهم ان تشرب كوبا من العصير، لكن مالا افهمه لم لا تعود قارورة العصير إلى مكانها في الثلاجة بعد الشرب؟!!! كيف تستطيع مواصلة شربه بعد ذلك حارا؟!!!، طبعا اجبت بإبتسامه صفراء كهذه :) لم تنفعني حينها فهي لا تقدم أي تفسير او تبرير واشك انها ستنفعني هذه المرة.

ويبقى الثياب التي تتكوم في الحمام مع امواس الحلاقة، وهذه فعلا مما لم تستطع ان تقدم لي هي أي حلول بشأنها، قالت لي مرة: لم لا تقترح ان ينشئون حمامات عامه في الرياض لأمثالك من المصابين بوسواس النظافة؟ إنهم يحبونك هنا ولعلهم يسمعون كلامك؟، طبعا لم اقترح لأني بنظره الى شكل الحمام وهي غائبه فهمت حيثيات الاقتراح..

حين وصلنا المطار صباح اليوم وبالطبع كان الصغار معها، تغيرت ملامح وجهها قليلا، وسألتني سؤالها المعتاد: هل مازلت راغبا في سفري بعيدا عنك؟!!، ضحكت وقلت اما زلت تعتقدين اني طفلك الوحيد في هذه البلد الواسعة؟!، ثم كررت قائمة التعليمات والتحذير من السهر والاكثار من شرب القهوة والنصيحة الجديدة عن مخاطر شاشات الكمبيوتر على العين،،،الخ (مرة ثانية)، مع تأكيدها انها فعلت كل ما يمكن فعله كي امضي ايامي مرتاحا في غيابها، (صادقه والله)..

وها انا وحيد في المنزل، امامي كتبي واوراقي وكوب القهوة الاول وهذه الشاشة الصغيرة التي اكتب لكم ولكنّ من خلالها، وحيد الا من ذكرى متجددة لهذه المرأة التي ملأت حياتي فرحا وانسا ونظاما وسعادة رغم كل شيء، هذه المرأة التي يشغلها الا يزعجني احد، والا يقلق راحتي احد، والا اسمع كلمة غبية من احد، ثم تسافر لصلة رحم ماسة ويقلقها وهي في سفرتها البعيده هذه حال ذاك الجالس هنا معكم وبين كتبه، من يرتب فراشه؟ ومن يعد له قهوته؟ ومن يهتم بثوبه وهندامه؟!!، تسافر ثم تعاود الاتصال به كل مساء تسأله عن يومه كيف قضاه وعمن استقبل ومن فارق، وإن كان كل شيء على مايرام، ثم تختم حديثها بجملتها المعتادة: إن كنت تحتاج لنا فسنعود حالا، ويأتيها الجواب المعتاد أيضا: ليس بعد..

لست شهريار، ولا السيد احمد عبدالجواد، وليست هي شهرزاد او أمينه، ولا اذكر ابدا ومنذ زواجنا ان تناقشنا في قضية حقوق المرأة هذه، ولم يشغلني في حياتي الخاصة شيء غيرها هي واطفالها، ولم يشغلها هي ايضا شيء غيرنا، ثم انا مشغول بعملي وكتبي واوراقي، وهي مشغولة بتدريس الاطفال وتربيتهم بطريقتها التي احترمها، احاديث الحب والغرام والهيام واللوعة تقلصت بعد زواجنا بسنة واحدة، لم تنتهي طبعا لكن تحولت مع الايام الى شيء اقوى من الحب، تحولت الى عطف ورحمة واحترام متبادل وثقة دائمة، واعجاب قوي من طرفها (تقول دائما انت استاذي الثاني بعد ابي، وانت ابي الروحي قبله،،يمكن مجامله؟ ما ادري ، لكن والله شكلها تتكلم جد لما تقولها)، وتقدير شديد من طرفي، هي تحترمني وانا اقدرها، وحين تغيب اشعر باليتم، وتشعر هي بالقلق..

قولوا عنا ماشئتم، متخلفين، رجعيين، مغيبين، لا يهم، لكني انا واياها نفهم، ان كل مطالبة بالحقوق وكل دعوة الى القيام بالواجبات بين الرجل والمرأة لا تصل بنا الى ما وصلنا اليه اليوم معا من شعور بالحب والسعادة بعيدا عن التنظير والبحث ليست اكثر من دعاوى فارغة..

ادعكم لأتصل بها والاطفال واحدا وواحدة واطمئن على سلامة وصولهم، سأكلمها لاجعلها اكثر سعادة وفرحا حين اقول لها: انا بخير بين الكتب ومع فنجان القهوة ومع اصدقائي في النت (كما تسميكم)، ومع الضراير (كما تسميكن أنتن والكتب)..

هذا من قديمي في الشبكة بالأمس القريب..
ذكرتني به الأخت الشاعرة نوره الدامر في سؤال ضمن مقابلة مواسم.. :)

اليوم:
أما فوضى الكتب والاوراق وأحاديث الاصدقاء فما تغير منها شيء..
لكن كبر الصغير وهو يدرس العلوم حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية..
وكبرت البنتان وهن مشغولات بامتحاناتهن ومشاكسة أبيهن في كل مناسبة متاحة.

أما أنا وهي فقد تحول كل شيء بيننا إلى أقوى مما كان:
حبا واحتراما وتقديرا.

.
.

المجلجل 02-04-2006 15:50

رد : زوجتي...
 
الله يدوم المحبة بينكم إن شاء الله...
.
.
.
أستاذي نحن بدون المرأة نضيع في اللامبالاة...!!
.
.
.
تحياتي لك :)

LAYLA 02-04-2006 17:10

رد : زوجتي...
 


زوجتك عظيمة,, في أعيننا
وكلماتك عنها ,, عظيمة في عينها


حفظكما الله لبعضكما
وحماكما من أعين الحاسدين


ليلى

وتر 02-04-2006 17:31








وحين تغيب اشعر باليتم، وتشعر هي بالقلق ..


هنا نجد ماهو اقوى من الحب ..



عبدالواحد اليحيائي ..

شعور جميل بين الزوج وزوجته حيث لا يقتصر حياتهم على تأديه واجبات والمطالبه بالحقوق فقط لتستمر هذه الحياه بل يتوسع مابينهما ليشمل الاحترام والعاطفه والتقدير ..


ادام الله عليكم هذه السعاده يارب




دمت بخير








نورة العجمي 03-04-2006 03:16

رد : زوجتي...
 



أستاذنا
عبدالواحد اليحيائي

أولاً شكراً لسؤال حرضّك لطرح حديث النفس هذا
كم أنت رائع وكم هي رائعة
جعلتنا نحبها جداً وتكاد تكون قريبة لنا كأخت وصديقة وقلب أم
نحمل الكثير من المحبة الأخوية لكما
ومن الأحترام مايفوق ذلك

حفظكما الرحمن

هنيئاً لنا أنت tsh6





نوف الثنيان 03-04-2006 10:08

رد : زوجتي...
 


لم تترك مساحة في قلوبنا إلا امتلأت مودة وأحترام وأبتهال
دمت بخير .. وحفظهم الله لك من كل شر ..

كن هنا دائما نكون الأجمل دوماً



حلمـ ـالبنفسجـ 03-04-2006 17:10

رد : زوجتي...
 
ما أجمل الدفء الأسري ..
بين زوج حنون .. وزوجة متفانية
.
اصدق دعواتي .. ببقاء هذا الود ..,,

الجازي 04-04-2006 09:11

رد : زوجتي...
 
.

الأستاذ / الكاتب الرائع .. اليحيائي ..

ماشاء الله تبارك الله .. ولا قوة الاّ بالله ..
قادر على عمل التوازن بين فوضى الأوراق والكتب ..
وحاضر الذهن في ترتيب الأفكار في كل إبداع تقدمه لنا ..

عسى الله أن يديم عليك نعمتة ويحفظهم لك جميعاً من كل شر ..
دمت بكل الخير ..

.

عنود 09-04-2006 03:53

رد : زوجتي...
 
أنت الأبلغ هنا

أضفني في أجندة محبيكم أستاذي

عبدالواحد اليحيائي 01-05-2006 11:54

رد : زوجتي...
 
.
.
آميين..
وعسى الله أن يستجيب لدعوات الداعين والداعيات..:)

وشكرنا (أنا وهي والصغار الذين كبروا) لكم متصل.
.
.


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +4.
الوقت الان » 01:45.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يكتب في الموقع يعتبر حقوق محفوظة لموقع شعبيات- شبكة الاقلاع