شعبيات

شعبيات (http://www.sh3byat.com/vb//index.php)
-   شخصيات (http://www.sh3byat.com/vb//forumdisplay.php?f=19)
-   -   آخـــــر بــــــدوي! (http://www.sh3byat.com/vb//showthread.php?t=10503)

سعد الدوسري 20-05-2005 20:43

آخـــــر بــــــدوي!
 








هو شاعر ظاهره!
قدره ألاّ يمرّ في تاريخ الشعر مرور الكرام
قدره أن يكون علما ً من أعلامه رغما ً عن الإعلام
وتعثّر الروايه ووسائل الإتصال!

أبى الشعر أن يخذله أو أن يغيّبه التاريخ المُهمل غالبا ً
عندما يتعلّق الأمر بـ التراث الشعري الشعبي وشعراءه!

غيّر خارطة الشعر آنذاك وصدّره في أبهى صوره
بـ عفويّته وصدقه وأرتبط ببيئته الصحراويه وماتحيط به
وبالذات إبله " الأربع والعشرين " والتي قدّر الله لها مرض
" الهيام " فتركت معشوقها يصارع العجز والشلل في مشهد
مُحزن يجسّد إرتباطه الروحاني بها!






هو
عبدالله بن محمد بن خزيم من قبيلة الرجبان من الدواسر
الملقب بـ الدندان لقوله :

إن دنـدنـوا قـمـت أنـا ألـعـب لـعـب دنـدانـي
..... وإن غـطـرفـوا بـالـقـوارع قـمـت أقـدّيـها !






ألف عنه المستشرق الهولندي " مارشيل كوبر شوك "
كتاب " البدوي الأخير " وللعلم لم يكن الكتاب حصرا ً على الدندان
بل أستعرض فيه تاريخ وشعراء وحياة قبيلة عتيبه وشمّر والدواسر
وشاعرهم الدندان وهو ماكان يقصد به " البدوي الأخير " !





ولد الدندان في عام 1335 هجري تقريبا ً
وعاش طوال حياته بلا زواج ويُقال بإنه في بداية حياته
خطب من أحبّها فعارضوه أهلها فأضرب عن الزواج ورهن حياته
لشعره ولإبله معشوقته الثانيه والأخيره!







وقيل عن الدندان وهو المعروف بصدق الروايه إنه خاطب الجن
يقول أنه ذات يوم عند جبل " جنيّح " في منطقه يُقال لها " السره "
وكان متجها ً شمالا ً قابله سبعة عشر جنيا ً متجهين جنوبا وقالوا له
سبعة عشر بيتا ً كل واحد منهم ينشد بيتا ً حتى تكوّنت قصيده كامله
ولكن للأسف لم يحفظ منها الدندان سوى بيتان هما :




هـجـنـنا مـن قـطـعـهن الـهـوج عـوج
..... مـن مـطـاواهـا تـخـاتـيـخ الـريــاد


كـن مـذارعـهـا مـلـحّـات الـفـنـود
..... يـوم تـاطـى فـي رقـاريـق الـحـمـاد!





ويُقال أن الجن خرجت عليه ونهته عن قول الشعر
فلعل شياطين الشعر غارت من جزالة شعره وجودته!









يقول الدندان ويهو يستعرض قوّة شعره ويفخر
بما حباه الله من جزاله :



أنـا ويـن أدوّر لـي مـع ذا الـلـسـان لـسـان
....... يـعـاون لـسـانـي لا يـبـيـن الـخـلـل فـيـّـه


كـلـيـت الـسـمـا وأرضـه ولا وقّـت الـلـحيـان
....... مـع الـكـون كـلـه مـا يـجـي لـقـمـة ٍ لـيّـه !


شـربـت الـبـحـور وجـيـت مـتـغانـم ٍ ضـميـان
........ جـمـيـع الـمـشـارب مـا تـجـي رشـفـة ٍ لـيّـه


سـحـنـت الـجـبـال إدوا ولا تـكـحـل الـبـرمـان
........ وجـمـيـع الـشـجـر مـا مـيـّـل الـعـين هـاذيّـه


لـبـسـت الـنـهـار ثـويـب خـام ٍ علـى الأمـتـان
......... وسـواد الـلـيـالـي لـي بـشـوت ٍ شـمـالـيّـه


وتـراني دخـيـل الله ولـيّـي عـظـيـم الـشـان
......... وبـاقـي الـخـلايـق مـالهـم عـنـدي إدعـيّـه!


غَفر الله له!










ويقول في العاطفه وهو الذي ملأ قلبه الحزن
فعزفه نغما ً يُطرب الآذان ويسحر الألباب!



أبـديـت ما كـنّـيـت بـيـن الـسـراجـيـف
........... وقـامـت تـهـشّ الـمـا الـعـيـون الـحـزانـي!


يـا مـا بـصدري خـافـي ٍ مابـعـد شـيـف
.......... وإن جـيـت أبـكنـا كـامـل الـحـزن جـانـي


عـلـيـك يـا الـي لـه ثـمـان ٍ مـراهـيـف
.......... فـي ذبـل ٍ مـثـل الـحـريـر الـعـمـانـي


مـن مـنـوة الـي نـشـّف الـريـق تـنـشـيـف
.......... تـبـرد لـواهـيـب الـمـغـلّ الـظـمـانـي


مـضـنون عـيـني حبّـه أخـلا الـمـوالـيف
......... بـين الـبـنـي كـنـه سـهـيـل الـيـمـاني


كامـل وصـوف ٍ مـا بـعـدهـا تـواصـيـف
......... إمـنـفـل ٍ بـيـن الـعـذارى الـزيـانـي


عـرفي وعـرفـه شـرّف الحـب تـشـريـف
......... حـب ٍ على طـول الـدهـر مـا يـهـانـي!










ويقول ما يدل على حكمته وإيمانه وسِعة أفقه :


الإنـسـان لـو يـشـك ما جـا بـمـا جـيـب
....... يـذكـر ولـيـّـه فـي الـلـيـالـي الـمـقـاديـم


ويـصـبـر عـلى مـا جـا مـن الله لـيـا صـيـب
...... ويـقـنع بـحـكـم الله ويـرضـى الـمـقـاسـيـم


والله ومـر فـي كـل شـي ٍ تـسـابـيـب
....... والـنـقـص فـي مـال الـخـلايـق تـعـالـيـم!









ويحكي " شوك " في كتابه عن حياة هذا الشاعر الكبير
وقصائده الناريه التي أججت مشاعر قبيلته " الدواسر "
في أزمنه مختلفه عندما كانت الحروب بين القبائل لا تهدأ
وتثور لأصغر المسببات!




لا عـوى ذيـب مـن الـهـضـب لـجّ ألـفيـن ذيـب
........ كـلـبـوهـا هـضـبـهـا ورث جـدّان ٍ لـهــا


كحـلـهـا الـبـارود والـصـلـف والـراي الـصـليـب
...... الـسـلال الـخـضـر يـا نـا فـدا مـن شـلـهــا


نـوم عـيـنـي فـعـلـكم يـا مـوطـيّـة الـحـريـب
...... يـا رجـال الـحـرب يـا أهـل الـمراجـل كـلـهـا!











ومن الرويات في كتاب "شوك "
تلك الروايه عن الدندان في قوله :


عندما ذهبت إلى الحج إلى مكه وكنت أهمّ بدخول بوابة
الحرم المكي حيث نادت علي إمرأه وطلبت مني أن آتي
وأجلس بجانبها ولكن قصدها كان شريفا ً فقلت :




حـسـبـي عـلى الـي دعـانـي لـيـن نـابـيـتـه
...... بـين الـعَـمَـد والـمـقـام وبـيـن الأركـانـي!


فـوالله لا رحـت أدوّر لــه ولا جــيــتـه
...... وأغـضـيت مـالـي بـشـوفـه كـان وأغـوانـي


مـدهـالـهم لا سـقـاه الـوبـل مـرّيـتـه
....... مـتـشـالـي ٍ لـيـن جـيـتـه والـبـلا جـانـي


يـا مـا بـقـلـبـي عـلـيـهم مـيـر كـنـيـتـه
....... مـن ذلـتـي يـفـتـري بـه كـل مـظـانـي


لـولا الـحيـا كـان حـمـل الـثـوب شـقـيـتـه
....... وأمـشـي مـع الـي يـبـون الـسـتـر عـريـانـي!


مـاعـاد فـ العـمـر مـسـيـار ٍ عـلى بـيـتـه
....... ومـشـاهـده دام مـوت الـنـاس مـا جـانـي




ويصف " شوك " الموقف بعد الإلقاء
....... إختتم الشاعر إلقاءه قائلا ً : سلامتكم!
فصاح أحد الضيوف
ها يا الدندان ليس هذا كل شئ!
هُناك بيت آخر .....
قال الدندان : كلا ليس هناك شئ آخر!
....... بلى هناك هيّا لنسمعها!
" نسيت " هكذا زعم الشاعر ....
وأخيرا ً رضخ الدندان للضغط وألقى البيت المفقود مقهقها ً:




يـا لـيـتـنـي يـوم جـيـتـه كـان حـبـيـتـه
....... حـطـيـت شـقـر الـجـدايـل فـوق الأمـتـانـي!










ومن الطرائف التي يسردها " شوك " في كتابه عن الدندان :

كنت أسير مفرقعا ً بسرعة 70 كيلو مترا ًفي الساعة في سيارة الامارة البيك أب
المستهلكة من طراز هيلاكس خارج المنطقة المبنية مباشرة حيث تعيّن علي فجأة
أن أبطئ السرعة لأن سيارة من طراز سيارتي نفسه ومتضعضعة أكثر كانت تنحدر
إلى الطريق نافثة سحب دخان سوداء وبالرغم أن السيارة كانت تزحف بسرعة لا تزيد على 40
كيلو مترا ً في الساعة فإنها كانت تتأرجح بحدة بين الجانب الشمالي من الطريق وحافته
وكأن سائقا مخموراً بشدة وراء المقود قمت بمناورة لتجاوزها ونظرت إلى جانبي فرأيت
رأس الدندان الوقور بشيخوخته هادئا غير مبال فوق المقود توقفت عند الحافة ونزلت ثم أشرت له أن يتوقف
أدخلت رأسي في النافذة وسألت: لماذا لا تأخذ سيارتك الكراج انها تحرق الزيت ألا ترى الدخان؟
أجاب: إيه ليس لدي الا القليل من المال.. دعها تدخن!









وهذه قصيده له مسموعه














توفّي الدندان في عام 1418 هجري تقريبا ً ...
وترجمت قصائده إلى الهولنديه!


رحل ولم يترك وراءه سوى سمعه شعريّه كفيله بإن تخلّد
إسمه أبد الدهر ...









رحمه الله رحمه واسعه!







محبكم
سعد ..!




عبدالله البكر 20-05-2005 21:18

.










من أول حرف !
والى " سعد .. ! "



كنت أقرا بكل ما أوتيت من تركيز ..



شاعر كبير جدا ً ..
وذائقة كبيرة جدا ً تلك التي أحبت هذا الحجم من الشعر !

لله ماأجملك يا سعد .. وما أجمل قصائد إبن عمك يا صديقي .. رحمه الله وغفر له ..


شكرا ً من القلب ..

محبتي

.

نجـود 21-05-2005 12:12

رد : آخـــــر بــــــدوي!
 



سعد الدوسري

معلومات قيمه وربي

وأذا مب غلطانه تطرق فهد المارك بأحد كتبه الثلاثه للدواسر في روايته قصص زمان

وكتب أبيات شعريه لشاعر أظنه الدندان

أول مره أعرف أن الدواسر يقال عنهم بدو

ذا البيت من جد عجبني بقوه

مـاعـاد فـ العـمـر مـسـيـار ٍ عـلى بـيـتـه
....... ومـشـاهـده دام مـوت الـنـاس مـا جـانـي


لك الشكر الجزيل

مرزوق بن فيحان 22-05-2005 00:42

رد : آخـــــر بــــــدوي!
 
اخي الشاعر الجميل / سعد الدوسري
تسعدنا مشاركتك المتميزه في خيمتنا الشعبيه
اختيارك كان في مستوى شاعريتك الفذه يالدوسري
تقبل كل الشكر يا صديقي
لا عدمنا تواجدك وتوهجك ولا خلا ولا عدم
تحياتي / مرزوق

سعود الخويطري 22-05-2005 04:29

رد : آخـــــر بــــــدوي!
 
إن دنـدنـوا قـمـت أنـا ألـعـب لـعـب دنـدانـي
..... وإن غـطـرفـوا بـالـقـوارع قـمـت أقـدّيـها !



اللّه اللّه



والله يرحمه ويغفر الله أن شالله



الله يعطيك العافية يـ سعد الغوالي




رائع / جزل / متميز أختيارك وحضورك ونقلك عن الشاعر الكبير / عبدالله الدندان



وبدون أدنى شك يكفيه ترجمة قصائدة الى الهولنديه , وبيض الله وجهك يالدوسري



ننتظرك دائما وننتظر هكذا تميز في خيمتك الشعبيه


تقبل سلامي واشواقي ومتابعتي

الخويطري

عنودالصيد 22-05-2005 17:27

رد : آخـــــر بــــــدوي!
 
سعد الدوسري


موضوع متعوب عليه يعطيك العافيه

وماقصرت وصراحه رائع

ابراهيم الرشود 26-05-2005 14:17



الله عليك ياسعد



أذكر هذا الشاعر وقصته اللتي تناولها "فهد عافت" في مجلته طيبة الذكر "قطوف"



تناولها بإسهاب





وصلت تلك الأيام لمرحلة إدمان على قصة هذا الرجل





على فكرة

المجلة تناولت قصته على حين حياته


وصدقني أني أذكر حزني عليه يوم أعلنو وفاته








كالجبل هو






وكالغيمة أنت





لك الشكر على هالموضوع المميز جدا جدا









شكرا لك يامبدع ..





.

نورة العجمي 27-05-2005 20:31

رد : آخـــــر بــــــدوي!
 


عبدالله بن محمد بن خزيم الملقب بـ الدندان

غفر الله له

توفي ولم يترك وراءه سوى سمعه شعريّه كفيله بإن تخلّد إسمه أبد الدهر

لم يترك غرض من أغراض الشعر الا وطرقه

اختيار رائع ياسعد وموضوع متميز ومتكامل

تقبل اعجابي

وحش 30-05-2005 01:23

رد : آخـــــر بــــــدوي!
 


الأخ ..سعد الدوسري

.

>/

إستمتعت كثيراً بقراءة هذه السيرة.من اول ماقمت بأدراجها هنا لكن لم يسعفني الوقت للرد .
ولااخفيك انني اخبرت والدي ايضاً بها.لولعه لمثل هذه القراءات .واخبرني انه سمع عنه ..الكثير..
.
.
الف الف شكر وبيض الله وجهك ماقصرت ..

:)

سعد الدوسري 12-06-2005 18:30

رد : آخـــــر بــــــدوي!
 






أخي ..



عبدالله البكر

تُضفي البهجه على كل مكان
تحل به !
آمين يا عبدالله ..





ألف شكر ...




الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +4.
الوقت الان » 10:21.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يكتب في الموقع يعتبر حقوق محفوظة لموقع شعبيات- شبكة الاقلاع