شعبيات

شعبيات (http://www.sh3byat.com/vb//index.php)
-   ذاكرة العرب (http://www.sh3byat.com/vb//forumdisplay.php?f=96)
-   -   ذكريات ..!! (http://www.sh3byat.com/vb//showthread.php?t=9133)

فوزي المطرفي 24-03-2006 16:39





.

ذكريـــات!



.

فوزي المطرفي 22-07-2006 20:46

للبقاء على قيد الحياة يجب أن نقص الحكايات*

... وأنا في انتظار الدخول إلى بانوراما حرب أكتوبر طلب منّي شاب زيارة محلّه الصغير والمزيّن بمجسّمات الفراعنة, رحبت بالفكرة ـ خصوصاً وأنها تعود على الانتظار بالفائدة ـ وتقدمت أنظر بحزنٍ إلى ابتسامته التي تزيد وتنقص بحسب محفظة النقود!
كان المكان لطيفاً جداً, ويعرض الكثير من الهدايا بجانب تاريخ مصر, لكن الوقت ضيقٌ على مشاهدة التاريخ والهدايا, لذلك فكّرت في شراء ما يرضي ابتسامته فقط, وأثناء الخروج؛ لمحت في أعلى المكان ميدالية بلون زهر الربيع, وفي داخلها حرف صغير يدس نفسه بنفسه, تأملته كثيراً , وانتقلت فيزياقلبياً إلى حالة التلاشي أو بالأصح التـ لاشي!
"ولقد خلوت مع الحبيب وبيننا & سرٌ أرق من النسيم إذا سرى"
تتابعت النظرات الصامتة تجاه الميدالية , فاقترب البائع ـ بعد يأس ـ وقال : "حتفوتك البانوراما يابيه" اعتذرت منه وذهبت نحو العرض , والحرف في راحة يدي , كلّما نظرت إليه سمعت صوتاً داخل الصالة يحكي عن نجاح معركة"الاستنزاف"!
ـــــــ
* أومبرتو إيكو.
.

نورة العجمي 23-07-2006 17:04

رد : ذكريات ..!!
 
تسجيل حضور ومتابعه

بندر بن محيا 25-07-2006 15:26

لذة تذوقتها في فمي..
 
الشاعر والروائي الغير مؤجل!
فوزي
تقول أحلام مُستغانمي : لأننا لا نملك أجوبة ..نتجه للكتابة في كل مرة.
ويبدو أن واسيني الأعرج بجنونه قد ذكر هذا آنفاً، فثمة مايجعلنا نتشبث في كل شيء، نطرق كل الأبواب
الموصدة، والحلوى في أيدينا، بحثاً عن قدر ٍ لا يجيء، عن عتيقات الأحلام
بون شاسع يا فوزي بين جِراحنا وذكرياتنا، لكن الحكاية قادرة على تجاوز تلك الخطوات بتداعية واحدة
تنبعث منها رائحة الجِدة وحديث الموقف..
إني ها هنا منصت لك ..

فوزي المطرفي 26-10-2006 06:55

رد : ذكريات ..!!
 


.

رغبات الدُمى

لم تكن تعلم بموعدها حتى نظرت إلى ملامح دميةٍ تنام على سريرها الخاص, ألعابها الصغيرة تشبه جدول مواعيد رجال الأعمال, طيلة فترة العمل, يبذرون ترتيب الصفقات المهمّة, ويهيئون وسائل الحياة اللازمة لحصادٍ جيّد, ثمّ إذا انتهى الموسم, احتفلوا بعلامة "X". تأمّلت دميتها بحنانٍ تفتقده منذ طفولتها, أحست بأحلامٍ تشرق على لياليها كالفجر, تأخذها إلى مساءاتٍ لم يمسسها حُلمٌ قط, تحولها إلى لحنٍ بيروتيٍّ عصيٍّ على الغناء إلا لفيروز.
تحاول أن تسرق من الزمن إغفاءة لتعيش, يجتاح الدمية صمتٌ واضح الملامح, تذهب إلى مرآتها لمداعبة زينتها, تحسست عنقها بلمسةٍ حانية, ضمّت صدرها بقوّة مريحة, حاولت احتضان رغبتها, شعرت بانفجار الأنوثة, وأخذت تدور بولهٍ طفوليٍ طاغٍ, كشف عن أقدامٍ بلّورية عاشت نضارتها في الركض, وساقان ثاملان يمتهنان الرقص, وجسدٌ نحيلٌ يشعُّ كسراجٍ نصّ على سارية.
اقتربت من دميتها بمسافة اشتياقٍ وقبلة, وضعت يدها على خصرٍ يتساقط غنجًا, أمالت رأسها نحو اليمين قليلاً, وبعد أن تهدل الشعر على أكتافها, غمزت بتدللٍ, وقالت: يا حبيبتي الدمية, هذا يومك, لقد وضعت رائحة عطرك الباريسيّ, وصففت شعري بطريقةٍ غجرية, لم أضع أساور الفضة وحلقات الذهب, ولم استخدم حمّالة الثدي الخانقة, ولا الخلخال الذي يترنم "وسواسه" عند النوم, لم أضع أي شيءٍ قد يشغل مساحةً أنتِ أحق بها , أو يسد منافذ رغباتك التي استعيد بها حياتي.!
قلّ أن يتقن طبيب النفس السيطرة على شبق الأنوثة, خاصةً وهي تفتقد جسدًا أبديًا. الدُمى يشكلون في حياتها بيادق شطرنج متحركة, تقضي معهم فراغًا عاطفيًا مسلوبًا, تلاعبهم بتوددٍ مشبوهٍ, يعيش في حركات الشطرنج الذكية, قد تغامر بأحدهم, من أجل وزيرٍ تختبئ فيه, وقد تُضحي بآخر, من أجل جنديٍّ يوفّر عيد ميلادٍ صاخبٍ وحلوى, وقد تلفضهم جميعًا, إذا أُثيرت لموعدٍ ألذ ودميةٍ أشهى, كأنها تمارس مع المبادئ شيطنة طفولةٍ نزقة!
قبل أن تحتضن دميتها البالغة, قصّت حكاية شهرزاد وشهريار, ونامت, امرأة أخلصت لرغباتها, حاولت أن تعيش للدمى, وأن تجدّد قلبها كلّ سهرة, في إحدى الليالي, استيقظت فجأة, شعرت بالدمى يتناهشون سرير أنوثتها, سرى في قلبها فرحٌ عابر, وقالت: كم من الحكايات أحتاج لأعيشهم؟

.

نورة العجمي 27-10-2006 12:32

رد : ذكريات ..!!
 


رائع فوزي
تفاعلت مع الفكرة المؤلمة
عندما يظهر المريب بأوجه عدة بعد كل مفازة يجتازها
مبدع


الجازي 29-10-2006 05:44

رد : ذكريات ..!!
 




رغبات الدُمى


موجعة لأقصى أعماق الألم !

إعجابي ليس بجديد يافوزي .. بأفكارك وأسلوبك وطريقتك بالكتابة ..

أنت غني عن الإشادة ..

دمت لنا .. http://www.sh3byat.com/vb/images/icons/damn.gif




عنود 01-11-2006 02:10

رد : ذكريات ..!!
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فوزي المطرفي (مشاركة 211404)


.

رغبات الدُمى

لم تكن تعلم بموعدها حتى نظرت إلى ملامح دميةٍ تنام على سريرها الخاص, ألعابها الصغيرة تشبه جدول مواعيد رجال الأعمال, طيلة فترة العمل, يبذرون ترتيب الصفقات المهمّة, ويهيئون وسائل الحياة اللازمة لحصادٍ جيّد, ثمّ إذا انتهى الموسم, احتفلوا بعلامة "X". تأمّلت دميتها بحنانٍ تفتقده منذ طفولتها, أحست بأحلامٍ تشرق على لياليها كالفجر, تأخذها إلى مساءاتٍ لم يمسسها حُلمٌ قط, تحولها إلى لحنٍ بيروتيٍّ عصيٍّ على الغناء إلا لفيروز.
تحاول أن تسرق من الزمن إغفاءة لتعيش, يجتاح الدمية صمتٌ واضح الملامح, تذهب إلى مرآتها لمداعبة زينتها, تحسست عنقها بلمسةٍ حانية, ضمّت صدرها بقوّة مريحة, حاولت احتضان رغبتها, شعرت بانفجار الأنوثة, وأخذت تدور بولهٍ طفوليٍ طاغٍ, كشف عن أقدامٍ بلّورية عاشت نضارتها في الركض, وساقان ثاملان يمتهنان الرقص, وجسدٌ نحيلٌ يشعُّ كسراجٍ نصّ على سارية.
اقتربت من دميتها بمسافة اشتياقٍ وقبلة, وضعت يدها على خصرٍ يتساقط غنجًا, أمالت رأسها نحو اليمين قليلاً, وبعد أن تهدل الشعر على أكتافها, غمزت بتدللٍ, وقالت: يا حبيبتي الدمية, هذا يومك, لقد وضعت رائحة عطرك الباريسيّ, وصففت شعري بطريقةٍ غجرية, لم أضع أساور الفضة وحلقات الذهب, ولم استخدم حمّالة الثدي الخانقة, ولا الخلخال الذي يترنم "وسواسه" عند النوم, لم أضع أي شيءٍ قد يشغل مساحةً أنتِ أحق بها , أو يسد منافذ رغباتك التي استعيد بها حياتي.!
قلّ أن يتقن طبيب النفس السيطرة على شبق الأنوثة, خاصةً وهي تفتقد جسدًا أبديًا. الدُمى يشكلون في حياتها بيادق شطرنج متحركة, تقضي معهم فراغًا عاطفيًا مسلوبًا, تلاعبهم بتوددٍ مشبوهٍ, يعيش في حركات الشطرنج الذكية, قد تغامر بأحدهم, من أجل وزيرٍ تختبئ فيه, وقد تُضحي بآخر, من أجل جنديٍّ يوفّر عيد ميلادٍ صاخبٍ وحلوى, وقد تلفضهم جميعًا, إذا أُثيرت لموعدٍ ألذ ودميةٍ أشهى, كأنها تمارس مع المبادئ شيطنة طفولةٍ نزقة!
قبل أن تحتضن دميتها البالغة, قصّت حكاية شهرزاد وشهريار, ونامت, امرأة أخلصت لرغباتها, حاولت أن تعيش للدمى, وأن تجدّد قلبها كلّ سهرة, في إحدى الليالي, استيقظت فجأة, شعرت بالدمى يتناهشون سرير أنوثتها, سرى في قلبها فرحٌ عابر, وقالت: كم من الحكايات أحتاج لأعيشهم؟

.


القصة يميزها نفس سرد ابداعي مقترن بهموم لم تحمل في أعماقها
رؤية مختلطة وغائمة للأشياء بل وصف مباشر لحالة انثى خاصة مستفزة تحصل في كل مجتمع
مهما كانت محافظ

فوزي
الله يسامحك :)
هل يمكن نشر إبداعاتك بشكل مستقل لتأخذ حقها من الأطلاع والتعليقات الهامة ؟

فوزي المطرفي 04-08-2007 22:00

رد : ذكريات ..!!
 




.


صِبا

مرارة سقوط الشرف الرفيع في الأذى, حطَّم آمالها وأحلامها, وقادها إلى هاويةٍ سحيقةٍ بعيدة الغور. قال لها سائق التاكسي ذات تجربة: «إشباع غريزة هؤلاء بشكل سريع؛ أقل ألمًا من الامتهان البطيء والتدريجي مساء كل استعراضٍ ودمع.!».
جسدها، الذي ترهل نتيجة عوامل التعرية الطبيعية, لم يعُد يأخذ مكانًا مناسبًا لإثارة الشهوات, وصوتها الأنثوي الحالم, لم يعد شيئًا مذكورًا؛ بعد طراوة العشرين وعمر الزهور. حتى منديلها، الذي كان يشاركها فتنة التغنج وقلب النزوات, فَقَدَ طاقة الإيماءات البعيدة, التي يسيل من أجلها لعاب الرغبات.!
في إحدى ليالي الجوع الكافرة, حضرتْ إلى الملهى الليلي، تتوشح الانكسار والألم. توجهت مباشرةً نحو خشبة العرض, المزدانة بألوان قوس قزح الفرائحية. استأذنت من المغنية بأدبٍ لا يعرف الضحكات المنافقة والمتزلّفة. أخذت المايكروفون بيدها المرتعشة, ويممتْ حزنها نحو الوجوه المترنحة ذات اليمين وذات الشمال. في لحظة اندهاشٍ رهيبةٍ؛ أسكنت الصمت والهدوء في ساحات الملهى, وجعلت الأبصار والقلوب معلقة, على أرجوحة الفضول الذي يرقب النبوءة. كلّ حركةٍ كانت تتمطى بصلبها توقفت, وكلّ نأمةٍ كانت تخترق ظلمات الليل الذي أرخى سدوله بأنواع الغرائز أُخرست. كلّ شيءٍ في هذا المكان الصاخب ارتدى حلَّة الصمت, لدرجة أنه لو ألقيت حبة نردٍ صغيرة؛ لسُمعت قرقعتها على طاولات السهر المنتشية.!
لله هذا الحزن, كم هو قادرٌ على فرض احترامه في مكانٍ لا يراعي حرمة الاحترام. لله هذا الحزن, كم لبّتْ لمناسكه قلوبٌ لا تفهم معنى التلبية إلا بمتعة وغرض. لله هذا الحزن كم ترجم لغات الصمت في أجلّ المواقف التي يشتد فيها الألم ويتعذر الكلام.!
الأضواء القزحية تجمّعت بشكلٍ عاموديّ, فوق حزنها الذي سدّ بآهاته منافذ الأنفاس, وزوايا السهر المشدوهة باتت تكبر, ككرة ثلجٍ في صباحٍ جليديّ. وفي عزِّ تطايرِ الأحلام, أخذت نفسًا عميقًا من داخل ذكرياتها, التي باتت تموج كبحرٍ لجيٍّ تتلاطم أمواجه على صخور صمّاء, لا تعرف مقدار الحزن مع كلّ مدٍ وجزر, ثمّ زفرت بأبياتٍ كانت تحفظها عن حبيبها, حينما كان يغازلها ببراءةٍ لا تشوبها شائبة حيوانية:
الصبا والجمال ملك يديكِ
أي تاجٍ أعز من تاجيكِ؟!
نصب الحسن عرشه فسألنا
من تراها له؟ فدل عليكِ.!

أحست برطوبةٍ بلَّلت عينيها, وهي تناجي أيامها الخالية, كأنها أرادت أن تلطم خد الاحتقار والامتهان بعشقٍ ما زال يتنفس داخل شرايينها, كأنها أرادت أن تبادل التهميش وغايات الجنس المقيتة، بمشاعرٍ عاشت تفاصيلها أيام الفرحات الأولى, كأنها شعرت مع كلّ نفسٍ عميقٍ باختناقٍ قاتلٍ ووحشةٍ شديدةٍ, فراحت تُعيد مراتٍ ومرات:
الصبا والجمال ملكُ يديكِ
أي تاجٍ أعز من تاجيك؟!
نصب الحسن عرشه فسألنا
من تراها له؟ فدل عليك.!

الأضواء واقفةٌ بخشوعٍ وتبتّل, والأجسام الظاهرة أمامها باتت أصغر وأبعد مما هي عليه في الواقع.!

.

المهرة 05-08-2007 04:07

رد : ذكريات ..!!
 



أنت فعلاً بارع حدّ اختصار أحاسيسك

في أسطرٍ مساحتها محدودة

إلاّ أن شرح روعتها يطول

عشت متكأً لحروفنا.

تقديري واحترامي

اختك / المهرة

حياة 08-07-2008 13:10

ذكريات.. تُجبرنا على عوداتُ ُ كثر..
 
،



إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فوزي المطرفي (مشاركة 233079)




.


صِبا

مرارة سقوط الشرف الرفيع في الأذى, حطَّم آمالها وأحلامها, وقادها إلى هاويةٍ سحيقةٍ بعيدة الغور. قال لها سائق التاكسي ذات تجربة: «إشباع غريزة هؤلاء بشكل سريع؛ أقل ألمًا من الامتهان البطيء والتدريجي مساء كل استعراضٍ ودمع.!».
جسدها، الذي ترهل نتيجة عوامل التعرية الطبيعية, لم يعُد يأخذ مكانًا مناسبًا لإثارة الشهوات, وصوتها الأنثوي الحالم, لم يعد شيئًا مذكورًا؛ بعد طراوة العشرين وعمر الزهور. حتى منديلها، الذي كان يشاركها فتنة التغنج وقلب النزوات, فَقَدَ طاقة الإيماءات البعيدة, التي يسيل من أجلها لعاب الرغبات.!
في إحدى ليالي الجوع الكافرة, حضرتْ إلى الملهى الليلي، تتوشح الانكسار والألم. توجهت مباشرةً نحو خشبة العرض, المزدانة بألوان قوس قزح الفرائحية. استأذنت من المغنية بأدبٍ لا يعرف الضحكات المنافقة والمتزلّفة. أخذت المايكروفون بيدها المرتعشة, ويممتْ حزنها نحو الوجوه المترنحة ذات اليمين وذات الشمال. في لحظة اندهاشٍ رهيبةٍ؛ أسكنت الصمت والهدوء في ساحات الملهى, وجعلت الأبصار والقلوب معلقة, على أرجوحة الفضول الذي يرقب النبوءة. كلّ حركةٍ كانت تتمطى بصلبها توقفت, وكلّ نأمةٍ كانت تخترق ظلمات الليل الذي أرخى سدوله بأنواع الغرائز أُخرست. كلّ شيءٍ في هذا المكان الصاخب ارتدى حلَّة الصمت, لدرجة أنه لو ألقيت حبة نردٍ صغيرة؛ لسُمعت قرقعتها على طاولات السهر المنتشية.!
لله هذا الحزن, كم هو قادرٌ على فرض احترامه في مكانٍ لا يراعي حرمة الاحترام. لله هذا الحزن, كم لبّتْ لمناسكه قلوبٌ لا تفهم معنى التلبية إلا بمتعة وغرض. لله هذا الحزن كم ترجم لغات الصمت في أجلّ المواقف التي يشتد فيها الألم ويتعذر الكلام.!
الأضواء القزحية تجمّعت بشكلٍ عاموديّ, فوق حزنها الذي سدّ بآهاته منافذ الأنفاس, وزوايا السهر المشدوهة باتت تكبر, ككرة ثلجٍ في صباحٍ جليديّ. وفي عزِّ تطايرِ الأحلام, أخذت نفسًا عميقًا من داخل ذكرياتها, التي باتت تموج كبحرٍ لجيٍّ تتلاطم أمواجه على صخور صمّاء, لا تعرف مقدار الحزن مع كلّ مدٍ وجزر, ثمّ زفرت بأبياتٍ كانت تحفظها عن حبيبها, حينما كان يغازلها ببراءةٍ لا تشوبها شائبة حيوانية:
الصبا والجمال ملك يديكِ
أي تاجٍ أعز من تاجيكِ؟!
نصب الحسن عرشه فسألنا
من تراها له؟ فدل عليكِ.!

أحست برطوبةٍ بلَّلت عينيها, وهي تناجي أيامها الخالية, كأنها أرادت أن تلطم خد الاحتقار والامتهان بعشقٍ ما زال يتنفس داخل شرايينها, كأنها أرادت أن تبادل التهميش وغايات الجنس المقيتة، بمشاعرٍ عاشت تفاصيلها أيام الفرحات الأولى, كأنها شعرت مع كلّ نفسٍ عميقٍ باختناقٍ قاتلٍ ووحشةٍ شديدةٍ, فراحت تُعيد مراتٍ ومرات:
الصبا والجمال ملكُ يديكِ
أي تاجٍ أعز من تاجيك؟!
نصب الحسن عرشه فسألنا
من تراها له؟ فدل عليك.!

الأضواء واقفةٌ بخشوعٍ وتبتّل, والأجسام الظاهرة أمامها باتت أصغر وأبعد مما هي عليه في الواقع.!

.

0

0

0

إحتضـ ــ ـار





لـِ روحك فوزي...tsh6



،


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +4.
الوقت الان » 23:23.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يكتب في الموقع يعتبر حقوق محفوظة لموقع شعبيات- شبكة الاقلاع