مالم أقلهُ شعرا !
أعطني حريتي مؤمن أن هناك إرتباط وثيق بين الحرية والحب، فكما أن الحب هو النافذة التي نرى من خلالها صورتنا الحرة، كذلك فإن الحرية هي الضمانة الحقيقية للحب والدليل عليه،أتذكر مقولة قرأتها مبكرا، ولا زالت تملك نفس القدرة على إدهاشي حتى هذه اللحظة،هذه المقولة تقول – فيما معناه- إذا أحببت شيئا أبقه حرا،إذا أتاك فهو لك،وإن لم يفعل فهو لم يكن كذلك قط! كثير منا يتذكر هذا المقطع من أغنية أم كلثوم:" أعطني حريتي ..أطلق يديّا" من إبداع الشاعر د.أبراهيم ناجي،ولكن أتدرون ما هو المثير لخيال الأسئلة في هذا المقطع ؟! هو أن صرخة العاشق هنا لإسترداد "حريته" ، أتت في لحظة أراد فيها أن يقايض حبه في مقابل حريته،بمعنى آخر أراد عاشقنا أن يتنازل عن حبه ثمنا لاسترداد حريته! والمثير في هذا الموقف أن الحرية أصبحت في مواجهة الحب، خطان متوازيان لا يلتقيان،كيف أصبحا كذلك؟! كيف أصبحا على طرفي نقيض،في الوقت الذي كنا نظن أنهما حلقتان لا انفصام بينهما؟! أنا أعتقد أن الحرية والحب من أهم إحتياجات الإنسان الأساسية ،فلو امتلك الحرية على سبيل المثال، سيظل أحساسه بالحاجة للحب حاضرا ، بل وملحّا أحيانا،فيبدأ بالبحث عن الحب وعلى إستعداد بالتضحية بأي شيء في مقابل "حصوله" على الحب حتى ولو كان هذا الشيء حريته!وعندما يجد الحب،تجده يتنازل عن حريته "باختياره" في سبيل الإبقاء على حبه،حتى هنا والموضوع عادي،حيث أنه وبرغم تنازله عن حريته للطرف الآخر إلا أنه لا زال حرا على الأقل كما يعتقد،وذلك لأنه تنازل عن هذه الحرية وكما قلنا بكامل حريته!ولكن ما يحدث عادة أن الطرف الآخر في علاقة الحب ومع مرور الوقت يشعر أن حرية الحبيب أصبحت حقا مكتسبا له، ويبدأ في "تقنين" صرف هذه الحرية له،ظنا منه أن الحرية السائبة تشجع الحبيب على الفرار،متناسيا أن هذا الحبيب أصلا قد أحبه باختياره، ويبدأ يتحول الحب إلى محاولة إمتلاك،وفي لحظة ما يشعر الحبيب المملوك بافتقاده لنعمة الحرية،ولكن هذه المرة ليس بإرادته ولكن إغتصابا من قبل الآخر، وهنا يصحو الإحساس بالعبودية، ومعه الرغبة في التمرد والثورة على قيوده،لأن الحرية إحتياج أساسي في حياة البشر كما ذكرنا آنفا،وهنا يبدأ البحث عن الحرية والتضحية بأي شيء في مقابل "الحصول" عليها حتى ولو كان هذا الشيء هو ..الحب! ومن ثم يطلق العاشق صرخته....أعطني حريتي أطلق يديّا. وبعد حصوله على حريته،يبدأ بحثه عن الحب .....وهكذا، دوران في دائرة مغلقة ! لذا تذكروا جيدا.. أبقوا من تحبون أحرارا..ولا يغركم أن هم رموا حبال قيادهم بين أيديكم،ولا تجعلوا ذلك يحفّز في أنفسكم الضعيفة رغبة الإمتلاك. وتذكروا أيضا هذه المقولة: أذا أحببت شيئا فأبقه حرا،فإن اتاك فهو لك، وإن لم يفعل، فهو لم يكن كذلك قط ! |
الحب لا يصنع المعجزات
الحب لا يصنع المعجزات لاتصدقوا الخرافات.. الحب لا يصنع المعجزات! الحب لا يرصع أجنحة الحمام بالكريستال ليصبح منظر أجنحتها أجمل عندما تنعكس أشعة الشمس عليها عند الطيران! الحب لايبني منازل مجدولة من ثوب قُزح، لا يصلح ضمادا لجرح في مقلة السهر، ولا فضاء لآهة مخبأة في مرايا الصمت. لا تصدقوا كل ذلك.. لا تشربوا ماء تلك التهيؤات لا تقرؤا خطوط كفوفكم بحثا عن كلمة تشفي بشائر الصباح الأولى! لا تقرؤا أبراجكم اليومية إيمانا بأن الحب يخبىء حلوى عيده هناك! لا ، الحب لا يفعل ذلك، الحب فقط.. يجعلك تستمع برؤية اللحظات الأولى لولادة الشمس ،واللحظات الاولى عندما تذهب للنوم! الحب يجعلك تضع يدك على جبين الوقت كل الوقت لتستشعر درجة حرارته. كما انه يجعلك تتمعن بكل تفصيلة صغيره في أي أغنية تسمعها حتى السخيف منها، الحب يجعلك تتخيل الشعب المرجانية وأعشاب البحر وألوان الأسماك، والأنفاس التي إستطونت قاع البحر لحظة الوقوف في حضرة الزرقة. الحب يريك المساحات القابلة لزراعة الزنابق في الناس. تسير في الطريق لا لتصل، وإنما لتراقص خطواتك! تتوق لوسادتك لتخبىء تحتها أسرار الشوق الصغيره، لأول مرة ستعرف أن للحزن لذة،وتشتعل السكينة شموعا في معبده، وستعرف لأول مره أن السعادة كثيرا ما تكون في الاشياء البسيطة والعادية، تبدأ بالتعارف الحقيقي بك،ويفاجأك ماتكتشفه فيك ،تفتح النوافذ عليك،يدخل الضوء قليلا قليلا لترى شيئا منك! الحب لا يفعل المستحيل،ولا يصنع المعجزات..إنه فقط يجمّل الحياة! الحب يمرر اللون بين خطوط لوحة الحياة لنجد ما يستحق النظر في هذه اللوحه الحب يطيل العمر.. تصبح الدقائق صناديق الذكريات في غرفة العمر،نرجع إليها كلما غادرتنا الطرق ، نجلس على الأرض ونقضي الساعات الطوال في نبش محتويات كل صندوق. وعندما نعيش كل هذه الدقائق أكثر من مرّه ،يصبح العمر أطول مما نتمنى! الحب لا يصنع خبزاً..ولكنه يجعلك عندما تجوع تجد في البحث عن السنابل،لأن الحياه تكون ذات قيمة، فلا تحب التفريط بها! الحب..لا يبدّل واقعك بخيال أفضل منه،وإنما يعطيك القدرة على رؤية مايُمتع في هذا الواقع الحب ليس مصباح علاء الدين.. لا تهدروا وقتكم في البحث عنه، لا تتسمرا في المقاهي ظنا منكم أنه قد يمر من أمامكم صدفه، لا تفرشوا العمر على السواحل،على أمل أن تظهر جنية البحر يوما حاملة بين يديها الحب لتهديه لأول عابر! الحب لمن يعتقد أنه قادر على الشفاء من البرص،لا يستحق الجهد الذي يبذلوه،والوقت الذي يضيعوه للحصول عليه،لأنه ببساطة ..لا يشفي البرص! |
رسالة
رسالة حبيبتي ..لطالما إعتقدت أن أسهل شيء في الدنيا: كتابة رسالة! الآن فقط إكتشفت خطأ إعتقادي.. إكتشفت أن أصعب ما يفعله عاشق هو كتابة رسالة!! تصوري..لا أستطيع أن أجد الحروف..لا أستطيع أن اجد المعاني، مشاعري تهرب من بين أصابعي،لا أتمكن من الإمساك باحاسيسي كلما تخيلت أن هذه الرسالة ستكون بين أجمل يدين في الدنيا،وستراها اروع عينان،وستقرأها أجمل شفتان،وستمر عليها أنفاسك العذبة،كلما تخيلت ذلك يكاد نبضي يتوقف عند أول السطر،وأصبح عاجزاً عن فعل أي شيء سوى تأمل صورتك المرسومة في عيوني وفي قلبي وتجري في شراييني،صورتك التي أدخلت الشمس إلى نهاراتي المعتمة،والقمر إلى لياليّ الكئيبة،والدفأ إلى لحظاتي الباردة. عندما فتحتِ باب قلبي ذات مساء،لم تكن يداك محملتان بالحب فقط،كانت محملتان أيضا بالطهارة،والضحكة العذبة،والربيع،والصباحات العطرة،والفرح. أحببتك كأنني لم أعرف الحب من قبلك،لحبك عبق لا يشبهه أي حب،ونغم لا يضاهيه في عزفه تغريد العصافير. حبك شاعري ،دافىء،وناعم. حبك يشبهك كثيرا.. حساس جدا كأوتار كمنجة،كأصابع بيانو! إن حبك يشبهك فعلا..واضح لدرجة الغموض،غامض لدرجة الوضوح،به شيء من شيطنة وعفوية الطفولة،وبه من وقار ودهاء العواجيز!! تظنه نسمة،فيأتيك عواصفا لا تبقي من أشجار العقل سوى الذكرى،وتظنه رياحاً فإذ به نسمة تهدهد تعبك وتملأ روحك بالياسمين!! أحبك وأحب حبك.. حبك ضد الرتابة،ضد الملل،ضد الماء الراكد،والزهور الإصطناعية. كم أنت رائعة،وعندما أحاول كتابة رسالة لك،أتذكر روعتك فأصبح عاجزا عن كتابة شيء يستحقك،حينئذٍ فقط أكتشف أن أصعب شيء في الدنيا هو :كتابة رسالة. لذا أعتذر عن عدم كتابة رسالة لك. |
ليس للمراهقين فقط!!
ليس للمراهقين فقط!! الموجع إن كثيرا منا يعتقد أن الحب إحدى علامات المراهقة،لذا هو مقبول خلال سنوات معينة من عمر الإنسان‘ويجب عليه أن يشفى من الحب عند تجاوزه هذه السنوات!! خلال هذه السنوات (سنوات المراهقة) قد يلومك البعض على بعض شطحاتك العاطفية وسلوكياتك الناتجة إثر الحب،ولكنه في قرارة نفسه يلتمس لك العذر،لأنك لا زلت في عمر المراهقة،وربما أن كثيرا من التصرفات التي يلومك عليها شخص عاقل،كان قد إقترفها عندما كان في مثل سنك،لذا يسهل على هذا الآخر أن يلتمس لك العذر في إقترافها طالما أنك لم تتجاوز سنين المراهقة! قد يحاول البعض الآخر أن يبدو أكثر تفهما لمشاعرك فيقول لك،نعم من حقك أن تحب وأن تعيش حالة الحب بغض النظر عن العمر،ولكن يجب أن تكون أكثر نضجا "وتعقلا"عند التعبير عن هذا الحب عندما تتجاوز سنين المراهقة،وهذا المنطق ذكي في محاولة إمتصاص ردة فعلك عن طريق الإيحاء لك أنه ليس ضد الشعور نفسه،ولكنه ضد طريقتك في التعبير عنه!! البعض الآخر يكون أكثر خطرا وتدميرا لك،عندما يلعب على مسألة الضمير لديك (وكأن الضمير يسير في الإتجاه المعاكس لخطوات الحب)،فيسألك باندهاش مفتعل،وبراءة ثعلبية:...ولكن كيف تدع الحب يقف عائقا أمام مسئولياتك وإلتزاماتك الحياتية الأخرى؟!! إلتزاماتك تجاه الآخرين،وواجباتك المناطة بك؟! كيف استطعت أن تجاري قلبك المحب،غاضا الطرف عن تلك الطفيليات العالقة بجسدك،وتقتات من دم مشاعرك لتعيش؟! كيف راعيت حياتك مضحيا بحياة أولئك الذين قد لا يكترثون كثيرا لسعادتك،وما يهمهم فقط سعادتهم هم،وراحة بالهم هم،فهم على يقين أن أستغلالهم لمشاعرك سيتأثر سلبا عندما تحب،حبك يهدد مصالحهم،يقلص حصة ميراثهم من عواطفك،كيف إستطاع قلبك الرقيق أن يقسو على هؤلاء؟! هؤلاء هم الذين يحولون دونك ودون سعادتك،التي من المفروض أن تنعكس إيجابيا عليهم لو كانوا يفقهون! هؤلاء هم الذين سخروا حياتهم لمحاربة الحب،وأفنوا أعمارهم في نزع أطناب خيمة المشاعر من بين الحنايا،هؤلاء هم الذين يقتل ظلام قلوبهم أي قلب يشع كبرق،تعذبهم غيرتهم،ويمزع أحشاءهم الحسد،عند رؤية ورقة وردية معطرة بكلمات الغزل،أو زجاجة عطر تبادلها عاشقان،أو خصلة شعر ملفوفة بعناية في حضن منديل موشى بقبلة شفايف! يحاربون الحب مرة بإسم العيب،ومرة بإسم العقل،وأخرى بإسم العمر الذي لايسمح بمثل هذه الترهات! هؤلاء ضد قلبك فلا تستمع لهم،واستمع لقلبك واتبع نداؤه الساحر،لا تصغي لصوت رياحهم التي تكشّر بوجه الورود،وتحاول تمزيق الثياب الخضراء عن جسد الأشجار،لا تخيفك النيران المنبثقة من أنوفهم،وكلماتهم المعبأة بالمحروقات. الحب ليس للمراهقين فقط وإنما لكل سنوات العمر، الحب ليس نزوة عابرة نمر بها عابرين،إنما هو هدية الله لنا،التي يجب الحفاظ عليها مدى الحياة. الحب ليس ذنبا نرتكبه نتيجة جهلنا وقلة خبرتنا الحياتية،وإنما عقيدة نعتنقها،ونزداد إيمانا بها كلما "عقلنا" وكبرنا مع السنين. |
التكنولوجـيا.. تضر بصحة الحب!
التكنولوجـيا.. تضر بصحة الحب! التكنولوجيا (خصوصاً في مجال الإتصالات) قتلت دهشة العشق.. ضيّقت مساحة الإحتمالات .. قلّصت أفق الخيال والتخيل.. شوّهت الوجه الجميل للوهم.. أوصدت باب لعبة الضوء والظل في وجه العاشق.. البيجر.. الجوال.. الكاشف.. كلها أدوات جزء من مؤامرة مرعبة لحصر الحب في زاوية 1+1=2!! مع أن 1+1 في الحب يساوي أي شيء ماعدا الرقم(2) الحب مزيج من الوهم والحقيقة، من الخيال والواقع.. من الضوء والظل.. من العقل والجنون.. من عشب البحر والأثل..!! فيما مضى كان العاشق يتلذذ بالوهم ويجد به أحيانا عزاءً عظيماً، يتخاصم الحبيبان مثلاً ،و يرن هاتف أحدهما ،فتبدأ لعبة الإحتمالات: إحتمال أن يكون هذا المتصل هو الحبيب ،ومن المحتمل ان يكون شخصاً آخر! وإذا كان المتصل هو الحبيب،إحتمال أن يتكلم وإحتمال ان يغلق الخط دون أن يتحدث! وإذا تحدث إحتمال أن يكون مهيأ للصلح ،واحتمال أن لا يكون ! ومن ثم تبدأ لعبة الأمل،أمل أن يكون المتصل هو الحبيب بغض النظر عن الإحتمالات. وفيما مضى كان الوهم يورق في بال العاشق ضوء،فعندما لايرد المتصل،يتوهم العاشق أن هذا المتصل الصامت لابد وأن يكون الحبيب،حتى وإن لم يكن كذلك!!فتبتل أطراف روحه بالندى وأحيانا بالنداء. الآن "الكاشف" إغتال كل ذلك ،فبمجرد أن يرن الهاتف تستطيع ان تعرف من المتصل حتى قبل أن ترد، فليس هناك مجال للإحتمالات ولا الأمل الكاذب ،ولا الوهم الجميل! فيما مضى يكاد العاشق لايبرح الهاتف مخافة أن يفوته إتصال حبيب أثناء إبتعاده عن الهاتف،الآن العشاق محاصرين بالجوالات والبياجر،ويستطيع العاشق أن يعثر على الطرف الآخر في أي مكان وأي زمان!وأصبح الحبيب "متوفر" أكثر مما يجب،فلم تعد مساحة الشوق له قابلة للتمدد،وعمر الوله أصبح يُعدّ بالدقائق أو حتى بالثواني فقط! فيما مضى كان العاشق يقضي لحظات حرمانه شعراً ويستمتع بها فناً. العاشق الآن مسكين،عاجز عن ممارسة عشقه كما يجب،عاجز عن الوهم ،عاجز عن التخيل،عاجز عن الحرمان! تكنولوجيا الإتصالات صادرت أحلامه وأوهامه ولحظات إنتظاره وشوقه ومنحته جوالاً برقم مميز،إمعاناً في ذله! أيها العشاق: أن البيجر ،الجوال،الكاشف خطر يهدد صحة أحاسيسكم ،أنصحكم بالإمتناع عنها. |
أنا من جمّل بالأوهام عمره!!
أنا من جمّل بالأوهام عمره!! ليس كل وهم سيء .. بعض الوهم جميل ، وبعضه رحمة.. وليس هناك ماهو أجمل وأشهى من الوهم في الحب في الحب.. الوهم ورقة التوت التي تغطي ماتعرى من حاجاتنا غير المشبعة،وأحلامنا التي لم يحققها الواقع ولم يعترف بشرعيتها، نحتاج للحب.. فنتوهمه في عيون من نختاره ليلبي هذا الإحتياج.. نكاد نراه في حركة يديه، في ابتسامته،وقد نرى هذا الحب حتى في إهماله لنا،فنوهم أنفسنا بأنه تعمّد ذلك فقط ليثير إنتباهنا،وتماديا في الوهم نحدث أنفسنا قائلين:"لو لم نكن نمثّل في قلب من نحب شيئا ،لما كان مهما لديه إن أثار إنتباهنا أم لا"!! ويبدأ الوهم ينسج سجادة الحرير لتسير خطواتنا عليها مدللة مرفهة بالخيال! نعيش الحب.. نستمتع بكل تفاصيله، نطرب لإغنيات تحاكي حالتنا العاطفية،أغنيات ما كنا سنستمتع بها لولا حالة الحب التي نعيشها،نتحرق شوقا للقاء غير منتظر.. ولحظة دافئة، حدوثها في علم الغيب! نتجمّل خارجيا وداخليا لنستحق إعجاب من نحب، يتشكل مناخنا النفسي حسب الطقس،إن أمطرت أصبحنا عشبا، وإن غطت الغيوم السماء تندّت أرواحنا بماء السلام،وإن تعالى نداء الرياح،أطلقنا نداءاتنا للحبيب،وإن أصبح الجو صحوا، أصبحنا نوارسا فوق السواحل.. كل ذلك ..صناعة خالصة للوهم! يدبر لنا الوهم صدفا منتقاةً ليكمل مَنطقه فينا.. يرتّب لنا مواعيدا مع من نحب بدون علم مسبق لنا!! يخبىء لنا قصائدا كتبت خصيصا لحالتنا العاطفية،يخبئها بين صفحات الصحف،بين نغمات الأغاني، في ذاكرتنا،تحت وسائد نومنا، في أحلامنا العذبة، بين نسائم الصباح العطرة. البعض يفضّل الحقيقة المرة،بينما أفضّل الوهم الحلو، وسبب رفض البعض للوهم الحلو،هو أنهم يندمون عليه عند إكتشافهم الحقيقة المرة فيُصدمون،ويعتبرون أن مامضى من أعمارهم في الوهم ،عمرا ضائعا، والموسيقار محمد عبدالوهاب صاغ عذاب هؤلاء أغنية موجعة فقال:أنا من ضيّع في الأوهام عمره! وباعتقادي أن الخطأ يكمن هنا،أي في إعتبار الوهم عمرا ضائعا،فلو إفترضنا أن الإنسان منا لديه يوما واحدا فقط ليعيشه،يوم واحد فقط،فهل يفضّل أن يعيشه وهما جميلا ويستمتع به ثم يوارى التراب،أم يعيشه حقيقة مرّة بائسة مزرية ومن ثم يُدفن تحت الأرض ويهال عليه الرمل؟! بالنسبة لي سأختار الوضع الأول،العمر مجرد كأس فارغ ونحن نملأه غالبا بما نشاء،فالأفضل أن نشربه وهما بطعم السكّر من أن نشربه حقيقة بطعم العلقم،ومن الأفضل أن لا تندم على عمر عشته بسعادة بغض النظر عن مصدر السعادة تلك حقيقة كان أم وهم،إستمتعوا باللحظات الهنيّة،بدل أن تضيّعوها في التحقيق معها،وغربلتها،وأخذها على كرسي الإعتراف،للكشف عن هوية من أرسلها،هل هو الحقيقة أم الوهم ،وعن سبب مجيئها،والسر الذي تخبئه وراء زيارتها لكم،كثير منا يستخسر إغتنام الفرص التي تمنحنا أياها الحياة للإحساس بالفرح ومصالحة الذات عن طريق إسعادها،ويبدأ بالتشكيك بنوايا القدر ،وسوء العاقبة إن نحن فرحنا للحظات،بل أن هناك الكثير في تراثنا الادبي الذي يحذرنا من السعادة الآنية،لأن القدر مهما أطال أمد هذه السعادة سينقلب ضدنا،ويرينا وجهه الكئيب،وبرأيي إذا صح ذلك فمن باب أولى أن نجعل المتعة مضاعفة، وأن نغتنم تسامح القدر معنا، وأن نفرح كلما تسنى لنا ذلك،والسعادة التي لا نستطيع إنتزاعها من فم الحقيقة، دعونا نقبّل يدَ الوهم التي تهديها لنا . |
رد : مالم أقلهُ شعرا !
مرحباً ابو عبدالله
تذكر الاعلان القديم الذي يقول:( يالذيذ يارايق) بصراحه بعد قرأتي لما كتبت اكتشفت اني اعيش في باريس ولكن مع بعض التعديل00 يعني اسمع الاذان واصلي واكتب مقال في جريده يوميه بلا رقابه واشارك في ندوه سياسيه وانتمي لاحد الاحزاب المعارضه ولم استجوب على ذلك ولم امنع من السفر ولم تحجب تقنية الاتصالات موقع الساحات ولا موقع ايلاف ولا اكتب ب اسماء مستعاره ولا استخدم بروكسي ولابرنامج للتخفي 00واسأل اكبر واصغر مسئول عن اي شيء ثبت لي كمواطن انه مضحوك علي فيه! ! وبناء عليه ، ولأني لااتمتع بالحريه انا لااحب !! ::heart::::heart::::heart:: شكراً بحجم روعتك0 |
رد : مالم أقلهُ شعرا !
للمُســـــفرين فقـط..!! |
رد : مالم أقلهُ شعرا !
أكتشفت أن أصعب ما يفعله متابع بـ شغف لـ مسفر الدوسري هو كتابة رد يليق ..! حضور مسفر بحد ذاته .. محمّل بالربيع والصباحات العطرة والفرح .. فـ كيف وهو يفتح النوافذ .. لـ يدخل الضوء .. فـ نتمعن بكل تفصيلة في الحياة لنرى شيئا منّا .. يسلّمنا مفاتيح الرؤية المجهرية والقدره على مواجهة هذا الواقع الذي يحاكي حالاتنا العاطفية وكل مايلمس مشاعرنا وما يصطدم بأفكارنا .. هدية الله لنا هذا المسفر .. والتي يجب الحفاظ عليها مدى الشعر .. هنا .. قلم .. صناعة خالصه من روح الإبداع ..tsh6 |
رد : مالم أقلهُ شعرا !
مسفر الدوسري .. الشاعر والصحفي .. كل مفردة شاعرية .. لها دندنه تفرض سماعها فننتشي بها .. ليزدان الحب بك .. ولتهنأ الصحافة بـ قلمك .. ولـ يفخر الشعر بإنتماءه لك ..http://www.sh3byat.com/vb/images/icons/damn.gif |
رد : مالم أقلهُ شعرا !
مسفر هذا الحضور وكبير جداً
تتفق عليك كل القلوب والاشاده بقلمك وشاعريتك تكتب من اقصى روحك ولهذا نحبك دمت كبيرا |
يالروعتك واستاذيتك يا بوعبدالله
.
. إنما هو كتاب .. إنما هي مدرسة .. استاذي / مسفر الدوسري . حينما كتبت الشعر .. تعلّمنا على يديك الكثير . و عندما كتبت الذي لم تقُله شعراً .. درسناك أكثر وأكثر . أبو عبدالله بالله عليك أكثِر من الكلام الذي لم تقله شعراً , لاتعلم مدى استمتاعي وبالغ سعادتي وأنا اقرأُ من يستطيع أن يُخرج مابداخلي كـ أنت استاذي . tsh6tsh6 من هُنا إلى السماء التي تسكنك . |
رد : مالم أقلهُ شعرا !
وحده الجفاف ..يشتهيني! تشربني أحزاني قطرة ..قطرة، أفيض من أقداحي.. وأنسكب على أرضِ لا تحتويني،وعشب لا يستسيغ مذاقي! فقط الجفاف وحده يشتهيني.. يفتح ذراعيه ليحتضني.. مَرّ هذا الصباح من أمام نافذتي دون أن يعيرني أي أهتمام!! لم يترك كعادته بقايا من رائحة القرنفل التي يقطفها من الحدائق المجاورة وينثرها حول شباكي،ولم يملأ شرفتي بأناشيد العصافير الصباحية ، أُطِلّ من خلف زجاج النافذة لألوّح للشمس،تشيح بوجهها عني عمدا كأنها لا تراني!ألجأ هاربا إلى الموسيقى، أدير بعض الأسطوانات المحمّلة بموسيقى أحفظها جيدا،وكانت دائما ما تأسرني،وتزرع بي أجنحة لأطير معها إلى حيث لا نترك أثر خلفنا،هذه المرة.. تجاهلتني موسيقاي،أبْدَعَت بمعزل عني،مددت لها يدي فطارت من دوني،لم تلاحظ حتى وجودي. أجلس على مقعد في زاوية غرفتي وأفكّر كيف أستعيد يومي،كيف أعقد صلحا معه؟! قلت في نفسي ربما الماء يعيدني إلي!! رحت أجرجر خطواتي إلى الحمام لأستحم،وداعبت مخيلتي رغوة الصابون ورائحته المنعشة إذ ربما تعيد روحي إلى جادتها،وقفت تحت "الدش" عاريا إلا من جفافي،فتحت "الحنفية" فتساقط الماء قويا كالمطر المليء برغبة إنقاذ اللون الأخضر،ولكن ما أن يصل فوق رأسي بقليل حتى تتفرق قطرات الماء من حولي ولا تلامس جسدي أبدا! وكأنما أنا ممسك بمظلة فوق رأسي!!أحاول عبثا أن أقف في مكان مناسب يمكّن قطرات الماء المنبعثة من إصطيادي.. ولكني ..لا أوفّق!! بعد محاولات عديدة فاشلة قررت أن أغادر الحمام،أخذت المنشفة لأجفف جسمي غير المبتل أصلا،والجاف كغصنٍ سكنه الخريف،أدخل غرفتي،أقف أمام المرآة،لا أرى ملامحي،لعل المرآة إبتلعتها،أتفقد وجهي براحة كفاي،ولا أشعر بشيء!! أين اختفت ملامحي؟! هل هربت ملامحي مني،أم أني فقدت حاسة اللمس؟!أجرب حاسة أخرى.. أمسك بزجاجة لإحدى عطوري المفضلة،وأسكب بعضا منها في راحة يدي،أفرك كفاي،وأقربهما من أنفي.. يا إلهي لا أشم شيئا،لم يعد للعطر رائحة،أو ربما أنفي يتآمر ضدي،ويحرمني الإحساس برائحة العطر!! أفيض من أقداحي،وأنسكب على أرض لا تحتويني،وعشب لا يستسيغ مذاقي!! منذ أيام وأنا كذلك.. لا شيء يجذبني إليه،ولا أملك الجاذبية لأي شيء، إستعذت بكل ما أحفظ من آيات الجمال قرأت كل القصائد التي أعشق مشيت حافيا على رمضاء الكلمات بلا جدوى..!! منذ أيام أقف مصلوبا على سنديانة الهم.. تمر الغربان لتأخذ في كل مرة جزء مني منذ آخر شجار بيننا لم تنبت بين أصابعي شجرة مثمرة منذ آخر مرة سمعت بها صوتك،خاصم سمعي كل نغمة جميلة منذ أيام وأنا.. أفيض من أقداحي،وأنسكب على ارضٍ لا تحتويني،وعشب لا يستسيغ مذاقي! |
رد : مالم أقلهُ شعرا !
|
رد : مالم أقلهُ شعرا !
، ، حاولت الإقتباس ولكن هيهات إن حاولنا فسـ تجد هنا فقط وهج حروفك التي تضيء لنا عتمة أحرفنا صباح معتق يستنطق جمال الحروف ، وصدق المعاني الله عليك .. كم أنت مبدع دمت بهكذا ألق ، ، |
الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +4.
الوقت الان » 02:46. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يكتب في الموقع يعتبر حقوق محفوظة لموقع شعبيات- شبكة الاقلاع