شعبيات

شعبيات (http://www.sh3byat.com/vb//index.php)
-   قراءات نقدية (http://www.sh3byat.com/vb//forumdisplay.php?f=77)
-   -   قراءة فردية نوعية لمسرحية الضاوي ..! (http://www.sh3byat.com/vb//showthread.php?t=14231)

إبراهيم الوافي 18-04-2007 19:46

قراءة فردية نوعية لمسرحية الضاوي ..!
 

مسرحية : صومعة راهببـ
قلم : محمد الضاوي



/
\
/

تسدل استار المدينه ..
ينتهي لـعق الشوارع !
يرتمي ضوء الحياه فـ زاويه كانت .../. سكينه
صومعة راهب ../... و ترنيم الكتابه !
القـراءه ..
تنـفخ ابواق البدايه ..


مــســرحيه !


1-

البكـاره
دائرة عتمه و شمعه
رائحة رث الورق موشوم بـ اقصى ...
ما حمل تسبيح راهب !
كان ينظر
بـ ابتسامه
كلـ ما اولج قلم في ../...
المحابر !
و اسـ تباح اجساد بيضا !
في تأرجح !!
بين لذّات انسيابه و الالم ( من جوع كافر ) ..


2-

يـ بتدي رقص انـ تحاره / انـ سكابه
يـا جروحه يا بداياات اغـ تراابه
مـ قصلة : حلم الطفوله
تربة احلامه / شبابه

تكتم انفاس الاضاءه !
تـ دكن الوان المصابيح الصغيره

تدكن الدنيا فـ عينه
هدهد احزانه و تـ تنفس مدينه !!
تمتم فـ نفسه ثواني ..
الشتا قاارص و سـ خفي ما احتواني
يا جفوني
دثريني .. دثريني
المواني ودعت فيني بلادي !
لون وجهي ، لون يغلب / اتجاهي !!
دثريني ..

3-

يـ نزعج واحد من الجمهور ... يـ نهض :
يـ صلب الصمت المقابل ../.
اكـفر بـ طينك و طيني ... نورسة الحادي وميناك ذابل
يا وجوده / او وجودي
يالبيادر .. يـ الحقول الي جدايلها .. سنابل
الوطـن من كنت عاشق ..
كأس يثمل !
فالحكايات القديمه ..
ماثملته !!!!!!!

يـ زفر المسرح ضجيجه !!

و يـ تدارك حامل النص الحكايه ...

يـ رتعش في خبث / شهوه
اشـ عل الانثى / و حانه تـ عصر اثـداء النبيذ المستديره

و يـ تدارك راهب الظلمه حواره


4-

آه يا عودك الفارع كل ما اغواني بـ طوله
من يـ هزه ../: حتى يـ تساقط جنيا
في يديني ...
اجدل الليل و يـ غني داخل ارحامه صباحك / يـ حتويني !!
يـ نثر اخيوطه / شعاعه
ما خلق لـ اشراقتك مشرق يـ ضمك غير عيني !!
يا سنيني
لو عجافك ../... منجلتني في صدور القمح احصد لك حنيني

كيف اعشيك ؟
ارمي الدنيا و اتـ يهك ؟
الـ جم افواه العيون الي تجوعك /.... كل خوفي تـ مضغك عني و اموتك !!!
تـ مضغك عني و اموتك !!!
تـ مضغك عني و اموتك !!!
تـ مضغك عني و اموتك !!!

يـ سقط الراهب و يـ نهي آخر الجمله بـ بكاءه !

يسدل المسرح ستاره .


واحد الجمهور يـ ذوي .../

ويـ تسااقط :


خااكـي النـور فـ عيوني ../........ و المدى منـ / فى فـسيح

مـزعج الليل و بـ زوغه .../ مرني سـااعه و راح !

لـ / ـو سـحبت الوقت مـره ....../ ما رضى ديـكي يـصيح

يـا الاهي و الضعن كاافر ......../.. و ترتيلي سفاح


يـ شرب انفاس الظلام و يـ شربه ضامي خريـ فه ...

و يـ تسااقط :
كل ما هـ جيت يمـ/ ـه .................. اعرضت ذاات الوشاح

و لو تـ مور الارض تحتي .../. ما اظن انه يـ طيح


سـ يدي لو المسا شـ كل تـ فاصيل الـجــــــــــــــــــــــــــراح

ما بـ كيت و لا ذبل ....... بيني / و بـينك عود شيح


!






توطئة ...
النص المحكي الحديث .. بوابة الاحتمالات ونافذة تطل على مدن الرؤيا .. هكذا تبدّى لي الأمر حين كنتُ أتهجى من سطور (نص مسرحية للصديق المسكون بالرؤيا محمد الضاوي ). قيمًا شعريةً وبناءً معماريًّا ثلاثي الأبعاد .. أطرته صورة سريالية .تتعدد أوجه الاحتمالات فيها .. وتصعب أحيانا على ( التخيل المجرّد ) لتحمل في مضامينها بعدًا أشبه بالقناع الذي تتخفّى وراءه القيمة الشعرية .. سواء جاءت على شكل وطنٍ أو بهيأة أنثى أو توصيف لأمةٍ وشعب مغلوب على بؤسه ...!

مثل هذه النصوص ( الورطة ) للقارئ العادي الذي يستشعر عذوبتها دون أن يعيَ مسوّغات وأسباب هذا الشعور بالعذوبة أو حتى حيثياته ، حينما لاينعتق منه كلما مرّ بالنص ، هي ذاتها ورطة القارئ النوعي ..حينما يجب عليه أن يرتقي معها لفك رموزها وفتح باب الاحتمالات التأويلية ، ليقوم بالتالي بعملٍ إبداعيٍّ موازٍ للعمل ذاته ، بدعوى مجاورته أو محاذاته أو حتى مقاربته فنيا وإبداعيا ، ولم تكن هذه المقدمة الضرورية لهذه القراءة مطروحة هنا .. لولا أننا بالفعل إزاء نص يعي ما ينبغي أن يقول حينما تتوارب الرؤيا لتكون أمنع وأشهى ، أو تتغرّب الصورة الشعرية لتكون أقرب إلى التفرّد ، فالشعر كائن لايخافه إلا من لم يدركوا بعد فوضويته المنظمة أو انتظام الفوضى فيه .. ولهذا أردت في البدء الاعتراف بأن هذه القراءة هي مقاربة فنية لنص يبدو مغرٍ بغموضه ، وغامض بإغرائه ، ولكنه في الوقت ذاته استطاع أن يحملني على المغامرة والمقامرة معه وله حينما استشعرت بعذوبتها تتخللني ، حتى ارتعشتْ روحي كعصفورة بللها المطر ...

النص بكونه الغامض ..
حين ننفتح على نص كنص ( مسرحية ) علينا أن نلتفت لكل ما هو له وبه وبهوامشه ، ولهذا أول ما نتوقف به في النص هو عنوانه ( مسرحية ) هكذا مع ضرورة الإشارة إلى تعمّد الشاعر ( تنكير المفردة ) وتخليها عن ( ال ) التعريف ، لتحتمل الشيوع والمفاعلة والتجسيد لأكثر من مكان وزمان وراوٍ وجمهور ... هذا فيما يتعلق بالعنوان .. على أن النص بنى معماريته الثلاثية على أركان ثلاثة ( المكان / الراوي / الجمهور ) ثم وضع المعادل الموضوعي لهذه الأركان الثلاثة ( المكان = الوطن / الراوي = الإنسان في أكثر حالاته إنسانية ويمثله ( الشاعر ذات شعر ) / الجمهور = الشعب ) .. و هكذا ..ثم نكّر كل هذا لينفتح على تأويل الوطن ( بين الخاص والعام ) والراوي ( بين البؤس والرضا ) والجمهور الذي يستوعب ويتفاعل مع كل حالات الوطن والإنسان فيه ، دون أن يقرن ذلك بزمن محدود أو وطن معين .. وذلك من خلال تنكير العنوان وتعميمه ...
0
0
يبدأ الشاعر نصه بقوله :

تسدل استار المدينه ..
ينتهي لـعق الشوارع !
يرتمي ضوء الحياه فـ زاويه كانت .../. سكينه
صومعة راهب ../... و ترنيم الكتابه !
القـراءه ..
تنـفخ ابواق البدايه ..

إن انسدال الستار في أول النص مؤشر واضح على بدء المسرحية ، على أن مسرحها المدينة .. وما يحدث فيها مشاهد فصولها ، وهي حتما مشاهد ذات بعد تصويري سريالي ،حينما لاتستهدف الصورة مجرّدة أو مؤطّرة ..لكنها ذات رؤيا حتى إذْ لانستطيع تجميعها في الذهن ، والشاعر بهذا لايستهدف نقل المشاهد الدرامية لواقع المدينة بقدر ما يقدم لنا مرآة فلسفية ورؤيوية لوقع أحداثها عليه ، ولهذا رسم المشاهد لنا بأبعاد سريالية تفهم ضمنيا ولا تؤطر من مثل قوله ( ينتهي لعق الشوارع ) فلو افترضنا تجريدها أو استخلاصها كصورة سنجد أن المعنى القريب لكلمة ( لعق هو عبور ) لكن شتان بين العبور واللعق حين يكون العبور فارغا واللعق تذوقًا مهينا لإفرازات الشوارع ، وهذه الإهانة أو الإستهانة بالقيمة الإنسانية في أحداث الشوارع هي المعنى الذي استهدفه الشاعر من وراء رسم هذه الصورة السريالية ، على أن الشاعر يكرر بعض ماورد في رواية أجنبية لاتحضرني الآن ، لكنني سبق وأن مررت بها من خلال المقارنة بين علاقة القلم ببياض الورقة ، بالعلاقة بين الذكورة والأنوثة على مستوى الأجساد .. فانسكاب الحبر على الورقة هو فض لبكارتها ، وتحويلها بالتالي إلى رحم قابل لتوالد الأفكار والثقافة على كل المستويات العلمي والأيدولوجي والمعرفي الخالص ، وكذلك لقاء الأجساد الذي تشكل منه المدينة وشوارعها إنسانها المثقف والكادح والغني والشرير وهكذا ... والملفت فيها أو مكمن التجديد في هذا الاقتباس الرؤيوي من الرواية هو هذا التطوير الواضح في الفكرة من خلال وضع القلم كمعادل حر للرجل أو الذكر ، وتجسيده في هيأة راهب الدير ، وهي كما أشرت تطوير وارتقاء بالفكرة المطروقة من قبل عبر إحدى الروايات التي أعتذر للشاعر وللقراء عن تذكرها ...
ولعلَّ من مجمل القول من أن هذا النص الموسوم ب ( مسرحية ) للشاعر الجاد والمتطور فكرا ولغة وإيقاعا منضبطا حد الدهشة ، هو من النصوص التي تُقرأ كرؤيا كاملة قابلة للتأويل والاحتمال ، ومحاولة تحويلها لمعاني مباشرة وخطب وعظية ، سيفقدها حتما أهم ميزة فيها وهي بعده الحداثي المثقّف ..حينما يعكس لنا نموذجا واعيا وقادرا ونادرا لنص يكتبه مثقف بلغة الحكي فيقترب من النخبوية والعامة معا ...



الجازي 19-04-2007 04:02

رد : قراءة مبهرة لمسرحية الضاوي ..!
 


إبراهيم الوافي

كنت مبهراً هنا ..

الوافي شاعر / كاتب / ناقد يشار له بالبنان ..
والضاوي شاعر يستحق كل هذا التركيز والأهتمام ..

أمتعتني جداً القراءة ..
وسعدت أكثر للـ شاعر الرائع محمد الضاوي ..

إعجابي ليس جديد للشاعرين المبدعين ..

الوافي http://www.sh3byat.com/vb/images/icons/damn.gif

الضاوي http://www.sh3byat.com/vb/images/icons/damn.gif



نوف الثنيان 19-04-2007 12:16

رد : قراءة فردية نوعية لمسرحية الضاوي ..!
 


إبراهيم الوافي ..

لم تقتصر على قراءة فردية .. بل دراسة فلسفية ونفسية عميقة ..
حين تتجلى اللغة في نص الضاوي رمزاً لا تعبيراً ..
كانت العناية الفائقة بـ بالتركيز على الأخيلة والصور الشعرية ..
والمعاني التي تخبو وتطفو على السطح أحياناً..




إضاءات ..


1- تتعدد أوجه الاحتمالات فيها .. وتصعب أحيانا على ( التخيل المجرّد ) لتحمل في مضامينها بعدًا أشبه بالقناع الذي تتخفّى وراءه القيمة الشعرية .. سواء جاءت على شكل وطنٍ أو بهيأة أنثى أو توصيف لأمةٍ وشعب مغلوب على بؤسه ...!

2- النص بنى معماريته الثلاثية على أركان ثلاثة ( المكان / الراوي / الجمهور ) ثم وضع المعادل الموضوعي لهذه الأركان الثلاثة ( المكان = الوطن / الراوي = الإنسان في أكثر حالاته إنسانية ويمثله ( الشاعر ذات شعر ) / الجمهور = الشعب ) .. و هكذا ..ثم نكّر كل هذا لينفتح على تأويل الوطن ( بين الخاص والعام ) والراوي ( بين البؤس والرضا ) والجمهور الذي يستوعب ويتفاعل مع كل حالات الوطن والإنسان فيه ، دون أن يقرن ذلك بزمن محدود أو وطن معين .. وذلك من خلال تنكير العنوان وتعميمه ...

3- والشاعر بهذا لايستهدف نقل المشاهد الدرامية لواقع المدينة بقدر ما يقدم لنا مرآة فلسفية ورؤيوية لوقع أحداثها عليه

4- فانسكاب الحبر على الورقة هو فض لبكارتها ، وتحويلها بالتالي إلى رحم قابل لتوالد الأفكار والثقافة على كل المستويات العلمي والأيدولوجي والمعرفي الخالص ، وكذلك لقاء الأجساد الذي تشكل منه المدينة وشوارعها إنسانها المثقف والكادح والغني والشرير وهكذا .

.
.

كما اشار الوافي ..
نص يبدو مغرٍ بغموضه ، وغامض بإغرائه ..

المؤكد أن الشعر الرمزي يحتاج مهارة وموهبة وأحترافية وفكر وقّاد لفك رموزه وفتح باب التأويل والأستنتاج .. والاّ سيكون مفعم بالألغاز ..

المغامرة والمقامرة للوافي .. تنبع من شعور بالثقة والمتعة في آن واحد .. ولـ هذا كان تفكيك النص .. وأمتاعنا بـ قراءته وطريقتة الخاصة ..


تحية تقدير .. للشاعر الضاوي .. والشاعر / الناقد القدير .. إبراهيم الوافي .. tsh6


نورة العجمي 19-04-2007 20:50

رد : قراءة فردية نوعية لمسرحية الضاوي ..!
 



سأشكر كثيرا هذا المكان الجميل الذي جمعنا بالمبدعين امثالكم
ابراهيم الوافي الناقد المبدع
أيها الطيب الأجمل
كل الود وتقدير يستحقك tsh6



أحمد الديهان 20-04-2007 20:15

رد : قراءة فردية نوعية لمسرحية الضاوي ..!
 
.






الشاعر الجميل / ابراهيم الوافي ..





قراءه رائعه و جميله لـ شاعر جميل يستطيع ان ينقش

حروفه وا فكاره في الذاكره ,

للدهشه التي تنتابك حين قراءة نصه ..


شكراً لك امتاعنا ..




تحيه طيبه للجميع ..







.

محمد الضـاوي 29-04-2007 01:27

رد : قراءة فردية نوعية لمسرحية الضاوي ..!
 
الوافي / استاذي ابراهيم ...


و ماذا عساي ان اقول اكثر !!!



تـ حيه لـ روحك يا استاذي


/
\
/


م / ضـ


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +4.
الوقت الان » 06:32.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يكتب في الموقع يعتبر حقوق محفوظة لموقع شعبيات- شبكة الاقلاع