مات عبدالرحمن !!
والبارحة ليل طويل لم تعانق فيه عينيّ لحظة نوم
كل الصور تمتد كشريط أمامي
هاهي تتلوى في فراشها بكبد مشتعلة لفقد فلذتها .. أسمع نحيبها .. وأرى عينيها التي فقدت بلا أمل للعودة .. ويعتصرني الألم دموعًا ساخنة تلهبني
يتحشرج صدره ألمًا وتغالبه الدموع .. فـ لن يتحسس فراشه ليطمئن لوجوده فيجده .. فهو يتوسد التراب ويلتحف الكفن .. لن يستطيع أنه يهاتفه ليطلب منه إلا يطيل سهرته ..
صوته لن يصلك ثانية ياعبدالله !!
صوره تحاصرني كلما أشحت بوجهي عنه , ويتكاثر حزني وألمي وتوجعي
أمسكت بهاتفي وكتبت :

إقتباس:

ولد خالتي مات أدعوا له ولوالديه بالصبر

كنت أبحث عن خيط مواساة .. ولست أقوى على بث حزني إلا كتابة
أرسلتها لأربع , وحين هممت بالأربع الأُخر تراجعت
خُيل لي بأنها الحمى التي تجتاحني منذ أيام .. تزرع هذه الأفكار المشؤومة برأسي في هذا الوقت المتأخر من الليل ولابد أن اتوقف !!

لا تعتبوا عليّ أن أخبرتكم بذلك .. فلم تكن إلا محاولة للهرب من صوره التي تمر
أمامي منذ طفولته إلى أن أصبح رجلاً في الثانية والعشرين من عمره !!
والبارحة آتاني خبر موته كـ الصاعقة التي أخلت بكل توازن لديّ .. لست مصدقة
حتى هذه اللحظة ..

كتبت كلماتي هذه ثقة في أن القلوب الطيبة هنا ستمنحني بعض شعور أنا في أحوج
حالاتي له بدعواتكم فقط ياطيبين له .. ولوالديه .. ولـ قلبي
ولا يريني مكروهًا في بقية أحبابي اللهم آمين

* هي الليلة الرابعة الباردة الموحشة له هناك
اللهم آنس وحشته وآمن روعته وثبته عند الحساب