شعبيات

شعبيات (http://www.sh3byat.com/vb//index.php)
-   أوزان وأشجان (http://www.sh3byat.com/vb//forumdisplay.php?f=12)
-   -   باقات وعودٍ لا تفي (http://www.sh3byat.com/vb//showthread.php?t=12929)

كوثر 05-08-2006 01:15

باقات وعودٍ لا تفي
 
-في الذاكرة رجل يسكن الى بيت طين ويغني في الضحى نهمة بحارةٍ ماتوا..يقول لرفيقته ألمحهم كلما إشتعلت الشمس وقوفا الى الصارية يشدون الشراع ، متوجهون للشرق، ولا يعودون أبداً .

-في الشارع الترابي بين بيوت قريتي يتحدثون عن شابٍ يعبر طوال سبعة أشهر ويلوح لفتاةٍ تقف بالنافذة تجدل شعرها..بينه وبينها ضوء النهار وتلفت ُ المارة، يقولون..عندما ذهبت الأم لخطبة الفتاة وجدتها الأرملة العجوز العمياء تهجس في انتظار بحارٍ فقدت عينيها في ليل بكاء روحه التي ضلت طريقها اليها.

-بين شموخه والجبل فرق بسيط..الجبل قد يصدعه بركان..يطيح به زلزال..أما شموخه فلا يناله حتى الموت.

-من قال ان الأشجار تموت واقفة تغاضى عن خواء الجذع وصفير رياح الوقت في جوفه..ما يموت..يموت.

-حين تحدث البحر بأسراره العظمى الى الحوريات بزغ نبع عسلٍ في جوفه والتقى المالح بالزلال في عناقٍ مُحير.

-الوردة التي عبرت الى الشتاء هاربةً من خريف الوحدة..هادنت الشوك حتى ان دنت شهوة الجرح من ناعم أوراقها تخلى الشوك عن غدره..هل فعل..لم يعرف أحداُ حتى تاريخه.

كوثر 05-08-2006 01:17

رد : باقات وعودٍ لا تفي
 
-اسمه (قيصر) وهو يقود ببراعة عربة صديقتي هوازن التي ناشدتني ان لا أتحدث اليه عن سيزر..فاكتفيت بسؤالٍ عابر..قلت له: هل لك صديق يُدعى بروتوس؟

-لا يستسيغ طعامه بلا ملح ، كما لا يستطعم حياته بلا كذب.

-قالت لي جدتي النجيبة في سطح دارها العتيقة، من أحبني لم أحبه، ومن أحببته لم يُحبني..لم تُكمل الحكاية قط..شهابٌ مر باحتراقاته أيقظ صدرها من تيه اعترافٍ غادر.

-من قال لكم انهن لم يحلمن بسواكم أيضاً، تُمنح المحبة طواعيةً حين تُنير درباً مُظلماً في الروح، وحين تفترون يفترن ايضا..لكنهن أكثر حُلماً..فطعام الغذاء لا يصبر على النار ان طال شرودهن.

-نورة..عبائتها المرفوعة الى الخصر غواية الطريق.. حلم مهنا ..فتى الحارة الوسيم..نورة زوجوها..!!مهنا مات غدراً بجرعة مخدراتٍ زائدة..لم أسأل عنهما..أتت الحكاية الى مائدة افطارنا وامرأة أبي تُغرق الحلوى بقطرٍ شفيف لزج.

-عندما تحولت الى امرأةٍ أخرى في مفكرته آثرت أن أن تحرق اسمها سبع مرات وتقرأ آخر سورة الدخان ثم تتحايل لإقتلاع شعرةٍ من رأسه تحرقها في الشفق وتتنفسها..قالوا هذا دواء العشق..البارحة في اجتماع الرفيقات لا زالت تُمارس ذات الطقوس كما ولا تزال (من ضمن) مفكرته.

كوثر 05-08-2006 01:19

باقات وعودٍ لا تفي
 
-درويش الحارة يحكي قصته كل مساء الى الساقية التي تأن كل مرة تسمع فيها ذات القصة ..كانت الوردة مشكاة روحه وكان الطير الوحيد الذي يظلل ضوءها في ليالي الحب السمراء..سافر ليجمع بعض لؤلؤٍ يليق بجيدها..سمعوها تغني على الشاطيء كل مساء:
( يا مركب المار ..
دخانك علينا عود..
الطف بحالٍ توده يوم زريف عود..
ان كان أصلك زكي وانك من أهل العود..
عاود علينا فرد ساعة ما نريدك سنة..
حنا رفاقة وطرادة هوى..
بس انا نفعك لغيري وهمك شايله بس أنا..
عند الشدايد يبين لك رفيقك عود)*

وعندما عاد بعد سبع سنين -حفظ فيها الناس كلهم نهمتها التي أعتقدت أن صوتها سيصل الى قلبه رغم الريح وداكن الغيم ومسافات المحيط الشاسعة- وجد تلةً مستحدثة في الناحية التي تقف بها..قالوا له أن حبيبته هنا..ألبس القبر عقود اللؤلؤ وراح الى الساقية فسمعها تغني ذات الموال فأخبرها قصته فغنته ثانيةً..وكلما أراد أن يسمع صدى صوت حبيبته..باح للساقية فتدفق ظمأ الماء وصدح موالٌ مُعتاد في الناحية تلك.

* موال أو ما يُسمى بالنهمة لا يُعرف كاتبه أو مغنيه يتداوله البحارة في الخليج ليقطعوا به وقت السفر وتردده نسائهن في الإنتظارات كتعويذة جلب ويُقال ان من ألفته عاشقة لبحارٍ يعمل لدى النوخذة أبيها وانها منحت حق غنائه للفتيات الصغيرات لأن في زمانها وربما زماننا أيضا كان الحب عيباً يستوجب الذبح.

كوثر 05-08-2006 01:22

استثناء (اللا) في الوفاء/مددٌ وفي
 
إعتادت في ليلة القدر أن تُسبح ألف مرة ٍ بسورة القدر كاملةٍ ...ثم تردد (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)..بخورها الأصيل يعبق بشارع القلعة القديمة..مائدتها الممتدة حتى الشاطيء القريب بها ماء وتمر ولبن..أقل بكثير مما تود أن تمنح..وأكثر مم تستطيع..إنما الله الغني المُغني يهبها في ليلةٍ كهذه كل عام حُلماً يُخبرها أن هنالك جرة تحت الدرج المؤدي الى سطح خُلوتها بها جنيهات ذهبٍ قديمة مُخصصة لإحياء ذكر السابقين..للتسبيح بخواتيم أورادٍ تناقلها الرواة وعبر بها المعممون سطح الدار بعد ذهابهم لعالمٍ آخر. مخلفون رائحة ريحانٍ ومسك أبيض..تاركون أثر خطوهم على الممرات الطينية . راسمون للدار هيبته الأبدية في الناحية.
هذه الليلة ازفت ..الموائد تعمر بأكثر من الماء والتمر واللبن. البيتُ أكبر والجدران أقوى . دربه للبحر عُبِد بما يشبه الحجر الدُري . أشعةٌ لا مثيل لها برقت في مدخل الليلةِ/ وقف الضوء بباب الليل حارساً على خطوها الشفيف في أبيضٍ تطرزه خضرة من جنانٍ بعيدة..تردد في الوقت صوتها الرخيم يتلو سورة القدر..ثم قال الصوت (كشف الله السوء وها أنا في النور أرفل ببرزخٍ لو تعلمونه ما أخترتم دنياكم هذه لوهلة..)ضج المكان ، خافت النسوة المائلات بصواني منقوشة بآية الكرسي ، مسحن بجباههن وقع قدميها وبللن الصواني بماءٍ أسقينه للرضع حتى لا ينسى أحد في الأرض قصة السيدة التي عبرت خفيفة ببعض ٍ مما وفت به.

كوثر 05-08-2006 01:24

الفطرة الأولى لوفاءاتٍ فارهة
 
-أخذت الأم ابنتها الصغيرة خمس مرات للطبيب تشكو من جراحٍ تُغطي بشرتها بالكامل..في المرة السادسة وحين لم يجدوا سبباً بدأت الأم بالبكاء..اقتربت الصغيرة من امها قائلة:
(لا شيء بي يا امي..قالت لي زميلتي في المدرسة : أنتِ سوداء فأخذت أفرك جلدي حتى لا أختلف عنها).

-في طريق العودة للبيت وجد الطفل ان دكان الألعاب يُهدم..أوقف العربة وقفز الى هاوية المركبة الصفراء الكبيرة صارخاً..لا..لا تهدموه..مد يديه الى جيوبه وأفرغ الحقيبة من الحلوى ووضع كل شيء في حضن السائق..ثم قال..إصبر سأجلب لك من البيت أكثر لا تهدمه.!!

-تعلقت بدميتها كثيراً..فقأ أخوها في نوبة شقاوة إحدى عينيّ الدمية ..في المساء ظبطتها أمها تحاول أن تقتص بمقص اللعب البلاستيكي لدميتها من عين أخيها.

- في زيارة ٍ روتينية كل عيد للمزرعة رأت الطفلة الفلاح الأسمر يعرج بعد أن قطع المحراث رجله..قالت لأمها أين أمرأته..قالت لها أمها ..ماذا تريد المرأة برجلٍ برجلٍ واحدة..فردت الطفلة..لم؟! أتحبه هو..أم تحب رجله؟!!

الجازي 05-08-2006 05:05

رد : باقات وعودٍ لا تفي
 
.

دهشة أولى !

لا يكفيها قراءة واحدة ..

لي عودة ..http://www.sh3byat.com/vb/images/icons/damn.gif

.

منتهى القريش 05-08-2006 19:55

رد : باقات وعودٍ لا تفي
 
سأكون هنا كثيرا يا كوثر فتلك الباقات تلون الروح دهشة
قال لي: اقرئيها فهي تستحق القراءة الآن تيقنت من ذلك

رائعة أنتِ وأكثر

عنود 06-08-2006 15:07

رد : باقات وعودٍ لا تفي
 
إقتباس:

الوردة التي عبرت الى الشتاء هاربةً من خريف الوحدة..هادنت الشوك حتى ان دنت شهوة الجرح من ناعم أوراقها تخلى الشوك عن غدره..هل فعل..لم يعرف أحداُ حتى تاريخه.

سيدتي كوثر
عندما تتباطىء الخطى يتسارع النبض لتسقط الآهات بحسرة

تقبلي انحنائي لحرفك

تركي 06-08-2006 20:04

رد : باقات وعودٍ لا تفي
 
شريان من الإبداع ينزف من الكاتب ليغذي القارىء
الفكره جميله واكتملت ببهاء حضورك

إبراهيم الوافي 07-08-2006 04:27

رد : باقات وعودٍ لا تفي
 


كوثر الجسد هنا ..؟!
نحن على موعدٍ إذن مع أحاديث الريح ونبوءة الغيم .. والليالي الشهرزادية المبلّلة بحكايا الصحو في مدن الأغنيات ...
سعيد بحضورك هنا ياكوثر




أوزان وأشجان 07-08-2006 10:25

رد : باقات وعودٍ لا تفي
 

نورة العجمي 08-08-2006 02:02

رد : باقات وعودٍ لا تفي
 



كوثر
جعلتنا نستكين لنستمع حديث الأسحار
نجوب الصحاري والتلال لنستدل الضوء من صفاء حروفك وقلبك
مثير هذا الحضور
بل رائع و مذهل

تقبلي متابعتي يامبدعة



ذيبان 08-08-2006 04:53

رد : باقات وعودٍ لا تفي
 
كوثر
ادهشتني بصدق
لشعبيات ان تحتفل بك
لروحك ثم بوحك ألف وردة

الجازي 08-08-2006 18:22

رد : باقات وعودٍ لا تفي
 



مواقف عميقة تمر بدورة تشبه تناوب الفصول ..
بعض المشاعر تربكنا بل تقتلنا ياكوثر .. وحكاية درويش الحارة أحدها ..
ماأجمل أن تكون هذه الأنقلابات محرضّة لكتابة إبداعيه كـ هذه ..


إعجابي الشديد ..http://www.sh3byat.com/vb/images/icons/damn.gif



كوثر 12-08-2006 22:01

أيا الجازي..بما أجازيكِ؟
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الجازي



مواقف عميقة تمر بدورة تشبه تناوب الفصول ..
بعض المشاعر تربكنا بل تقتلنا ياكوثر .. وحكاية درويش الحارة أحدها ..
ماأجمل أن تكون هذه الأنقلابات محرضّة لكتابة إبداعيه كـ هذه ..


إعجابي الشديد ..http://www.sh3byat.com/vb/images/icons/damn.gif



كثيراً ما نقرأ سيدتي ونعد بإياب
وتكون من ضمن الوعوج اليتيمة من الوفاء
لكنما قلب كقلبك يأبى الا أن يفي بإياباته الممطرة القاً
أحببتُ خطوكِ في الروح أينما تلفتُ وجدتُكِ تعبقين
ما حيلة الورد في عطره.؟
أنتِ هكذا بطبيعتك تحيطين بنا وتلملمينا في إحتضان نقي
ممتنة لمرورك الجميل المنفرد بإيقاعٍ ثنائي
شكرا صديقتي الجميلة
لكِ من الفرح ما يمتليء بكِ ولا ينساكِ قط.


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +4.
الوقت الان » 08:29.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يكتب في الموقع يعتبر حقوق محفوظة لموقع شعبيات- شبكة الاقلاع